"كارثة الولايات المتحدة والغرب في أفغانستان ".. أبرز ما جاء في الصحف البريطانية اليوم
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في مقال رأي كتبه ديفيد جاردنر، محرر الشؤون الدولية لديها، تحت عنوان "قادة الشرق الأوسط تعلموا عدم الاعتماد على الولايات المتحدة"، أن "كارثة الولايات المتحدة والغرب في أفغانستان تدق ناقوس الخطر من شرق أوكرانيا إلى مضيق تايوان .. لكن في الشرق الأوسط، ساحة الغزوات الأنجلو-أمريكية المتسلسلة، كان رد فعل القادة على استسلام الولايات المتحدة متحفظًا. لقد بدا بالفعل للحلفاء والخصوم على حد سواء، أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الولايات المتحدة".
وقال الكاتب "أظهر الغزو والاحتلال بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 حدود قوة أمريكا وعدم قدرتها على تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة".
ويرى أن "عدم الموثوقية الأمريكية دفعت القادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى بدء حوار يهدف إلى الانفراج، بدلًا من الاعتماد على الأطراف الخارجية".
وذكرت "الإندبندنت أونلاين" في مقال رأي كتبته سلمى شاه، مستشارة سابقة خاصة للوزير السابق ساجد جاويد، تحت عنوان "تمثل أفغانستان نقطة تحول، فالتحالف الغربي الليبرالي الذي كان قويًا في يوم من الأيام معرض لخطر التفكك"، أنه "في حين أن الوضع في أفغانستان لا يزال متقلبًا والجهود المعقدة للإخلاء مستمرة، يجدر التفكير في ما يعنيه هذا لبريطانيا وسياستها الخارجية على المدى الطويل. هل كان يجب أن نكون في أفغانستان؟ هل كنا على حق في المغادرة؟ ستكون هذه الأسئلة محل نزاع ساخن وستغذي نقاشًا مستقطبًا لبعض الوقت في المستقبل، لكنها تكشف بشكل صارخ تمامًا غياب أية أهداف طويلة الأجل للسياسة الخارجية من جانب بريطانيا".
وأضافت أنه "يجب أن يمثل الخروج من أفغانستان نقطة تحول، حيث ندرك أن الأحداث التي توجت الغرب ذات مرة، والأفكار التي تُرجمت إلى نجاحه، لم تعد كافية للحفاظ على دورنا. يحتاج عالم ما بعد الحرب الذي أفسح المجال لعالم ما بعد الشيوعية الآن إلى تعريف نفسه في عالم ما بعد الإرهاب".
وأوضحت أن "صعود الصين، الذي شكل مشكلة وجودية عميقة للولايات المتحدة، يهدد الأساس ذاته الذي بنينا عليه نظرتنا إلى العالم. لم يعد من المسلم به أن الديمقراطيات الرأسمالية الحرة هي الطريق الوحيد للنمو. عندما هزمت الرأسمالية الشيوعية في الثمانينيات، توقعنا أن تكون انتصارًا دائمًا. من الواضح الآن أنه لم يكن الأمر كذلك. المعركة من أجل الأفكار الاقتصادية هي جبهة أخرى للعلاقات الدولية".
وأشارت إلى أن علاقة بريطانية مع الحلفاء القدامى "تتطلب بعض التحليل العميق أيضًا. ربما يكون من الدراماتيكي الإشارة إلى أن التداعيات من أفغانستان تشير إلى انقسام عميق بيننا وبين الولايات المتحدة، لكننا نشهد نمطًا من التراجع الدولي عبر المحيط الأطلسي، والذي سيكون له تأثير على كيفية تعامل بريطانيا مع بقية العالم، دون التأكد من تدخل الولايات المتحدة أو فهم أننا نتشارك في أهداف متشابهة على نطاق واسع. إن التحالف الليبرالي الغربي الذي كان قويا في يوم من الأيام معرض لخطر التفكك".
ً
وأوضح الكاتب أن "الرئيس السابق دونالد ترامب كان يتجه بالفعل بشكل فوضوي نحو الخروج من سوريا والعراق عندما أبرم في فبراير 2020 اتفاق الانسحاب مع طالبان، مما أدى إلى تقويض الحكومة الأفغانية التي لم يكلف نفسه عناء التشاور معها. وأن الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، رفض ترامب تقديم المساعدة للسعودية بعد أن استهدفت إيران المملكة بهجوم مدمر بطائرة دون طيار وصواريخ على شركة أرامكو السعودية عام 2019".
وينقل الكاتب عن وزير خارجية عربي "مخضرم"، قوله إن "المشكلة الأساسية هي اعتماد العرب على الأجانب، وبعد ذلك، عندما يغير الأجانب سياساتهم، نكون ضائعين".
وأكد الكاتب أن "القادة العرب يحاولون استباق موجة الأحداث قبل أن تنهار عليهم. الأعداء يتحدثون مع بعضهم البعض. بدأت إيران والسعودية، على خلاف من اليمن إلى سوريا والعراق إلى لبنان، الاجتماع في أبريل الماضي. وتحاول الإمارات العربية المتحدة ومصر، على طرفي نقيض لتركيا وقطر في الحرب الأهلية الليبية، إصلاح العلاقات. والعراق، الذي يكافح من أجل البقاء كدولة موحدة، استضاف يوم الأحد الماضي قمة جمعت خصوم المنطقة".
لكن الكاتب يعتبر أنه "يتعين على بايدن الآن إيجاد طريقة لمنع الكارثة الأفغانية من زيادة جرأة إيران. وساعدت السياسة الأمريكية طهران في بناء محور عبر الأراضي العربية منذ غزو العراق".
وأشار إلى أن أحد أهداف بايدن الرئيسية يتمثل "في إحياء اتفاق ضبط النفس لعام 2015 الذي وقعته إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية، والذي انسحب منه ترامب من جانب واحد في عام 2018. وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها أيضا كبح إيران والقوات شبه العسكرية المدعومة من طهران في بلاد الشام والخليج".
ونوه الكاتب بأن الاجتماعات غير المباشرة في فيينا أدت إلى اقتراب واشنطن وطهران إلى حد كبير من التوصل إلى اتفاق نووي قبل انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد الجديد إبراهيم رئيسي، مشيرًا إلى أن إيران ستدعم الاتفاق النووي الذي يرفع العقوبات التي أعاد ترامب فرضها فيما تقول الولايات المتحدة إن هذا مطروح على الطاولة في فيينا. لكن قد يحتاج بايدن إلى الذهاب أبعد من ذلك. وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من اتفاق 2015 من جانب واحد، لكن إيران لم تبدأ في انتهاك حدودها النووية إلا بعد عام. يمكن أن يبدأ بايدن في رفع العقوبات من جانب واحد، وتحديد موعد نهائي لإيران للعودة إلى الامتثال بشكل يمكن التحقق منه. وقد تكون إيران أيضًا على استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن أفغانستان للحماية من إعادة احتضان داعش".
وخلص الكاتب إلى أنه "في منطقة تم تعليمها للتو درسًا آخر في عدم موثوقية الولايات المتحدة، سيكون من المفيد بالتأكيد أن تستكشف واشنطن قوة المصلحة الذاتية للآخرين".