رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ذا هيل: حرب أفغانستان انتهت الحرب لكن ضرورة حماية الأفغان لم تنته

2-9-2021 | 14:47


أفغانسات

دار الهلال

رأت صحيفة ذا هيل الأمريكية أنه عندما غادرت القوات الحكومية الأفغانية والأمريكية وقوات التحالف كابول ، تركوا ورائهم عملية إخلاء غير مكتملة وأسلحة عسكرية مميتة. والأكثر من ذلك أنهم تركوا كارثة إنسانية وراءهم دون وجود خطة قائمة لوقفها، مما يجعل هناك ضرورة حتمية لحماية الأفغان حتى وإن انتهت تلك الحرب.

ونقلت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الاليكتروني اليوم الخميس- عن إحدى قائدات المجتمع المدني الأفغاني قولها -في مكالمة هاتفية، تعليقا على المشاهد في الشارع الأفغاني- "في الشارع الآن، يجب أن ترى رؤوس الأطفال المكشوفة تحت أشعة الشمس الحارقة. فهم يبكون ويبكون حيث لا يوجد طعام ليس هناك ماء ولا دواء. وأضافت ، "لا يوجد شيء". "إن آلاف النساء والأطفال نازحون الآن في كابول. ورحلت كل الرموز اللامعة بين شعبنا، أولئك الذين كان من المفترض أن يبنوا بلدنا ".

وتعليقا على ذلك قالت الصحيفة إن ما يحتاجه الأفغان الآن هو طائرات تهبط وطائرات مليئة بالغذاء ومساعدات منقذة للحياة. وهذا يضع أنصار الإنسانية وحقوق الإنسان -بمن فيهم دعاة الحرية الدينية وحرية المرأة- بين المطرقة والسندان. إذ يحتاج تمويل الاحتياجات الإنسانية إلى حكومة فاعلة -إن لم تكن شرعية- للعمل بشكل جيد. ولكن إذا منحت الحكومات المصداقية ضمنيا لحركة طالبان قبل أن تتخذ أي خطوات للاعتراف بحقوق الأشخاص المعرضين للخطر وحمايتهم ، فإن عواصم العالم ستتخلى بذلك عن أقوى أدواتها ونفوذها الرئيسي الذي يساعدها لحماية تلك الجماعات في المستقبل المنظور .

وأضافت الصحيفة أنه عندما هربت حكومة الرئيس أشرف غني وتم إغلاق البنك المركزي، لم يتركوا أي خطة لتمكين 39 مليون أفغاني من الاحتفاظ بأموالهم. وفي الأسبوع الماضي، طُلب من البنوك المحلية صرف 200 دولار فقط في الأسبوع على شكل عمليات سحب، لأن طالبان تخشى التكالب على البنوك. غير أن الوصول إلى المال كان مشتتا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأفغان يحتاجون إلى الغذاء والمساعدات الآن. غير أن الأسعار تتضخم يوميا بينما تتضاءل الإمدادات.

ومضت الصحيفة تقول إنه إذا افترضنا أن طالبان ستسمح للطائرات بالهبوط ، يمكن أن تصل المساعدات إلى المطارات الإقليمية في كابول وهيرات وأماكن أخرى. وبينما كان العالم يراقب ما كان يحدث في كابول، كانت المجتمعات الريفية تواجه نفس الأزمة. ولكن مهما كانت الخطوات التالية ، يتعين أن يتم وضع سلامة النساء والفتيات في المقدمة واتكون يؤرة الاهتمام، لا سيما من الأقليات الدينية والفئات المستضعفة.

وأشارت ذا هيل إلى أنه يتعين أن تدمج كل المحاولات، سواء كانت تمويلا أو غذاء أو معونة، مسألة حماية هذه الفئات ولا تتجاهلها. فعندما تفاوضت الولايات المتحدة مع الحكومة الأفغانية في عام 2019 ، لم تتطرق طاولة المفاوضات لضمانات حقوق النساء . ثم في عام 2021، تابعت واشنطن الانسحاب قبل اكتمال المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

ونوهت الصحيفة بأن فصل مصالح النساء وعدم الاهتمام بها أسفر عن هجرة الأدمغة الأنثوية هذا الأسبوع حيث عملت مجموعات المجتمع المدني على مدار الساعة على مساعدة أكبر عدد ممكن من الأفغانيات المتواجدات في القيادة في الخروج عبر بوابات مطار حامد كرزاي الدولي. بينما تلقت العديد منهن بالفعل تهديدات بالقتل. ولا يزال الكثير منهن مختبئات.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول إنه مما لا شك أن البعض في المجتمع المدني سيتطلع إلى مجلس الأمن الدولي والهيئات ذات الصلة لقيادة المرحلة التالية متمثلة في: نقل الغذاء إلى المطارات وإنشاء ممرات إنسانية فضلا عن مراقبة حقوق الإنسان للنساء والأقليات الدينية. ويتعين عليهم الضغط على قادة العالم الذين من المقرر أن يجتمعوا في نيويورك في غضون أربعة أسابيع لافتتاح الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. إذ يتعين على المؤسسات المالية والعواصم العالمة حل المعضلة بين وقف المأساة الإنسانية التي تتكشف في أفغانستان وحماية حقوق الإنسان.