هل تشفع الأجنة المتوفية لوالديها يوم القيامة؟.. علماء دين يجيبون
لا يوجد إحساس أو شعور أصعب من فقد الأم والأب لابنهم، حتى إذا كان هذا الابن مجرد جنين لم يأت الدنيا بعد، فهذا لم ينقص من شعورهم بالألم والحزن، لذلك جعل الله لأي شخص فقد ابنه ثم صبر وحمد الله على ذلك، بيتًا في الجنة، يُسمى «بيت الحمد»، وذلك تقديرًا لهم، ولأنهم صبروا على أصعب وأشد بلاء قد يقع على الإنسان.
من هو الطفل الشافع؟
وفي سبيل ذلك، قال الدكتور إبراهيم الظافري أحد علماء الأزهر الشريف، إن الأجنة المتوفية، والتي كانت مكتملة الجسد سوف تشفع لوالديها يوم القيامة، ويكون أحد أسباب دخولهم الجنة بعد الإيمان بالله وحده، وأن هذا الطفل يسمى «الطفل الشافع»، لأنه يشفع لأمه وأبيه.
وأضاف الظافري في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن مسألة الشفاعة بصفة عامة هى مسألة غيبية، وتعرف هذه المسألة عند العلماء بالسمعيات، أو الغيبيات، ومعنى ذلك أن هذه المسألة لم تكن نعلم عنها إلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما، فقالوا: يا رسول الله! أو اثنان؟ قال: أو اثنان. قالوا: أو واحد؟ قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته»، وأن لولا هذا الحديث ما علمنا أن الأجنة المتوفية سوف تشفع لوالديها يوم القيامة.
ونبه أن المذكور في حديث الرسول أن الجنين المكتمل والذي نُفخت فيه الروح، سوف يكون سبب لدخول والديه الجنة، أما الأجنة النطفة التي لم تنفخ بها الروح، أو إلى الحيوانات المنوية والبويضات، فهذا أمرها في علم الله سبحانه وتعالى، ولا نستطيع قول شيء عنها سواء بالنفي أو الإثبات.
وأكد أن الإثبات أو النفي في هذا الأمر يحتاج لدليل، ولا يوجد دليل في السنة النبوية أو القرآن الكريم تثبت أن السقط أو النطفة التي لم تنفخ بها الروح تكون شافعة لأهلها.
وتابع: "وعلى أي حال من الأحوال الحديث في هذا المنطلق هو نوع من أنواع الجهل، وهو أيضًا من الأمور الغيبية التي لم يطلعنا الله -سبحانه وتعالى – عليها، وأن الذي ثبت في حديث الرسول هو الطفل أو الجنين الذي نُفخ فيه الروح وهو أيضًا يسمى السقط، وهذا هو الذي ثُبت أنه سوف يشفع لوالديه يوم القيامة".
وأشار إلى أن الأم التي توفى لها أكثر من جنين فإن كل هؤلاء الأجنة التي توفيت سوف يشفعون لها جميعًا يوم القيامة، فإذا كانت الأم توفى لها أربعة أجنة فإنهم سوف يأتون يوم القيامة للشفاعة لها هى ووالدهم ويأخذوا بأيديهم إلى الجنة، مُشددًا على أن كما الأجنة تشفع لوالديها عند الله لدخولهم الجنة، فأيضًا الأعمال الصالحة للعبد في الدنيا تشفع له لدخوله الجنة أيضًا، فالقرآن يشفع لصاحبه، والصوم والصلاة أيضًا يشفعون لصاحبه يوم القيامة.
بيت الحمد للشخص الذي فقد أبنه
قال الدكتور أحمد ترك مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إن الأجنة المتوفية سوف تشفع لوالديها يوم القيامة، طبقًا لما قاله رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد».
وأضاف ترك في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال» أن الأم أو الأب الذين فقدوا جنينهم ينبغي عليهم ألا يحزنوا؛ لأنهم سوف يكون لهم شافعًا عند الله لدخولهم جنة الخلود، كما أنه إذا كان حال الأم والأب حين تلقوا خبر الوفاة هو حمد الله في السراء والضراء فأنهم سوف تبني الملائكة لهم بيتًا في الجنة، ويسموه بيت الحمد، لأنه حمد الله في السراء والضراء، وأن هذا الجنين سيشفع لأبيه وأمه فقط، وليس أحد أخر من أسرته كما تردد البعض أن الجنين المتوفي سيدخل أشخاص من أسرته الجنة.
وأشار مدير بحوث الدعوة أن الجنين المتوفي سواء أكان مكتمل فيه الروح أم كان نطفة لم تنفخ بها الروح ففي كلتا الحالتين سوف يكون شافعًا لوالديه عند الله يوم القيامة، وذلك لأنه فقد ابنه فلذة كبده، وأن الله- عز وجل- يعامل بالإحسان وبالفقد، وهذا ليس فقد شخصًا عاديًا بل فقد الابن، وهو شيء كبير عند الله، وأن الشفاعة من الطفل المتوفي لوالديه ليس لها علاقة بنفخ الروح فيه أم لا، بل أنه سوف يتعامل على أنه جنين متوفي.
وأكد أن الأم المتوفي لها أكثر من جنين سوف يشفعون لها كل الأجنة التي فقدتها لها ولأبيهم يوم القيامة، وأن كل هؤلاء الأجنة التي فقدتهم الأم سيتحولون يوم القيامة لأطفال ويسارعون لأخذ يدها ويد أبيهم إلى الجنة، وأن هذه الجنة المتوفية في حالة أنها كانت مكتملة الجسد، ونُفخت بها الروح سوف يتم تغسيلها وتكفينها والصلاة عليها.