بعد 50 عاما من فقدانها.. فيلم وثائقي يحل لغز اختطاف «موريل مكاي»
شكلت موريل مكاي أول قضية اختطاف من أجل فدية ضخمة في بريطانيا، عام 1969 لغز كبير حتى الآن ، وبعد مرور أكثر من 50 عاما على القضية لم تسطتيع السلطات العثور على جثتها حتى يومنا هذا.
وبحسب موقع " سكاي نيوز " كانت قصة موريل محيرة للغاية، فهي ربة منزل من الطبقة الوسطى في بريطانيا، وليس لها أعداء، فكيف تتعرض للاختطاف.
تعرضت موريل للاختطاف في 29 ديسمبر 1969، بينما كانت في منزلها بمنطقة ويمبلدون، جنوب غرب لندن، ومنذ ذلك التاريخ لم تعثر بريطانيا على جثتها.
وسيطرت قصة هذه المرأة على عناوين الأخبار في بريطانيا، خاصة أن الخاطفين ظهورا بعد فترة وجيزة يطالبون بمبلغ مليون جنيه إسترليني لقاء الإفراج عن موريل، وكان ذلك مبلغا ضخما للغاية في ذلك الوقت، إذ تبلغ قيمته الآن 20 مليون جنيه إسترليني " ما يعادل 27 مليون دولار" ، واعتبرت الفدية المطلوبة حينها الأكبر في تاريخ بريطانيا.
وكانت مكاي ربة منزل تبلغ من العمر في ذلك الوقت (55 عاما) ولها 4 أبناء، وكان زوجها هو إليك مكاي، نائب رئيس شركة إخبارية تعود لقطب الإعلام الشهير، روبرت مردوخ.
وتبين أن الخاطفين وقعوا في خطأ فادح، وأن الهدف المقصود كان زوجة ميردوخ، لكن الخاطفين أصروا على استمرار العملية، وكتبوا رسالة إلى العائلة يطالبون فيها بالمال، وبعد تحقيقات مطولة، أدان القضاء البريطاني رجلين في الجريمة، لكن لم يعثر حتى الآن على جثة المرأة.
ولكن بعد مرور 50 عام كشف فيلم وثائقى عن لغز قصة مكاى ، وتقول المخرجة الوثائقية، جوانا بارثولوميو، التي ترعرعت في منطقة ويمبلدون حيث وقعت الجريمة، إنها حققت في القضية لمدة 3 سنوات، بعد مرور 50 عاما على الحادثة، مشيرة إلى أن هناك كثيرا من الأسئلة بلا إجابة.
وأضافت أن القصة نسيت تقريبا، رغم أنها كانت ضخمة للغاية في وقتها، وكانت غامضة للغاية، فكثير من الأشياء غريبة فيها، الخاطفون أخطأوا في الشخص المطلوب وكانوا عديمي الاحتراف، وظل البريطانيون يرددون أنها ليست جريمة بريطانية، فنحن لا نفعل ذلك، لكن المخرجة الوثائقية لم تثق بهذا الخطاب، وأنتجت بارثولوميو فيلما وثائقيا عن المرأة اللغز، تحدثت فيها للمرة الأولى بنات السيدة المختفية، وأحد الأشخاص المدانين في القضية.
وسلط الفيلم الوثائقي الضوء على القضية التي كانت مربكة للشرطة البريطانية، كاشفا عن وجود عيوب في التحقيق، الذي أجراه ضباط شرطة كانوا متحمسين لإدانة مهاجرين اثنين في القضية، وفي الفيلم الوثائقي، قال ضباط شرطة عملوا في القضية إنها لا تزال تطاردهم حتى يومنا هذا.
وتقول المخرجة إنها تحاول بهذا الفيلم مساعدة بنات السيدة المفقودة على العثور على شيء لإنهاء هذا الفصل الصعب من حياتهن، و قال نظام الدين حسين، الذين أدين في القضية وخرج من السجن بعد إمضاء فترة محكومية طويلة: لماذا يكون لدى شخصين غير محترفين في الإجرام مثل هذه الفكرة المجنونة: اختطاف زوجة مردوخ"، وأدين حسين رغم أنه كان شابا يافعا وقت ارتكاب الجريمة، ويخلص الفيلم إلى احتمال تورط آخرين في الجريمة لم تصل إليهما العدالة.