رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض الإسكندرية الدولي للكتاب

25-8-2021 | 23:35


حسين عثمان

انطلق الأسبوع الماضي معرض الكتاب السادس عشر بمكتبة الإسكندرية، في تعاون سنوي متجدد بين مكتبة الإسكندرية، بما لها من ثقل في الأوساط الثقافية محليًا وإقليميًا ودوليًا، وبين كلٍ من الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين، واتحاد الناشرين العرب، الحدث مستمر حتى 30 أغسطس الجاري، وتشارك فيه 65 دار نشر مصرية وعربية، في تحدٍ جديد لـ"كورونا" بعدما تسبب الفيروس المراوغ في تراجع فرص النشر العربي، ما أدى بدوره إلى إغلاق 35% من دور النشر العربية لأبوابها، وكلنا تابعنا كيف انتهت دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الشهر الماضي، بنتائج خيبت ظنون الناشرين إلى حدٍ كبير، ولكن الجميع لا يزال يتمسك بالأمل.


وفقًا لتقرير "NOP World Culture Score Index" حول المؤشر العالمي للإنجاز الثقافي، والصادر مطلع هذا العام عن شركة  Statistaالألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، بالاشتراك مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فقد دخلت مصر والمملكة العربية السعودية قائمة الدول الأكثر قراءة عالميًا، احتلت مصر المرتبة الخامسة بين دول العالم الأكثر قراءة بمعدل 7.5 ساعات أسبوعيًا، فيما جاءت السعودية بالمرتبة 11 عالميًا بمعدل 6.4 ساعات أسبوعيًا، وبينما تصدرت الهند القائمة في المركز الأول، جاءت تايلاند في المركز الثاني، والصين في المركز الثالث، ويعتمد التصنيف الذي سلطت عليه الضوء مدونة “Mal Warwick on Books”، على متوسط عدد ساعات القراءة، التي يمضيها سكان الدول بصفة أسبوعية.
عدة مشاهد على الأرض تؤكد ما وصل إليه التقرير المذكور، لعل أهمها أنشطة مجموعات القراءة على شبكات التواصل الاجتماعي، عدد هذه المجموعات نفسه يتزايد في الآونة الأخيرة، أصبحت الملتقى الرئيسي للتفاعل بشأن أنشطة القراءة واستعراض أحدث الإصدارات وقوائم الأكثر مبيعًا، وزادت على هذا بابتكار أفكار محفزة على القراءة، مسابقات وكروت خصم وهدايا مجانية، خاصة وأن عددًا كبيرًا من الكتاب والناشرين والمهتمين بالشأن الثقافي في عمومه أعضاء بهذه المجموعات، وهي في هذا كله تحقق تواصلًا فعالًا بين أطراف صناعة الكتاب، الكاتب والناشر والموزع والقارئ، ساعدت أيضًا شبكات التواصل الاجتماعي ومعها توافر وسائل نقل البضائع، على سهولة توصيل الكتاب حتى باب القارئ.
فإذا تابعت تطورات الأوضاع بالصحف والمجلات الثقافية، سواء الصادرة عن أجهزة وهيئات وزارة الثقافة، أو الصادرة عن المؤسسات الصحفية القومية، لوضعت يدك على تطور ملموس في شكل ومضمون هذه الدوريات، نفس الشيء تلاحظه مع الصفحات والملاحق الثقافية في الصحف والمجلات العامة، صحيح أن الجميع يجاهد هروبًا من مقصلة الصدور بتقنية PDF التي طالت الصحف المسائية القومية مؤخرًا، ولكن الأمر يؤكد من ناحية أخرى أن مؤشرات الشأن الثقافي العام إيجابية إلى حدٍ كبير، خاصة وأن القول بأن سطوة التطبيقات الرقمية أصبحت أقرب إلى الاستحواذ على القارئ، يحتاج إلى مراجعة بعدما أسر الورقي بسحره وسره، وجدان شباب القراء المولودين في أحضان التكنولوجيا.


القراءة والأنشطة المرتبطة بها تعيش طفرة في السنوات الأخيرة، طفرة ينقصها اهتمام ورعاية ودعم الإعلام المرئي والمسموع باعتبارهما الأكثر تأثيرًا، وحتى تُحْدِث تلك الطفرة أثرها الفعال في حياة مجتمع لا يزال يحتاج لمواجهة الإرهاب كفكرة، أنشطة القراءة والكتابة لا تزال تظهر على استحياء على هوامش ساعات بث فارغة ومكررة ومملة في معظمها، وإن كانت هادرة هدير أمواج البحار على مدار الساعة على شاشات التليفزيون ومحطات الإذاعة معًا، ولعلك تلاحظ أن معرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية يدخل الآن أسبوعه الثاني ولا حس ولا خبر، تمامًا كما مرت - بما لا يليق بها إعلاميًا - الدورة الاستثنائية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الشهر الماضي.