بعد ختام مؤتمر بغداد.. العراق يسعى للاستفادة من التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي
يسعى العراق إلى استعاده دوره الريادي في المنطقة بعدما أضعفها التناحرات السياسية الداخلية، بالإضافة إلى الصراعات مع العصابات المسلحة والاحتلال الأمريكي الذي يطمح في إستنزاف ثورات البلاد، إذ ترغب بغداد في التعاون مع دول الجوار والهروب من الضغط الإيراني حول أزمة الطاقة التى يعاني منه والاستفادة من التجربة المصرية الناجة في مسار الإصلاح الاقتصادي، وذلك على هامش مؤتمر دول الجوار في بغداد.
واختتُمت الجلسة العلنية لاجتماع قمة دول الجوار المنعقدة في بغداد، بمشاركة عدد من من ممثلي وقادة بعض الدول، وأكد قادة وممثلو الدول المشاركة في المؤتمر على دعم العراق وإرساء الاستقرار فيه، مؤكدين أن استقرار العراق يؤثر على المنطقة بأكملها.وذكر الرئيس السيسي في قمة بغداد للتعاون والشراكة: “نثق فى نجاح الدولة العراقية فى الوفاء باستحقاق الانتخابات”.
كما جاء اجتماع دول الجوار بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزيرا الخارجية والدفاع جون إيف لودريان وفلورونس بارلي بالإضافة إلى شخصيات برلمانية وغيرها، وتحمل زيارة ماكرون للعراق، وتوافد عدد من الزعماء العرب والأجانب، اليوم السبت، على العاصمة العراقية للمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وشهد المؤتمر اجتماع بين قادة مصر والعراق وقطر على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.
قال الدكتور محمد شادي، الباحث الاقتصادي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مؤتمر دول الجوار جاء في ظل اضطرابات تعيشها المنطقة العربية منذ فترة بعد غياب التعاون العربي بشكل فعال على أرض الواقع منذ أبان ثورات الربيع العربي، وارتفاع الدين المحلي وغياب السياحة الأمر الذي تسبب في خسارة كبيرة لكثير من الدول حول العالم منذ انتشار فيروس كورونا.
مع وجود دول مصدرة ومستوردة للمواد الأولية مثل النفط والغاز والقطن والأرز أصبح هناك توجه لتعاون إقليمي بين الدول المشاركة في مؤتمر بغداد، يأتي ذلك بالتزامن مع الفكر العالمي نحو مشروعات الطاقة المتجددة وتحول مصر لمركز إقليمي مصدر للطاقة، بالإضافة إلى أن العراق تأتي في المركز الرابع للدول المنتجة للنفط، بحسب الدكتور محمد شادي، لـ«دار الهلال».
وأردف الباحث الاقتصادي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، " يسعى العراق إلى اللجوء لدول ليس لها مصالح ولا تدخلات في الشأن الداخلي العراقي مثل الأردن ومصر وسط ضغط إيران للحصول على الكهرباء التى تعاني بغداد من نقصها، من خلال خطوط لتصدير الكهرباء بين الدول الثلاث".
وحول المشاركة الفرنسية في مؤتمر بغداد لدول الجوار قال الباحث الاقتصادي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن إيمانويل ماكرون يعزز من وجوده في المنطقة لفتح أبواب للشراكة في مشروعات الطاقة المتجددة والأسلحة، كما أن المؤتمر يوكد على نجاح مصر في دبلوماسية البنية التحتة مع دول المنطقة لتحقيق المصالح الاقتصادية خاصة من جهود العراق في وقف نزيف الفساد وإهدار المال العام.
من جانبه قال محمد نجم، الخبير الاقتصادي، إن العراق دولة غنية ولها ثروة من الموارد الطبيعية والبشرية والمخزون الحضاري العريق، وبحلول عام 2003 ودخلت بغداد فى متاهات لا نهائية ودائرة مفرغة من الفوضي، إذا أنه لا اقتصاد بدون الاستقرار مهما بلغت قيمة الموارد الطبيعية.
وتابع نجم، لـ«دار الهلال» أن دولة فنزويلا على سبيل المثال أغني دولة نفطية بالعالم بل أنها أغني من السعودية نفسها ومع ذلك تدهور الاقتصاد الفنزويلي بسبب سوء الإدارة والفساد والفوضي، نفس الأمر ينطبق على العراق لكنه لديه حكومة تملك إرادة حقيقية على التغيير والخروج من هذه المتاهات.
وأكد محمد نجم الخبير الاقتصادي أهمية مؤتمر بغداد لدول الجوار لدعم التحالف الثلاثي بين القاهرة وبغداد وعمان، لتبادل القدرات وتكامل الإقتصادات الثلاثة:
• العراق : النفط الخام الوفير (أكثر من140 مليار برميل) وسوق استهلاكي كبير.
• الاردن: موقع جغرافي وسيط.
• مصر : فائض من الكهرباء وشركات وخبرات فى إعادة الأعمار وقدرات على تكرير النفط الخام وسوق استهلاكي كبير.
اقرأ أيضا
هل يسهم مؤتمر بغداد لدول الجوار في دعم مشروع الشام الجديد؟
هيئة الرعاية الصحية تستعرض أنشطتها التطويرية خلال أسبوع