رغم ارتفاع عدد الإصابات.. استراليا تستعد لإعادة الانفتاح على دول العالم
بعد 18 شهرًا من الإغلاق.. تستعد أستراليا للانفتاح على العالم مرة أخرى، والسماح لمواطنيها بالسفر إلى الخارج، وربما الترحيب بالزوار الدوليين مجددًا في وقت قريب، وذلك على الرغم من تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وذكرت دورية (ذا دبلومات) المتخصصة في الشئون الآسيوية أن الحدود الأسترالية ظلت مغلقة منذ بدء الوباء في إطار الاستراتيجية التي تنتهجها البلاد القضاء على كوفيد-19، لاسيما بعد مهاجمة سلالة دلتا المتحورة الشرسة للبلاد.
وتسجل ولاية نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات الأسترالية اكتظاظًا بالسكان، عددًا قياسيًا من حالات الإصابة اليومية، بينما يخضع أكثر من 50 في المئة من الأستراليين حاليًا لأوامر صارمة بالبقاء في منازلهم.
وعلى الرغم من أن عدد الحالات في مدينة سيدني، الواقعة في ولاية نيو ساوث ويلز، قد وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 1029 اليوم الخميس، مضت رئيسة وزراء الولاية جلاديس بريجيكليان قدماً في تخفيف القيود، وهي خطوة لم يكن من الممكن تصورها خلال فترات التفشي السابقة.
وأعلنت جلاديس اليوم الخميس أنه سيتم السماح للمجموعات المكونة من خمسة أفراد، إذا تم تطعيمهم بالكامل، بالتجمع في الأماكن الخارجية والمساحات المفتوحة، داعية المجتمع والصناعة إلى الاستعداد للانفتاح عندما تصل الدولة إلى مستوى تطعيم 70 بالمئة من السكان المؤهلين بجرعة مضاعفة.
جاء إعلان جلاديس بعد أيام من اعتراف رئيس الوزراء سكوت موريسون في وقت سابق من الأسبوع الحالي، بالهزيمة في القضاء على كوفيد-19، مضيفًا أن الحكومة تحتاج إلى النظر باعتبار إلى ما هو أبعد من مجرد أعداد الحالات لمعرفة ما يخبئه المستقبل، وإدراك سبل الحفاظ على سلامة المواطنين، وطرق استعادة الحياة الطبيعية في عالم كوفيد.
وأوضح أن استراتيجية الحكومة الوطنية تتعلق في الوقت الحالي بالضرورة بقمع الفيروس وتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين، إلا أن التركيز بعين واحدة على أرقام الحالات فقط يتجاهل حقيقة أن عددًا أقل من المصابين تكون حالاتهم خطيرة، ناهيك عن انخفاض معدلات الوفاة.
وكانت إحدى الصحف الأسترالية قد نشرت أنه بمجرد وصول الولاية إلى علامة تطعيم السكان بنسبة 70 في المئة، ستسمح السلطات بفتح الحانات والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية بالكامل أمام الأفراد الذين تم تطعيمهم.
ورغم أن بداية إطلاق اللقاحات في أستراليا اتسمت بالبطء، إلا أن معدل التطعيم بها تجاوز ذروة الإقبال من جانب المواطنين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يصل إلى 70 في المئة في أواخر أكتوبر المقبل و 80 في المئة بعدها بثلاثة أسابيع فقط.
وفي سعيها لحماية الأستراليين من الإصابة بكورونا، أعلنت شركة كانتاس، أكبر شركة طيران في البلاد، عن استراتيجيتها لاستئناف السفر الدولي، وأنه اعتبارًا من منتصف ديسمبر المقبل، ستستأنف الرحلات من أستراليا إلى وجهات آمنة، من المرجح أن تشمل سنغافورة والمملكة المتحدة وكندا واليابان.
وأضافت أنه من المتوقع أن تستأنف الرحلات الجوية الأمريكية إلى هونج كونج في فبراير 2022، بينما من المقرر افتتاح بقية الرحلات الدولية لشركة الطيران اعتبارًا من أبريل 2022.
وكانت هيئة خدمات الحكومة الفيدرالية الأسترالية قد تفاوضت بالفعل على صفقة مع شركتي (آبل) و(جوجل) للسماح لهواتف آيفون وأندرويد بتخزين سجلات لقاحات كوفيد-19، والتي ترى الحكومة أنها ستكون ضرورية للرحلات الدولية، كما دعم مجلس الوزراء الأسترالي إثبات الحصول على اللقاح على جواز سفر كوسيلة للسماح للأستراليين بالسفر دون الحاجة إلى الحجر الصحي.
وتأمل أستراليا - أيضًا - في الترحيب بعودة المسافرين الدوليين إليها، إلا أن موريسون شدد على أن هذا سيعتمد على قدرة البلاد على الوثوق بشهادات اللقاحات الخاصة بالدول الشريكة، حيث كانت هناك تقارير عن تزوير شهادات الحصول على اللقاح في بعض دول الاتحاد الأوروبي، بينما تواصل الحكومة الأمريكية مصادرة المئات من نتائج اختبارات كوفيد المزيفة.