دعوة السيسى إلى ثقافة فاعلة وراء الفكرة «سور الهلال الثقافى».. رصاصة فى قلب الإرهاب الفكرى!
بقلم: أحمد النجمى
عدسة: إبراهيم بشير - حسام عبدالمنعم
“سور الهلال الثقافى”.. منذ ليل الأحد الماضى - فقط - صار المصريون يسمعون هذه الكلمات الثلاثة يتساءلون يفكرون.. ماذا يكون هذا السور؟ انه مشروع ثقافى كبير تهديه (دار الهلال) للمصريين ونحن على أعتاب السنة الرابعة من ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسى الرجل الذى حرر مصر من الجماعة المحظورة ويمضى فى طريقه ليحررها من جميع عصابات الإرهاب.. الفكرى والمسلح!
الفكرة جاءت من «غالى محمد» رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير «المصور» لماذا لا نستغل فراغ بين مكتبة دار الهلال التى تبيع الكتب والمجلات بشارعنا - المبتديان - وبين مبنى المؤسسة؟ نستغلها ثقافيًا قال غالى محمد قبل أسابيع قليلة: إذا لم ننلال إلى الناس فى الشارع وننشر بينهم الثقتافة مباشرة فمن يفعل ذلك؟
واشتعل العمل كخلية نحل, وفى أقل من أسبوعين, نشأ كيان جميل راق بجوار دار الهلال, كان وليد لها.. اسمه (سور الهلال الثقافى) يضم ما يزيد على ألف عنوان من الكتب فضلًاعن إصدارات المؤسسة من المجلات.. يأتى هذا بينما مجلتنا الأم, نواه هذه المؤسسة - الهلال - توشك على الاحتفال فى سيبتمبر المقبل بمرور ١٢٥ عامًا على صدور عددها الأول, لتصبح المجلة العربية الوحيدة التى تواصل الصدور طوال هذه المدة, فضلًا عن كونها مشعل الثقافة والتنوير فى مصر والعالم العربى على الدوام.
كان واجبًا أن يبدأ الافتتاح قبل بداية الشهر الكريم, ليتمكن الناس - فى الشارع.. وهو هدفنا - من التواصل مع الحدث.. وجاء الإفتتاح مساء الأحد الماضى, والذى حرص على حضوره المؤرخ الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة وابن دار الهلال والذى شغل من قبل منصب رئيس مجلس إدارتها.. وكتبنا الكبار: عبد القادر شهيب ويوسف القعيد ورجائى عطية, ورئيس مجلس إدارة دار التحرير جلاء جاب الله, وعدد من الصحفيين والمثقفين, قبل الإفتتاح بدقائق التف حولنا أهل (السيدة زينب) مرحبين ترحيبًا تلقائيًا فريدًا, وازداد تجمع الناس حول (السور) مع رقص (التنورة) البديع الذى سبق (قص الشريط), ثم تداول كبار الحضور لكلمة, من حلمى النمنم الذى وضع يده فى كلمته على أهمية هذا السور فى محاربة الإرهاب فكريًا, إلى غالى محمد الذى تعهد بمواصلة الحرب الصحفية والثقافية ضد الإرهاب, إلى يوسف القعيد الذى ثمن هذا الانجاز غاليًا ونصحنا عدة نصائح - سنتذكرها فى مكانها من هذه السطور - لزيادة فاعلية السور, إلى رجائى عطية الذى أشاد بالفكرة وتنفيذها مؤكدًا أنها امتداد لدور دار الهلال فى نشر الكلمة الحرة والقيم المصرية والعربية المستنيرة.
ولكن الأسئلة تتداعى على خلفية الحدث الثقافى الكبير الذى أضاء القاهرة ليل الأحد الماضى, ولا تزال أنواره - وستبقى بإذن الله - تغمرها فى ليلها وتصرح فى صباحاتها المتعاقبة: لماذا تختار «دار الهلال» صنع حدث ثقافى بهذا الحجم فى هذا التوقيت؟ وما العوائد الحقيقية منه؟ وكيف يمكن استثمتاره فى المشروع العام للمجتمع؟
فأما اختيار دار الهلال لهذا الحجم دار الهلال لهذا الحجم من الالتحام بثقافة الجماهير وتوقيت هذا الاختيار.. فالجواب يطول بعض الشئ.. فى مصر الآن - على رأس الدولة - رجل اسمه «عبد الفتاح السيسى», ولا يتوقف السيسى ولا تتوقف القوات المسلحة عن تقديم إنجازات جديدة للوطن كل يوم, المشروعات القومية التى تمدد فى مصر لتصنع لها الشرايين جديدة وتفتح رئتيها لمستقبل أفضل وأكثر إنسانية وأكثر تطورًا, ويضرب السيسى المثل لكل مخلص فى مصر لكى يصنع لبلده ما يستطيع, كل فى مجاله, وكل حسب قدرته.. يستطيع الرئيس صنع الكثير لمصر, وهو يقدم الكثير بالفعل.. لكن قطاعات شتى فى الدولة المصريةلا تسير بنفس الإيقاع فى سرعة الإنجاز أو معدلاته أو قيمته.. البعض - فى غمرة المنافسة أو التطلع إلى المزيد من النجاح - ينسى أن مصر كلها فى حالة حرب, قالها الرئيس السيسى مائة مرة, ربما يقول بعضهم فى قرارة نفسه أن فى كلمة (حرب) نوعًا من المبالغة, ويعتقدون أن الحرب إنما تدور - فقط - فى جزء من أرض شسيناء ضد العصابات الإرهابية المسلحة هناك, قليلون من يتطلعون دائمًا إلى (حالة المواجهة) المستمرة بين كل مصرى وبين الإرهابز
وتزعم أن “دار الهلال” تتطلع إلى هذه الحرب المستمرة ضد الإرهاب طوال الوقت, لا يخلو عدد من «المصور» على سبيل المثال من مادة ضد الإرهاب طوال الوقت, لا يخلو عدد من «المصور» على سبيل المثال من مادة ضد الإرهاب طوال الوقت, لا يخلو عدد من « المصور» على سبيل المثال من مادة ضد الإرهاب تكشفه وتعريه وتقدم الجديد عنه, سواء لدى (المحظورة) - التنظيم الأم الذى تفرعت منه كل التنظيمات الإرهابية - أو لدى (داعش) وأخواتها من الإرهابيين.. لكن هل يكفى هذا؟
فى كل الفعاليات التى تقيمها «دار الهلال», تتجه أفكار القائمين على هذه الفاعلية أو تلك إلى صبها ضد الإرهاب, سواء الإرهاب الفكرى أو المسلح, تنتصر دار الهلال دومًا لفكرة الاستنارة ومبدأ التحديث, وتحولها إلى (مواد صحفية) قابلة للتداول على أوسع نطاق, سواء بين المثقفين أو بين غير المثقفين.. دار الهلال أخذت على عاتقها هذه الرسالة - مقاومة الإرهاب بشقيه الفكرى والمسلح - طوال الوقت, من الثمانينيات إلى الآن.. من هنا جاءت فكرة هذا الحدث الثقافى الكبير فى أثره (سور الهلال الثقافى), والذى سرعان ما تحول إلى عرس ثقافى حقيقى,لأننا تعمدنا ونحن نؤسسه إلا نحيط هذا التأسيس بحالة صخب إعلامى, اعتمدنا على (الشارع) فى الترويج له.. السور موجود فى الشارع,والمارة هم أول من احتضنوه بعيونهم, لا ننسى خلال تأسيسه أنهم كانوا يدخلون إليه ليتفقدوا معروضاته بينما الزملاء ممن يعملون على ترتيبه وإقامته, كانوا لا يزالون (يرصون) المعروضات فى أماكنها ! لقد تم بيع بعض الكتب والمجلات قبل أن تتم إقامة المعرض - رسميًا - ليل الأحد الماضى!
هذا هو (الفعل الثقافى) المطلوب والحراك الذى يتعين على المثقف المصرى إحداثه فى المجتمع الآن.. الالتحام بالشارع, مضى زمن كنا فيه نجلس فى مكاتبنا ونكتب وننشر فيتلقفالجمهور ما نكتبه, جرى فى النهر ماء كثير.. صار واجبًا علينا البحث عن المزيد من (طرق الاتصال) فالجمهور.. قبل شهور, دشن (غالى محمد) رئيس مجلس الإدارة (بوابة الهلال الإلكترونىة) للوصول إلى القارئ الإلكترونى الذى بات يشكل الأغلبية الكبيرة من القراء اليوم.. و(الأحد) الماضى, دشن غالى محمد “سور الهلال الثقافى”, ليتصل المدد بين دار الهلال وقرائها مباشرة, ذهبنا إليهم فى الشارع مباشرة, جرى تخفيض ملحوظ لسعر المطبوعات “بين ٢٠ و٥٠ فى المائة» , وتعم اختيار المطبوعات بعناية.. سواء من مجلات الدار أو كتبها أو إصدارتها التراثية أو عيون صحافتها القديمة أو أمهات الكتب التى أصدرتها.. لتنزل إلى مستوى القارئ المالى , هذا المستوى الذى لم يعد يتحمل المزيد من الغلاء يكفيه غلاء الطعام والشراب والدواء والسكن والمواصلات و.. و.. , بإختصار جاءت فكرة غالى محمد البسيطة فى صورتها القوية فى مضمونها , لتؤكد أن خيال دار الهلال لا يزال يأتى بالجديد , وأن مؤسستنا - إذا أرادت - حققت المزيد دون صخب ودون تكلفة كبيرة على عاتقها..!
التوقيت مقصود.. إننا فى ذروة الحب على الإرهاب وهذا دور الثقافة الحاسم , وعوائدة واضحة ملموسة.. لست العائد المادى وحسب , ولو أردنا العائد المادى الكبير لما نزلنا إلى الشارع بمطبوعاتنا , لكنه العائد المعنوي.. الوطنى.. الذى استهدفنا تحقيقه منذ بداية هذا المشروع الثقافى , والذى سوف يتسع ليشمل أنشطة فنية شتى فى ليالى رمضان وبعد شهر رمضان الكريم.. أيضًا.. لتشمل الغناء الشرقى الأصيل , ولتشمل عرض لوحات فن تشكيلى منتقاه لمواهبنا الشابة , تعرض للمارة ولتشمل أيضا عما قريب تخصيص قسم للإطلاع فقط.
كما اقترح علينا كاتبنا الكبير»يوسف القعيد» فى كلمته - أما المعروض من الكتب ذاتها , فسوف يجرى قريبًا عمل «مجموعات كتب» كل مجموعة بها ٣ أو ٤ كتب تنتمى إلى ذات النوع المعرفى , يتم بيعها معًا بأسعار مختلفة وتشكل هذه المجموعات مصادر أساسية فى بيتها.. أنها فكرة «إعادة تشكيل المكتبة المصرية» من جديد.
هذه ضربتنا الجديدة ضد الإرهاب الفكرى الذى ثبت مع الأيام أنه يحول المجتمع إلى جحيم تكفيرى لا يطاق, أو يتحول إلى حمل السلاح ليحول حياتنا إلى مجر من الدم.
هكذا تتواصل دار الهلال مع ما أعلنه الرئيس السيسى كثيرًا من ضرورة إسهام الثقافة إساهمًا فاعلًا فى الحرب على الإرهاب , وليت كل مؤسسة أو كل مصنع أوكل شركة فى مصر , تخصص ولو ساعة واحدة شهريًا للتفكير فى أسلوب مساهمتها فى الحرب على الإرهاب.. تلك هى المسألة!