إحياء الفن المسرحي وتنشيط الحركة المسرحية في الإسكندرية، والتي شهدت تراجعًا في السنوات الأخيرة، لاسيما مع ظهور جائحة كورونا، كان الهدف الذي اجتمع عليه ثلاثة شباب من المهتمين بالمجال المسرحي، وهم:

"المخرج محمد حميدة، المخرج أحمد عبد الرحيم، والممثل مروان سليمان"، وسعيًا لتحقيقه أطلقوا فرقة "بلكون" للفنون الأدائية.

يقول المخرج محمد حميدة، أحد مؤسسي الفرقة، إن حالة الركود العام في الوسط المسرحي السكندري والتي زادت مع انتشار جائحة كورونا كانت الدافع لمحاولة تأسيس كيان يساعد على إحياء الفن المسرحي، مع عدم توفر فرص إنتاج أو تمويل للمشاريع المسرحية، ومن هنا انطلقت فرقة بلكون المستقلة للفنون الأدائية في 2021، والتي وصل عدد أعضائها حاليًا إلى 40 فرد، ما بين ممثلين ومؤلفين ومخرجين ومختصين إضاءة وديكور ومكياج وغيرهم.

وعن سبب اختيار اسم "بلكون" للفرقة، أوضح "حميدة" أن "بلكون" هو واحد من المصطلحات المتداولة في مبنى المسرح، واختياره دلالة على محاولتنا لرؤية الفن المسرحي من زاوية مختلفة من "البلكون" لنلاحظ كافة التفاصيل ونهتم بها مما يساعدنا على تقديم فن راقي.

وأضاف لـ"دار الهلال" أن الفرقة مهتمة بالفنون الأدائية بأنواعها المختلفة من خلال تقديم عروض غنائية واستعراضية ومسرحية وتنظيم ورش لتدريب الممثل ومسرح الطفل، وتركز بشكل خاص على الفن المسرحي، لذا أطلقت ملتقى "شباب المسرح السكندري" كمحاولة لتنشيط الحركة المسرحية في الإسكندرية.

وأشار إلى أنه من المقرر إطلاق الدورة الأولى من الملتقى في أكتوبر 2021، بالتعاون مع تياترو النيل في الإسكندرية، موجهًا الشكر للفنان إسلام صلاح مدير مسرح تياترو النيل، والدكتور أيمن الخشاب أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية لمساهمته في صياغة لائحة الملتقى.

وأعرب "حميدة" عن سعادته بردود الفعل الإيجابية التي تلقتها الفرقة منذ الإعلان عن إطلاق ملتقى شباب المسرح السكندري واستقبال العديد من الطلبات للمشاركة فيه، منوهًا بأنه سيكون ملتقى تنافسي وسيتم تقديم جوائز مالية وعينية وتكريم مجموعة من الرموز الشابة المهتمة بالفن المسرحي في الإسكندرية.

وذكر أن الدورة الأولى تحمل اسم الممثل السكندري الراحل عمرو المحمدي الذي تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم التحق بكلية الآداب قسم المسرح، واشترك في عدد من العروض المسرحية المميزة وحصل على عدة جوائز، مضيفًا أنه كان شخص حالم محب للمسرح ولا يتوانى عن تقديم المساعدة والدعم للمهتمين بهذا المجال.

وعن التحديات التي تواجه الفرق الفنية المستقلة، أكد "حميدة" أن أكبر تحدي تواجهه الفرق الفنية المستقلة هو "قلة التمويل"، لافتًا إلى أن الفن المسرحي بدأ ينحسر في الفترة الأخيرة رغم أنه فن تفاعلي وله تأثير كبير على المشاهد، إلا أن الصعوبات الإنتاجية قد تجبر كثير من الفرق الفنية المستقلة على وقف نشاطها، وكلما ابتعدنا عن المحافظات الكبرى، كلما زادت الصعوبات نتيجة لعدم الاهتمام الإعلامي بالفرق الفنية ومحاولات الإنتاج المسرحي في الأقاليم. واستطرد:

"في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا سيكون من الصعب تنظيم عروض خارج الإسكندرية، ولكن هذه الفكرة ضمن خطط وأهداف الفرقة، فنحن نأمل أن تجوب عروضنا جميع محافظات مصر، وأيضًا نخطط لإطلاق مبادرات للتنمية الثقافية المسرحية في الريف والصعيد".

ولفت إلى أن الفرقة تجهز مجموعة من العروض القصيرة لتقديمها في دور المسنين والأيتام، كما تعمل حاليًا على تنظيم مهرجان للمساحات البديلة يعتمد على تقديم عروض غرفة في المساحات الضئيلة، مضيفًا أن الفرقة تجهز حاليًا لعرض مسرحي يحمل اسم "بين البنين" سيكون باكورة أعمالها وأولى العروض التي سيشهدها ملتقى شباب المسرح السكندري عند افتتاحه. واختتم حديثه قائًلا: "لطالما كانت الإسكندرية مدينة حاضنة للفنون، وأهلها محبين للثقافات والفنون المختلفة، وبالأخص المسرح، فهي مدينة الحرية والفنون".