رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أفغانستان تُجسد حلقة جديدة من حلقات الأزمات الدولية

30-8-2021 | 11:15


أفغانستان

دار الهلال

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الاثنين/ أن أفغانستان تُسطر حاليا حلقة جديدة من حلقات الأزمات الدولية، وعلى رأسها اشتداد الحرب وارتفاع درجات الحرارة.

وقالت الصحيفة في مستهل تقرير لها، نشرته على موقعها الالكتروني، إن درجات الحرارة ارتفعت في أجزاء من أفغانستان بمقدار ضعف المعدل العالمي..كما انخفضت أمطار الربيع، وهو الأمر الأكثر إثارة للقلق في بعض أهم الأراضي الزراعية في البلاد وتكررت حالات الجفاف في مناطق شاسعة، بما في ذلك موجة الجفاف القاسية التي تتعرض لها الآن مناطق في الشمال والغرب، وهي الثانية خلال ثلاث سنوات.

وأضافت الصحيفة: أن أفغانستان تُجسد حاليا سلالة جديدة من الأزمات الدولية، حيث تصطدم مخاطر الحرب بأخطار تغير المناخ؛ ما يخلق حلقة ردود فعل مرعبة تعاقب بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا في العالم وتدمر قدرة بلدانهم على التأقلم.

وتابعت، في حين أنه سيكون من السهل عزو الصراع في أفغانستان إلى تغير المناخ، فإن تأثيرات الاحتباس الحراري هي بمثابة ما يسميه المحللون العسكريون مضاعفات التهديدات الحالية، ما يؤدي إلى تضخيم النزاعات على المياه، وإخراج الناس من العمل في دولة يعيش سكانها بشكل كبير على الزراعة، بينما يظل الصراع نفسه بين المتشددين والسكان يستهلك الاهتمام والموارد.

ونقلت الصحيفة عن نور أحمد أخوندزاده، أستاذ الهيدرولوجيا في جامعة كابول، قوله إن:" الحرب أدت إلى تفاقم آثار تغير المناخ فلمدة 10 سنوات، ذهب أكثر من 50 في المائة من الميزانية الوطنية للحرب والآن لا توجد حكومة، والمستقبل غير واضح حتى أن وضعنا الحالي اليوم ميؤوس منه تمامًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن ثلث الأفغان يواجهون ما تسميه الأمم المتحدة بمستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي وبسبب القتال، لم يتمكن الكثير من الناس من زراعة محاصيلهم في الوقت المناسب وبسبب الجفاف أيضا، تأكد أن موسم الحصاد هذا العام سيكون ضعيفًا.

فيما يقول برنامج الغذاء العالمي إن 40 في المائة من المحاصيل قد ضاعت، وارتفع سعر القمح بنسبة 25 في المائة، ومن المقرر أن ينفد مخزون الغذاء الخاص بوكالة الاغاثة التابعة للبرنامج بنهاية سبتمبر المقبل.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن أفغانستان ليس البلد الوحيد الذي يواجه مثل هذا البؤس المتفاقم فمن بين 25 دولة في العالم الأكثر عرضة لتغير المناخ، هناك أكثر من اثنتي عشرة دولة متأثرة بالصراعات أو الاضطرابات المدنية، وفقًا لمؤشر طورته جامعة نوتردام الدولية.

ففي الصومال، التي عصفت بها عقود من الصراع، كانت هناك زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في الظواهر الجوية المتطرفة منذ عام 1990، مقارنة بفترة العشرين عامًا السابقة، ما يجعل من المستحيل على الناس العاديين التعافي بعد كل صدمة وفي عام 2020، نزح أكثر من مليون صومالي من منازلهم، حوالي ثلثهم بسبب الجفاف، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي سوريا، أدى الجفاف الذي طال أمده وكان في الغالب من صنع الانسان، إلى نزوح الناس من الريف، فضلا عن أنه غذى المظالم المناهضة للحكومة التي أدت إلى انتفاضة عام 2011 ثم الحرب الأهلية الشاملة.

ومرة أخرى هذا العام، لاح الجفاف في أفق سوريا، ولا سيما في شمال شرق محافظة الحسكة المعروفه بانتاجها الغزير من المحاصيل الزراعية.

وفي مالي، صعّب التمرد العنيف على المزارعين والرعاة التعامل مع سلسلة من موجات الجفاف والفيضانات، وفقًا لوكالات الإغاثة.