السيسي: مصر تقف سندا ودعما لجهود الحكومة العراقية نحو تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تقف سندا ودعما لجهود الحكومة العراقية نحو تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها بما يمكنها من الاضطلاع بمهامها في صون أمن واستقرار العراق وحماية مقدرات شعبه ووحدة أراضيه.
وشدد الرئيس السيسي - في كلمته اليوم السبت أمام قمة "بغداد للتعاون والشراكة" - على رفض مصر التدخلات الخارجية في شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه، وتدعو مختلف القوى إلى احترام سيادة هذا البلد العريق وخيارات شعبه.
وقال الرئيس أن هناك مصلحة - للجميع - في أن يقوم العراق بالدور المنوط به عربيا وإقليميا، من هنا يأتي اجتماعا اليوم لتجديد الدعم والالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية التي لا خلاف عليها، وهي حسن الجوار وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل في شئونها الداخلية والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية، فضلا عن عدم توفير ملاذات آمنة أو أي شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بالتواجد في العراق بلاد الرافدين وإحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي.
وقال: "يشرفني أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمبادرته بالدعوة لعقد هذا المؤتمر المهم".
وأضاف "إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد اليوم مجددا في العراق بلاد الرافدين وإحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي؛ الأمر الذي يجسد المستوى غير المسبوق لعلاقات الشراكة مع أشقائنا العراقيين والرغبة السابقة في تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة سواء على الصعيد الثنائي أو الثلاثي (المصري العراقي الأردني) أو في الإطار الإقليمي الأوسع؛ بما يمكننا معا من أن ننطلق نحو آفاق أرحب من الشراكة والتعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح شعوبنا استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة وقائمة على مبادئ راسخة لا نحيد عنها لتحقيق المصالح المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها".
وأردف "واجه العراق إلى جانب دول وشعوب عربية أخرى - على مدى السنوات الماضية - تأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة لشعب شقيق وارتدت بتداعياتها على شعوب الجوار في سياق شهد تدخلات خارجية متنوعة، وذلك في وقت يواجه عالمنا تحديات ذات طابع عالمي تعني بها شعوب البشرية جمعاء وتتضاءل أمام خطورتها الصراعات الدولية أو العرقية أو المذهبية التي تعرفها منطقتنا العربية".
وتابع: حين نرى ما يلحقه فيروس كورونا أو تغير المناخ بالعالم من أهوال وما يمكن أن يمثله من تهديد للأجيال القادمة؛ فإن علينا أن نتوحد في مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من شعوبنا باعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا".
وأضاف الرئيس السيسي أن "شعوب العالم من حولنا باتت تدرس عن قرب تلك التحديات العالمية، وتسعى جاهدة لإيجاد الحلول لها على أسس علمية ويصح في هذا السياق أن يكون لنا إسهامنا الواضح في تقدم البشرية نحو تعزيز قدراتها على مجابهة الواقع؛ وهو ما نؤمن به في مصر أنه لا خلاص لنا من دونه، وأرى لدى الأشقاء في العراق ذات العزيمة التي تشجعنا على التكاتف معهم تحقيقا للأهداف السامية والتطلعات الانسانية الجامعة".
وأكد الرئيس السيسي أن مصر تنظر بتقدير بالغ للإنجازات المهمة التي تحققت في العراق خلال الفترة الماضية تحت قيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والتى سمحت بنجاح مؤسسات الدولة في التعامل الأمثل مع التحديات الكبرى التي واجهت الشعب العراقي، حيث تمكن الجيش والأجهزة الأمنية من دحر الإرهاب والقضاء على مشروع داعش الظلام في المنطقة والحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونسيجه الوطني".
وتابع: "وإن تناول ما تحقق من إنجازات لا يكتمل دون التطرق إلى جهود تحقيق الإصلاح الاقتصادي على المستويات وبمختلف القطاعات؛ الأمر الذي يعكس إصرار الحكومة العراقية على تمهيد الطريق لنقلة نوعية نستشعر قرب انطلاقها من خلال متابعتنا للجهود الدؤوبة في الإعداد المتأني والدقيق لها، كما نتمنى أيضا للدولة العراقية بل ونثق في نجاحها الكامل في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي القادم بما يلبي تطلعات الشعب العراقي في التقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يستحقه".
وأردف: من هذا المنطلق تستمر مصر في مساعدة الحكومة العراقية في جميع جهودها الرامية لتحقيق استقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربي والإقليمي الفاعل وترسيخ موقعه في العالم العربي.
وقال: إيمانا من جانبنا بحتمية التعاون والتكاتف بين الأشقاء ومنافعه المتعددة، فقد جاءت آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن لتترجم الإرادة السياسية للدول الثلاث إلى واقع ملموس من حيث تعزيز مفهوم العمل العربي المشترك وتعظيم التشابك بين مصالح شعوبنا من خلال مسارات عملية ومدروسة للتعاون يشعر بها المواطن العراقي وأشقاؤه الأردنيون والمصريون؛ ونأمل أن يتسع ذلك حين تتوفر الظروف الملائمة إلى سائر الشعوب العربية وشعوب المنطقة كافة ".
وجدد الرئيس السيسي التأكيد على اعتزام مصر المضي قدما - بكل دأب - نحو تنفيذ المشروعات المشتركة التي تتم دراستها في إطار الآلية، بما يحقق التنمية المأمولة لدول المنطقة.
كما جدد الرئيس الشكر لدولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على عقد هذا المؤتمر؛ موجها رسالة إلى الشعب العراقي الشقيق، بالقول: إن الشعب الذي يملك هذه الحضارة العريقة وهذا التاريخ المشرف؛ ليملك - بلا شك - مستقبلا واعدا بفضل أبنائه وسواعدهم وما يحدوهم من أمل وحافز نحو تحقيق غد أفضل.
وأكد أن "في مصر أخوة حريصين على نهضتكم مرحبين بنقل تجاربهم وخبراتهم في مجالات مختلفة إيمانا بوحدة المصري والهدف لنسير معا على الطريق المستقبل الذي تضيئه إرادتنا و ثقتنا في قدراتنا الصلبة على اجتياز الصعاب أي كانت".
وأضاف الرئيس "أيها الشعب العراقي العظيم أنتم أمة عريقة ذات مكانة وحضارة وتاريخ ولديكم تنوع و تعداد وتعدد أعتبره ثراء كبيرا حديثي إليكم اليوم بل ندائي إليكم حافظوا على بلادكم ابنوا وعمروا وتعاونوا وشاركوا، أبنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، عمروا مدنكم ومزارعكم و مصانعكم ، تعاونوا فيما بينكم من أجل المستقبل ، شاركوا في اختيار من يقودكم إلى الأمام ، الانتخابات مسئولية شعبية عظيمة في بناء المستقبل الدول.
وختم الرئيس بالقول "أيها الشعب العظيم يستحق العراق بكم المكانة الرفيعة، يستحق العراق بكم الرقي والتطور والاستقرار والأمان والسلام.