«العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان» تدعو لمكافحة محتوى الكراهية على وسائل التواصل
تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم والذى اعتمدته في يوم 21 أغسطس من كل عام، فيما لا يزال الإرهاب يطل برأسه على الشرق الأوسط ويهدد أمن واستقرار الدول العربية، لا يزال أسر ضحايا الإرهاب يشعرون بألم لفراق أحبائهم ويتجدد الألم بسبب استمرار تغريدات ممن حرضوا على قتلهم على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم تحرك شركات التواصل الاجتماعي بجدية لوقف تلك الحسابات.
وجاء في بيان رسمي للشركة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان، ما يلي : "إن سماع أصوات اسر ضحايا الإرهاب وتلبية احتياجاتهم وتأييد حقوقهم والعمل على عدم نسيان ذويهم هي الأولويات التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن دعوتها للعمل على تعافي ضحايا الإرهاب بشكل متعدد الأبعاد وطويل الأجل، كما يشتمل أيضا على الدعم البدني والنفسي والاجتماعي والمالي، التي تمكنهم من الشفاء والعيش بكرامة.
لكن يظل الهدف الأهم هو التعامل الجاد مع الظاهرة الإرهابية وتطوراتها خاصة وان تلك التنظيمات تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصر جديدة وتستغل المحتوى الديني المغلوط في تفخيخ العقول وتوجيهها لارتكاب جرائم القتل والتخريب والتحريض ضد الآخر الديني في المجتمعات العربية.
لقد وضعت الأمم المتحدة على الدول الأعضاء المسؤولية الأساسية لدعم ضحايا الإرهاب وإعلاء حقوقهم ودعتهم لتنفيذ العنصرين الأول والرابع من عناصر استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال التضامن مع الضحايا ودعمهم، والمساعدة في بناء القدرات، وإنشاء شبكات لمنظمات المجتمع المدني ودعمها وبخاصة الجمعيات المعنية بضحايا الإرهاب، وتشجيع الدول الأعضاء على تعزيز حقوق الضحايا وحمايتها واحترامها.
ورغم أن الاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم خطوة كبيرة إلى الأمام في التضامن مع ضحايا الإرهاب إلا أن استراتيجية مكافحة الإرهاب لاتزال غير فعاله على وسائل التواصل الاجتماعي واستمرار الكيانات الإرهابية في استغلالها لنشر محتوى الكراهية والتحريض على العنف وتمجيد العناصر الإرهابية، ورغم ما تقوم به شركات التواصل الاجتماعي من ملاحقات إلا أن تلك الملاحقات لم تتمكن من إيقاف خطاب التحريض المنتشر على حسابات تستهدف دولا في الشرق الأوسط.
لقد تحولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للترويج للكراهية والعنف والتضليل، حيث تحولت إلى ساحات مفتوحة تستخدمها حركات التطرف والإرهاب الذي تنتهجه جماعات وحركات عديدة في مختلف أنحاء العالم مخترقين بذلك الشرعية الدولية الداعمة لحقوق الإنسان الممثلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والقوانين الخاصة بحماية المجتمعات من مخاطر الكراهية والتمييز.
وتدعوا الشبكة المجتمع الدولي في ذكري إحياء ضحايا الإرهاب لتطوير التشريعات الدولية لتجريم هذه الظاهرة دون أن يشكل ذلك أي انتقاص من حرية التعبير تحت ذريعة التشدد في القوانين لحماية المجتمع والفئات المستهدفة بـخطاب الكراهية مؤكدة أن محتوى الكراهية ارتبط ارتباطا وثيقا بالعنف الذي أسفر عن عمليات قتل جماعية في العديد من أنحاء العالم، إذ يقف حائلا أمام تطبيق حقوق الإنسان وحماية الأفراد والمجتمعات ويؤثر علي الحق في السلام والاستقرار والتنمية .
وتطالب الشبكة بضرورة أن يعمل الجميع لمكافحة هذا المحتوى من حكومات ومجتمع وشركات الاتصال في اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لمراقبته علي مواقع التواصل الاجتماعي والعمل على حماية الأفراد والمجتمعات من مخاطر المحتويات التي تمجد الإرهاب أو تدافع عنه".