الوجبات السريعة هي السم القاتل الذى لا نشعر بوجوده ونستخدمه بكل سعادة وأريحية وذلك برغم التحذيرات المستمرة من خطورتها على الصحة العامة للأفراد ولكن ما اتضح مؤخرا حسب أحدث الدراسات التي نشرت نتائجها بصحيفة " ديلي ميل " البريطانية أن تأثيرها ربما يصل لأن تقوم بتقليص عمرك مع كل وجبة تقوم بتناولها .
فقد قام العلماء بقيادة خبيرة الصحة البيئية أوليفييه جولييت وزملاؤها بجامعة ميشيغان بتقييم أكثر من 5000 نوع من الأطعمة من خلال مدى تأثيرها على صحته وإلى جانب التكاليف الصحية ، قام الفريق أيضًا بفحص دورة حياة كل طعام من الإنتاج إلى الاستهلاك والنفايات لتحديد آثارها البيئية واتضح من النتائج أن الوجبات السريعة قد تكلفك من حياتك مع كل وجبة 36 دقيقة خسارة من حياتك الصحية على العكس من تناولك للوجبات التي تحتوى على المعادن والفيتامينات فهي تكسبك 48 دقيقة حياة صحية.
بناءً على النتائج التي توصلوا إليها ، طور الفريق بعض البدائل الغذائية البسيطة والثانوية التي يمكن أن تساعد الناس على تناول طعام أكثر صحة وبشكل مستدام حيث يقترحون تحويل 10 %من السعرات الحرارية اليومية من لحوم البقر واللحوم المصنعة إلى مزيج من الفواكه والبقوليات والمكسرات والمأكولات البحرية المختارة والخضروات وقد أوضحوا أن هذا قد يسمح لك بالحصول على 48 دقيقة إضافية من الحياة الصحية يوميًا ، مع تقليل انبعاثات الكربون في النظام الغذائي بحوالي الثلث.
وقالت البروفيسورة جولييت: إن الحاجة الملحة للتغييرات الغذائية لتحسين صحة الإنسان والبيئة واضحة حيث تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن البدائل المستهدفة الصغيرة تقدم إستراتيجية مجدية وقوية لتحقيق فوائد صحية وبيئية كبيرة دون الحاجة إلى تحولات جذرية في النظام الغذائي.
وفي دراستهم، نظر الباحثون في 5800 نوع من الأطعمة المختلفة بما في ذلك النقانق والبيتزا والزبادي والجبن من حيث تأثيرها على صحة الإنسان وكذلك على البيئة وبناء عليه طور الفريق تصنيفًا جديدًا قائمًا على علم الأوبئة أطلق عليه اسم مؤشر التغذية الصحية ، والذي يحسب العبء الصحي لوجبات معينة من الطعام من حيث دقائق الحياة الصحية المفقودة أو المكتسبة من تناولها تم تطوير المؤشر الجديد من دراسة العبء العالمي للمرض ، حيث تم ربط إجمالي حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن أمراض معينة بخيارات طعام فردية من قبل الأفراد.
أخذ الباحثون 15 من عوامل الخطر الغذائي وتقديرات عبء المرض من قاعدة بيانات العبء العالمي للأمراض ودمجها مع الملامح الغذائية للأطعمة التي يتم استهلاكها بشكل شائع في الولايات المتحدة وتم الحصول على معلومات حول العادات الغذائية في الولايات المتحدة من قاعدة بيانات "ماذا نأكل في أمريكا" في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية.
وفى النهاية صنف الباحثون الأطعمة المختلفة في نظام إشارات المرور الأحمر والأخضر والأصفر بناءً على أدائهم التغذوي والبيئي المشترك حيث تعتبر الأطعمة "الخضراء" مثل الخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات وأنواع معينة من المأكولات البحرية والحبوب الكاملة مفيدة من الناحية التغذوية وتأثيرات بيئية منخفضة ويوصي الباحثون بتناول المزيد من هذا.
في المقابل ، نصح الفريق بتقليل الأطعمة "الحمراء" ، مثل اللحوم المصنعة ولحم البقر ولحم الخنزير والضأن ، والتي تميل إلى أن تكون لها عيوب غذائية (بشكل أساسي اللحوم المصنعة) أو تأتي بتكاليف بيئية كبيرة.