توفي اليوم الثلاثاء حاكم تشاد السابق "حسين حبري" عن عمر يناهز 79 عامًا بينما كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

وحسب مانشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، تقول التقارير إنه كان يعالج من عدوى فيروس كورونا، وأُدين في عام 2016 بارتكاب جرائم أثناء توليه الرئاسة من عام 1982 إلى عام 1990.

وجاءت الإدانة نتيجة محاكمة تاريخية في السنغال، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحاكم فيها محكمة يدعمها الاتحاد الأفريقي حاكمًا سابقًا على انتهاكات حقوق الإنسان.

واتهم حبري بالوقوف وراء الاغتصاب والاستعباد الجنسي والأمر بالقتل أثناء وجوده في السلطة، ولكن نفى علمه بالجرائم.

وقالت لجنة تحقيق تشكلت في تشاد بعد الإطاحة به في عام 1990 "إن حكومته نفذت نحو 40 ألف جريمة قتل ذات دوافع سياسية و 200 ألف حالة تعذيب في السنوات الثماني التي قضاها في السلطة".

وخلال المحاكمة، روى الناجون تفاصيل مروعة عن التعذيب الذي قامت به الشرطة السرية المخيفة لحبري، وكان أحد مراكز الاعتقال الأكثر شهرة في العاصمة نجامينا عبارة عن حمام سباحة تم تحويله لمركز اعتقال.

وقال شهود عيان "إن الضحايا تعرضوا للصعق بالصدمات الكهربائية وشبه الاختناق وحروق السجائر وتناثر الغاز في عيونهم".

وفي عام 1990، أطاح به المتمردون، وسعى في النهاية إلى اللجوء إلى السنغال، وبعد عقدين من الزمان، حكمت عليه محكمة في تشاد غيابيا بالإعدام لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

وتعليقًا على وفاة حبري، قال ريد برودي، الذي ساعد في حملته الانتخابية من أجل محاكمة الرئيس السابق، "إنه سوف يسجل التاريخ كواحد من أكثر الديكتاتوريين قسوة في العالم، رجل ذبح شعبه".

وجاءت المحاكمة في السنغال تتويجا لسنوات من النضال من قبل ضحاياه وعائلاتهم، وبعد الكثير من الجدل وقع الاتحاد الأفريقي على اتفاق لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الزعيم السابق.

واستولى حبري على السلطة عام 1982 من وكوني وديع، وهو رفيق سابق في المتمردين فاز في الانتخابات، وكان يعتقد على نطاق واسع أنه كان مدعومًا من وكالة المخابرات المركزية.