"شفت إيه في الدنيا!".. جدل على مواقع التواصل بعد انتحار شاب بسبب قسوة والده
اشتعل الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول رسالة حزينة كتبها شاب، قبل أن يقدم على الانتحار وإنهاء حياته بالقفز في مياه النيل للهرب من قسوة والده، حيث انقسم النشطاء بين من يلقي بمسؤولية الحادث على أسرة الشاب التي لم ترعاه وتركته فريسة لليأس والانتحار، وبين من وجّه اللوم إلى الشاب واتهمه بضعف الإيمان وقلة الحيلة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة كتبها الشاب ويدعى إبراهيم شريف، البالغ من العمر 17 عامًا، من محافظة دمياط، حث من خلالها الآباء على معاملة أبنائهم بشكل حنون حتى لا ينتهي بهم الحال مثله، وذلك قبل دقائق من إلقاء نفسه من فوق كوبري ليغرق في مياه النيل.
وانقسم رواد السوشيال ميديا في تعليقهم على الواقعة ومن التعليقات عليها: "ربنا يرحمه بس مع احترامى مش اى حد ابوه يقسى عليه او يعامله معامله جافه ينتحر كده بقى يبقى كل اللى ابوهم بيقسى عليهم شويه سواء عشان يربيهم كويس او مثلا هو طريقته كده يبقى الابن ينتحر صح ولا انا كلامى غلط"، و"مفيش سبب ف الدنيا يخلي شخص ينتحر؟؟؟؟ إلا البعد عن ربنا ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشه ضنكا"، و"ربنا يرحمه ويسمحه بس اناا شايف ان ده مكنش قرار صح نهائي نسي دينو ربنا يرحمه ويسمحه ويجعل مثواه الجنه يارب"، و"الله يرحمه ويغفر له أولا ثانيا هو دا مبرر انه يموت نفسه يعنى ثالثا ربنا يصلح حالنا جميعا".
وعلى الجانب الآخر، حمّل البعض مسؤولية الحادث لوالد الشاب الذي لم يقدم له أي دعم أو عطف، ومن هذه التعليقات :" فعلة غلط طبعا . ولكن الغلط الاكبر علي الاب اللي كان بنسبة كبيرة سبب في اللي عملة .. دا طفل يعتبر 17 سنة ف اعتقد مش فاهم اوي"، و"للاسف ف ابهات وامهات مش قد المسؤليه حسبي الله ونعم الوكيل ف كل اب وام يخلو عيالهم محتاجين حنان ويرموهم ف الدنيا ربنا يرحمك ويسامحك"، و"هل اللي عملة الشاب دا غلط .. طبعا غلط .ولكن الغلط الاكبر علي الاب اللي مش قد المسؤولية علي الاب اللي كل همة انة يسبب عقد نفسية لابنة ويكره ف حياتة ، للأسف في اباء فعلا ممكن يوصلوا اولادهم للمرحلة دي بسبب سوء تصرفاتهم".
وخلال رسالته التي نشرها قبل دقائق من انتحاره بالقفز من أعلى كوبري فارسكور بدمياط، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قال شريف أنه عانى كثيرا من قسوة والده، موضحا أنه سيموت بسبب والده، وأنه "لم ينم ليلة إلا وهو زعلان"، كما طالب الآباء بعدم إشعار أطالفهم بأنهم ليس لهم أحد في الدنيا.
ولم يكتف الشاب الذي يعمل حلاقا، وهي المهنة التي تعلمها من والده، بالرسالة التي كتبها على موقع التواصل الاجتماعي، وإنما بحسب مقربين من أبناء القرية، ترك رسالة أخرى على ورقة، لمواطنين آخرين كانوا أعلى الكوبري، دون فيها اسمه، ومحل إقامته، بالإضافة إلى هاتفه المحمول، ورأه أحد الصيادين وهو يقفز في الماء، وأبلغ الشرطة.
وبحسب أحد شباب القرية، رفض ذكر اسمه، فإن أسرة إبراهيم ميسورة الحال، وكان الشاب يبحث عن فرصة سفر إلى ليبيا، وبالفعل استخرج «جواز السفر» خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الأسرة رفضت سفره، وحدثت مشكلات كبيرة بينه ووالده، اضطرت الأول إلى التفكير في الانتحار، وأثناء ذهابه من قريته إلى نقل «شوار» من دمياط، لم يكمل طريقه، وإنما صعد على الكوبري العلوي، وقفز من فوقه.