بعد تحذير الرئيس السيسي.. القصة الكاملة لعودة البعثة المصرية من أفغانستان
بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي أعدت القوات المسلحة المصرية طائرة عسكرية لعودة الجالية المصرية، والبعثة الأزهرية، ومسئولي السفارة المصرية في أفغانستان، إلى أرض الوطن.
وأظهر مشهد عودة المصريين قدرة مصر على حماية مواطنيها في جميع أرجاء العالم، وحمل المصريون العائدون أعلام مصر، وسط فرحة بوصولهم سالمين لأرض الوطن، وضمت قافلة العائدين البعثة التعليمية والأزهرية.
ويأتي ذلك في ظل جهود حثيثة لأجهزة ومؤسسات مصرية لتأمين رحلة عودتهم من أفغانستان، حيث قامت القوات المسلحة بتجهيز أعلى مستويات التأمين الطبي والتأمين الإداري في استقبالهم.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد علق في أحد البرامج التلفزيونية لأول مرة على الأحداث في أفغانستان، مؤكدا أنها كانت منذ 50 عاما مضت بشكل مختلف للغاية.
وأضاف: "القضايا كثيرة ومنها فهم التحدي لإسقاط الدول وليس الأنظمة، النظام ممكن يمشي والخطورة استهداف الدولة وتدميرها، ومن الهام معرفة أن أفغانستان من 50 عاما كانت بشكل مختلف للغاية وفي الكتب والأفلام كانت دولة مختلفة عن الدولة الموجودة حاليا".
وتابع: "عندما تسقط الدولة والنظام يبدأ العبث بمقدرات الدولة، لا قيادة أو رأس تتحمل المسؤولية وتأخذ القرار ويتماشى معها الجميع، وهو ما يظهر في أفغانستان والأمر متكرر في دول عدة".
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من خطورة استهداف أي دولة بهدف تدميرها، مشيرا إلى أهمية «قضية الوعي» بمفهومها الشامل، مشيرا إلى أهمية وجود قيادة ورأس تتحمل المسؤولية، وتتخذ القرارات، وإلا فإن سقوط الدولة قد يحدث، ويبدأ العبث بمقدراتها، وهو ما ظهر في أفغانستان ودول أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الجالية المصرية في كابول، التي تم إجلاؤها، نحو 23 فردا من عناصر الأزهر الشريف المبتعثين إلى أفغانستان في إطار جهود الدولة المصرية والأزهر الشريف لنشر الوسطية والسماحة والفكر القويم.
ولابد من الإشارة إلى أن المبعوثين من قِبل الأزهر الشريف يعملون على التدريس في المعهد الأزهري المصري المتواجد في العاصمة الأفغانية كابول، كما يشارك أفرادها في برامج ثقافية لنشر الفكر القويم بين أبناء الشعب الأفغاني، فضلاً عن جوانب أخرى مثل عقد مسابقات أدبية، وورش تدريبية للدعاة وغيرهم.
يذكر أن العلاقات بين مصر وأفغانستان تمتد لفترة طويلة، حتى إن مصر في عهد الملكية وقعت اتفاق صداقة مع ملك أفغانستان في 1928، كما كان هناك تواصل بين البلدين منذ العصور القديمة، وهو ما يتضح في زيارة الشيخ جمال الدين الأفغاني لمصر، وتتلمذه على يد مشايخ الأزهر الشريف.
يذكر أن عددا من الدول بينها مصر بدأت في إجلاء مواطنيها من أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على الحُكم عقب انسحاب القوات الأمريكية.