حلقة الأنفوشي بالإسكندرية.. مبنى أثري يستعيد أمجاده
أعادت تصريحات محافظ الاسكندرية امس عن تطوير مبني حلقة السمك والمغروفة باسم حلقة الانفوشي والتي تعد أشهر وأقدم سوق الأسماك إلى الواجهة مجددا، ليس فقط كونه البورصة الرئيسية التي يتم فيها تحديد أسعار المأكولات البحرية بمختلف أنواعها وإنما كونه معلما أثريا من معالم المدينة البارزة.
وأكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية تنفيذ مشروع ضخم لتطوير حلقة السمك بمنطقة الأنفوشى ووضعت له ميزانية 100 مليون جنيه لتنفيذه، بعد ان تم إدراج هذه المنطقة ضمن أعمال التطوير عبر عمليات إزالة شاملة، عدا المبنى الرئيسي الذي وصفه بالتراثي، وستُجرى له أعمال صيانة وترميم، وذلك بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري وإدارة التراث بالمحافظة
فرغم التغيير الذي طرأ على المبنى التاريخي الذي شيد عام 1834 ومعالم لتهالك والتقادم التي تبدو واضحة عليه بعد أن مسته يد الإهمال واختفت معالمه وطمست الكثيرمن زخارفه بفعل عوامل التعرية، فإنها لم تؤثر على شهرته وطابعه المميز عن بقية مباني المنطقة.
ويقع المبني بموقع متميز بالقرب من قلعة قايتباي الأثرية وقصرأس التين بمنطقة الأنفوشي بحي الجمرك، ويمكنك التعرف على المكان المبني التاريخي بمجرد الاقتراب منه بسبب رائحة السمك الطازج المنتشرة والمميزة، ومن أصوات التجار والباعة الذين يتجمعون حول طاولات المأكولات البحرية بأشكالها وأنواعها المختلفة لإجراء المزادات عليها.
كما أن تسمية حلقة السمك ليست لها علاقة بشكلها الهندسي المستطيل، وإنما جاءت من وحي تجمع التجار والباعة الذي يأخذ شكل الحلقة حول طاولات الأسماك التي تضم مختلف الأنواع من الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة قبل بيعها بطريقة المزاد.
وللحلقة نظامها الخاص الذي يحكم عملية البيع والشراء وينظم أماكن العرض بعد تقسيمها إلى 17 منطقة أو "باكية" يتم تأجيرها شهريا إلى أحد التجار الكبار أو أصحاب المراكب، وهو ما يعرف بـ" المعلم" ويكون له الحق في إقامة مزاد على أسماكه بالمساحة المخصصة له.
وتعتبر حلقة الأنفوشي البورصة التي تحدد أسعار جميع أصناف المأكولات البحرية، حيث يباع فيها جميع أنواع وأحجام الأسماك، وأن عملية تحديد الأسعار والتي تختلف وفق النوع أو موسم الصيد سواء الصيف أو الشتاء تتم بمعرفة "المعلم" الذي يفتتح المزاد قبل أن يزايد علية باقي التجار.