«أمر طبيعي».. الزراعة تعلق على ارتفاع أسعار البطاطس
شهدت أسعار البطاطس ارتفاعا خلال الأيام الماضية في الأسواق، وهو ما فسره مسئولون في قطاع الزراعة بسبب انتهاء العروة الصيفية وأنه أمر طبيعي في الفاصل ما بين العروات، موضحين أنه مع دخول العروة الجديدة وطرحها في الأسواق ستعود الأسعار إلى طبيعتها وهو أمر قد يكون خلال شهرين تقريبا.
ووفقا لتقارير وزارة الزراعة فإن العروة الصيفية للبطاطس والتي تمت زراعتها خلال الفترة من أول ديسمبر 2020 وحتى 20 يناير 2021، وحصادها منذ منتصف أبريل الماضي وحتى نهاية مايو، قد بلغت مساحتها نحو مليوني طن، فيما بلغت إنتاجية الفدان الواحد منها من 14 إلى 17 طن.
وتشهد مصر زراعة ثلاث عروات من البطاطس منها العروة الخريفية والتي تزرع في شهور أغسطس وسبتمبر وأكتوبر في الوجه البحرى ومصر الوسطى فيما تزرع في أكتوبر في مصر العليا ويكون المحصول في ديسمبر وحتى فبراير، والعروة الصيفي تزرع في يناير وفبراير وتعطى محصولها من منتصف أبريل حتى أوائل يونيو، أما العروة الشتوية تزرع في منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر وذلك للتصدير المبكر وتنتج محصولها من أواخر فبراير حتى أواخر مارس.
أمر طبيعي
وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات في وزارة الزراعة، إن أسعار البطاطس في الأسواق لم تشهد ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الماضية، وأن الأسعار هي في المتوسط الطبيعي لها في مثل هذا الوقت من العام، مضيفا أن هذه الأسعار مرتبطة بمواعيد الإنتاج وانتهاء العروة القديمة ومع طرح العروة الجديدة للأسواق ستعود الأسعار إلى طبيعتها.
وأكد الشناوي، في تصريح لبوابة دار الهلال، أنه لن يكون هناك تطرفا في أسعار البطاطس لا بالزيادة ولا بالنقص لتحقيق المنفعة لكل الأطراف للمزارعين والمستهلكين، مضيفا أن المساحات المنزرعة من البطاطس لم تتراجع وإنما هي مساحات متوازنة والإنتاجية من المأمول أن تكون مرضية ومرتفعة بشكل جيد.
وأضاف أن الأسعار الحالية هي أمر طبيعي خلال الفترة بين العروات، فمصر تزرع ثلاث عروات من البطاطس خلال العام، وهي جميعها تغطي احتياجات البلاد وكذلك التصدير، مؤكدا أن الطقس في مصر يساعد على استمرار زراعة البطاطس على مدار العام، وبالتالي في حالة حدوث زيادة في الأسعار فهي لا تطول وتعود للانكسار مع دخول محصول العروة التالية.
وأشار إلى أن العروة الحالية ستبدأ في الإنتاج وستنجح في تأمين الاحتياجات ومع نزولها للأسواق ستعود الأسعار لطبيعتها.
أسباب ارتفاع أسعار البطاطس
ومن جانبه، قال الدكتور محمود سامي، أستاذ البطاطس بمعهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، إن البطاطس في الوقت الحالي في نهاية الموسم، لذلك فارتفاع الأسعار هو أمر طبيعي، لأن الموسم الجديد لم يطرح بعد في الأسواق، مضيفا أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار أيضا هو ارتفاع الصادرات المصرية الزراعية وخاصة من البطاطس.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن الأسعار ارتفعت بعض الشيء أيضا بسبب زيادة الاستهلاك بعد عودة النشاط الطبيعي للمطاعم والفنادق هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي شهد جائحة كورونا وإجراءات الغلق التي أثرت على النشاط، مضيفا أن عودة الأنشطة وزيادة التسويق أدى إلى زيادة استهلاك البطاطس وارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أنه من المرتقب زراعة العروة الجديدة وهي العروة الخريفية خلال الفترة المقبلة، ولن تطرح في الأسواق قبل شهرين، لأن ارتفاع درجات الحرارة أثر على الزراعة حيث انتظر المزارعين حتى انتهاء الموجات الحارة لأن هذه الموجات أثرت على المحاصيل، وكان من الصعب أن يبكر المزارعين بزراعة البطاطس بسبب الحرارة العالية حتى لا يتعفن المحصول.
وأضاف أن العام الماضي شهد انخفاضا كبيرا في أسعار البطاطس بسبب تعرض البلاد لجائحة كورونا وغلق المطاعم والأنشطة وغياب السياحة مما أدى إلى خسائر كبيرة لدى المزارعين والتجار، لذلك تأثرت مساحات زراعة البطاطس هذا العام بعض الشيء وتراجعت المساحة قليلا مقارنة بالعام السابق، ومع عودة الأنشطة وزيادة الصادرات حدثت تلك الزيادة في الأسعار، لكنها لن تستمر وستعود إلى طبيعتها مع طرح العروة الجديدة في الأسواق.