نظمت مكتبة الإسكندرية، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة السادسة عشرة لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، ندوة تحت عنوان "هيباتيا"، جمعت بين الدكتور حسين سليمان الزهري، رئيس قسم الدراسات والفعاليات الأكاديمية بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وأحمد سعد زايد، الباحث في الفلسفة وتاريخ الأديان.
وطرح الزهري، سؤالًا يتداوله كثير من الباحثين حول أسباب ذيوع شهرة "هيباتيا"، والتي أرجعها إلى كونها امرأة اشتغلت بالفلسفة والعلوم، في عصر ندر فيه أن تصل النساء لما وصلت إليه هيباتيا من مجد علمي.
وأضاف أن الطريقة الوحشية التي لقيت بها مصرعها والتي جعلت منها شهيدة للفكر على مرَّ العصور ساهمت أيضًا في شهرتها بشكل أو بآخر.
واستعرض بعد ذلك تاريخ ولادتها ووفاتها وتصوراتها عن الكون والوجود، ومساهماتها العلمية التي وصلت إلينا، وناقش الزهري، خلال المحاضرة، عددًا من الأفكار الفلسفية التي انتشرت في الإسكندرية في عصر "هيباتيا"؛ وأهمها فكرة أزلية الوجود التي آمنت بها الفيلسوفة السكندرية.
من جانبه، تحدث أحمد سعد زايد، عن تأثير الفكر والعقل اليوناني في التراث الإنساني، ومدى تأثر العقل اليوناني بالفكر في مصر القديمة.
وقال زايد إن الدرس المستفاد من حياة الفيلسوفة السكندرية هو ضرورة نشر التسامح الديني، مضيفًا أن التسامح هو الفضيلة التي يحتاجها العالم الآن، واختتم حديثه بأن اغتيال "هيباتيا" هو من ساهم في تعريف البشرية بها، على الرغم من تميزها العلمي ولكن كان من الممكن - لولا طريقة وفاتها - أن تُطوى سيرتها بين صفحات التاريخ.