تحاول المدارس في جميع أنحاء اليابان زيادة التدابير للحد من حالات انتحار الطلاب التي شهدت ارتفاعًا وسط جائحة فيروس كورونا، كما تعقد المدارس جلسات حول الصحة العقلية واستخدام التكنولوجيا لمساعدة الطلاب على الإبلاغ عن حالاتهم المزاجية.
وأوردت صحيفة "جابان تايمز" تسجيل اليابان رقمًا قياسيًا في حالات انتحار الطلاب في العام الماضي بلغ 499 حالة وسط الوباء، حيث يعتقد الكثيرون أنهم شعروا بالوحدة أثناء إغلاق المدارس الذي استمر لعدة أشهر لمنع انتشار الفيروس، وأظهرت بيانات حكومية أن الرقم الخاص بالنصف الأول من عام 2021 كان أعلى مما كان عليه قبل عام.
فيما أوضح مستشار مدرسيّ للطلاب في أحد الندوات كيفية اكتشاف العلامات التي تشير إلى أنهم قد يعانون من حالات صحية عقلية، ونصح المستشار إيريكو فوجيتا، 54 عامًا وهو أيضًا طبيب نفسي معتمد، الطلاب بالبحث عن التغييرات في العادات مثل تناول المزيد من الحلويات وقضاء المزيد من الوقت مع الحيوانات الأليفة.
وتابع فوجيتا: "يمكنك التعرف على حالتك العقلية من خلال ملاحظة التغييرات في صحتك الجسدية وسلوكك".
وأشارت الصحيفة اليابانية إلى تقديم مجلس التعليم في أوساكا بأبريل الماضي تطبيقًا برمجيًا بعنوان "طقس القلب" لفحص الصحة العقلية للطلاب، ويُحمل التطبيق على أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي يستخدمها جميع الأطفال في المدارس الابتدائية والمتوسطة التي تديرها المدينة.
في التجمع الصباحي، يمكن للطلاب اختيار خيار واحد من "مشمس" و "غائم" و "مطر" و "رعد" للإشارة إلى شعورهم في ذلك اليوم، وتُرسل النتائج تلقائيًا إلى أجهزة المعلمين، لإبلاغهم بالتغييرات في الحالة المزاجية للطلاب الذين اختاروا خيارًا مختلفًا من قبل.
وقال أحد أعضاء مجلس التعليم: "يمكن أن يكون مفيدًا للمعلمين الشباب الذين لديهم خبرة أقل في التدريس".
وفي مثل هذا الشهر، سجلت اليابان أعلى عدد لحالات انتحار الطلاب في عام 2020 في أغسطس عند 65 حالة، تليها 55 حالة في سبتمبر، وتشير الأرقام إلى أن الطلاب يشعرون بأكبر قدر من الضغط النفسي عند عودتهم إلى المدرسة بعد إجازة الصيف الطويلة.
وقال تيتسورو نودا، الأستاذ في جامعة هيوغو لتعليم المعلمين، لجريدة "جابان تايمز": "في حين أنه من المهم تسهيل بيئة جيدة حتى يتمكن الطلاب من إرسال استغاثة بسهولة ، يجب على المدارس إعداد نظام للرد بعناية على مثل هذه المكالمات".
وأضاف نودا أن الحكومة بحاجة إلى توسيع المساعدة في المدارس من خلال زيادة عدد المعلمين أو المستشارين.