تأكيد الثوابت وإحياء عملية السلام.. سياسيون يوضحون أبرز نتائج القمة الثلاثية
خرجت القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية بنتائج هامة من بينها تأكيد عدم المساس بثوابت القضية الفلسطينية والعمل لإحياء عملية السلام، وأكد سياسيون أن من أهم نتائج تلك القمة تأكيد الرغبة العربية في إحياء المفاوضات، موضحين أن انعقاد القمة اليوم يؤكد أن مصر قادرة على تحريك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم، بقصر الاتحادية كلأ من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة المصرية/ الفلسطينية/ الأردنية شهدت عقد جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة ضمت وفود الدول الثلاث، حيث هدفت المباحثات تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والتي تمثل الأساس الحقيقي لاستقرار المنطقة وتحظى بالأولوية لدى كل الشعوب العربية، أخذاً في الاعتبار المستجدات التي طرأت خلال الفترة الأخيرة، خاصةً ما يتعلق بعملية السلام وسبل تثبيت التهدئة عقب التصعيد في الأراضي الفلسطينية في شهر مايو الماضي.
وناقشت القمة مستجدات الموقف في الأراضي الفلسطينية، وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي، حيث عكست مدى التقارب في وجهات النظر بين كل من مصر والأردن وفلسطين حيال مجمل القضايا، كما أكدت المواقف الثابتة لمصر والأردن من دعم دولة فلسطين والرئيس محمود عباس إزاء أية تحركات أو إجراءات من شأنها المساس بثوابت القضية الفلسطينية، أو إحداث أي تغيير أحادي على الأرض من شأنه المساس بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم أهمية تكاتف جميع الجهود من الأشقاء والشركاء للعمل على إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً في الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل القضية الفلسطينية على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
إنهاء الانقسام الفلسطيني
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن القمة الثلاثية التي عقدت اليوم في القاهرة بين مصر والأردن وفلسطين تأتي كخطوة هامة في ظل اهتمام مصر بإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تعول على الدور المصري والأردني في دعم تلك القضية وحلها.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الملفات التي طرحت في القمة مثل إنهاء الانقسام وإعادة التواصل بين غزة والضفة الغربية وإتمام الانتخابات الفلسطينية كلها تهم الشعب الفلسطيني، مضيفا أن عملية المفاوضات لا تزال طويلة وتنتقل من جيل لآخر ولم يحقق الشعب الفلسطيني هدفه بالسيادة والدولة المستقلة واللاجئين والأراضي المحتلة وحق العودة.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني يتوافقا في الرؤى بشأن القضية الفلسطينية وينسقان بشكل مستمر بشأن كافة المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، مضيفا أن الموقف الآن يتطلب إعادة دفع مسار السلام والمفاوضات، فمصر تولي اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية وكافة القضايا العربية.
وأكد سنجر أن مصر تقدم كافة أوجه الدعم للأشقاء العرب لتنعم كل الدول بالاستقرار والسيادة والأمن كضمانة للأمن القومي العربي ومن بينها الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن مصر تسعى نحو الاستقرار والسلام وتبذل كافة الجهود لتحقيق ذلك بهدف بناء الشرق الأوسط على الحقوق والاستقرار وإنهاء المشاكل والانقسامات وهذا لن يتحقق إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن الموقف العربي قائم على حل الدولتين لتلبية طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
أبرز نتائج القمة الثلاثية
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة الثلاثية اليوم بين مصر والأردن وفلسطين جاءت في توقيت له دلالته مرتبط بعدة أمور وحالة الزخم الفلسطينية والمستجدات التي تشهدها المنطقة، مؤكدا أن القاهرة أصبحت بؤرة للحركة العربية الفلسطينية ونقطة تمركز مهمة على كافة المستويات.
وأكد فهمي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تتحرك على كافة المسارات منها المسار الفلسطيني، ومصري أردني، ومصري أمريكي، مشيرا إلى أن القاهرة تستقبل خلال الفترة المقبلة رئيس وزراء الإسرائيلي لوضع الاستحقاقات المؤجلة، حيث ستطرح مصر في هذه القمة الموقف العربي والفلسطيني.
وأشار إلى أن مصر تقود الحركة اليوم لجمع الصف الفلسطيني، وقد ركز البيان الختامي للقمة على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية ومن بينها دعم السلطة الفلسطينية ودعم الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب ورفض أعمال الاستيطان والتأكيد على شرعية السلطة الفلسطينية، وهي كلها ثوابت الموقف المصري.
وأوضح أن أبرز نتائج القمة الثلاثية في مصر اليوم هي أولا إعادة تقديم السلطة الفلسطينية للواجهة الدولية، وثانيا تأكيد حضور مصر القوي في الملف الفلسطيني بمشاركة الأردن، وثالثا نقل رسالة للإدارة الأمريكية بأن أكبر دولتان عربيتان وهما مصر والأردن يتحركان في هذا الملف، مضيفا أن رابعا القمة نقلت رسالة أن العرب يريدون السلام.
وأضاف أن مصر ستنجح في استئناف الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية، وانعقاد القمة اليوم يؤكد أن مصر قادرة على تحريك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.