رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الأمن القومى العربى هدف استراتيجى لمصر

24-5-2017 | 13:51


بقلم: د. أنور عشقى

يمتاز الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنه رجل درس الاستراتيجية فى أرقى معاهدها فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هذا المنطلق فهو يعمل على إعادة بناء الأهمية الاستراتيجية لمصر بنوعيها الأصلية والمكتسبة، وفى سبيل تعزيز الأهمية الاستراتيجية المكتسبة نجده يتجه إلى تقوية الأمن الداخلى، فعمل على محاربة الإرهاب فى سيناء فى الشرق، وسد المنافذ عليه فى الغرب، فمنع تسلل الإرهاب من ليبيا ومن الجنوب، كما عزز العلاقات مع السودان .

 

 

 لقد أخذ يعمل جاهداً على دعم الوحدة الوطنية، وإعادة بناء الاقتصاد المصرى، أما فى الخارج فقد حدد الهدف الاستراتيجى لمصر وهو ما لم يعلن من قبل، إذ قال : بأن الهدف الاستراتيجى لمصر هو الأمن القومى العربى، ومن هذا المنطلق دعا إلى قوة عربية مشتركة .

 ومما يزيد من أهمية الدولة الاستراتيجية هو العلاقات الدولية، فنجده ينطلق فى زيارات خارجية، فقد قام بزيارات لدول حوض النيل وعلى رأسها كينيا، والسودان، وإثيوبيا، وأوغندا، ثم قام بزيارة إلى آسيا فزار كوريا، واليابان، وعمل على إعادة التوازن فى العلاقات مع العالم، كما قام بزيارة إلى آسيا الوسطى وعلى رأسها كازاخستان، وإلقاء كلمة بجامعة (نزار باييف)، ثم قام بزيارته إلى اثينا وغيرها من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية .

 أما زيارته للدول العربية فتندرج فى إطار الأمن القومى العربى، فالأزمات لا تزال تعصف ببعض الدول العربية مثل سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وهذا فى حاجة إلى تشاور مع الدول العربية المستقرة وبشكل خاص دول مجلس التعاون، وهذه الزيارات الأخيرة تؤكد رفض مصر لأى تدخل خارجى فى الشئون العربية الداخلية، وكل ما يمس الأمن القومى العربى، ومواجهة الأحداث الإيرانية وغيرها التى تنال من استقرار الدول العربية .

وهذا يقتضى التشاور مع باقى الدول العربية وعلى رأسها دول مجلس التعاون، على مستوى العلاقات الثنائية ودعم هذه العلاقات، كما أن الوقوف فى مواجهة الإرهاب يعتبر من دواعى الأمن القومى العربى، لهذا قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، والأمارات، والكويت، والبحرين .

إن هذه الزيارات لدول الخليج، تعكس اهتمام الرئيس السيسى بإقامة علاقات ودية وطيبة مع الدول العربية، كما أنها تدعم جذب الاستثمارات العربية، بعد أن تحسنت البيئة الاستثمارية فى مصر من حيث عدالة القوانين، وتحقيق الأمن، وتقديم التسهيلات التجارية.

 فزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية التى بدأت يوم الأحد ٢٥/٤/٢٠١٧، كانت تحمل عدة عوامل أهمها:

الأول: نفى الشكوك التى حاول البعض بثها لنسف العلاقات بين الرياض والقاهرة، وهذا لا يصب فى مصلحة الأمة العربية التى تعانى ما تعانيه من أزمات وتفكك، كان من نتائجه تدخل دول الجوار فى شئون الدول العربية ومحاولة بسط النفوذ عليها .

 أما العامل الثانى: فإن هذه الزيارة كان الغرض منها تنسيق الجهود العربية، تجاه الموقف المتغير فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى أعقاب الانتخابات الأمريكية ووصول رئيس جديد إلى سدة الحكم، الذى وضع لنفسه أهدافا تتفق مع المصالح العربية وهى حل القضية الفلسطينية، ومحاربة الإرهاب بالسلاح والفكر، وكف يد إيران وغيرها عن العبث بأمن المنطقة والتدخل فى الشئون العربية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإطفاء الحروب المشتعلة فى سوريا، واليمن، والعراق، وليبيا .

 الثالث: تنمية العلاقات البينية بين المملكة العربية السعودية ومصر العربية، ومراجعة وتطبيق الاتفاقات الموقعة بين البلدين .

وقد نوقشت فى القمة السعودية المصرية مسألة الإرهاب، وتوحيد الجهود لمكافحته بكل الصور، ودور الدولتين فى قوات التحالف العربى والإسلامى، خصوصا أن الإرهاب عندما وجد له الملاذ الآمن تحول من الأعمال الفردية إلى التنظيم، ثم إلى المؤسسات وأخذ يتطلع إلى تصنيع الأسلحة ذات الدمار الشامل واستخدام الإرهاب 

السايبرى (التكنولوجى الحديث)، لهذا يجب ضربه فى أوكاره وعدم السماح له بالوصول إلى تنظيم مؤسساتى وأن ينعم بالاستقرار.

 فى أعقاب هذه الزيارة وافق مجلس الوزراء السعودى على اتفاقية تعاون بين حكومة المملكة وحكومة مصر، بمجال النقل البحرى والموانى الموقعة فى القاهرة، وجاءت الموافقة بعد يوم واحد من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية، وقد صرح عبد الله بن محفوظ نائب رئيس مجلس الأعمال السعودى المصرى بعنوان (واقع العلاقات الاقتصادية السعودية المصرية ) بأن مجلس الأعمال يرحب بهذا اللقاء المهم بين قيادة البلدين، ويؤكد حرصه على تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية الحكومية والخاصة، التى وقعت بين البلدين بمبلغ ٢٥ مليار دولار، وسيتم استثمارها وفق ما نصت عليه الاتفاقيات، وذلك من خلال ثلاثة برامج تعاون وتسع مذكرات تفاهم تم توقيعها يوم ذاك.

إن هذه الزيارة تؤكد أن المملكة العربية السعودية ومصر، هما دعامتا الأمة العربية، وهما القادرتان على تحقيق الأمن والسلام فى المنطقة، ومواجهة كل التحديات التى تواجهها الأمة.

إن تراخى الشعور القومى ترك الفرصة إلى نقل الولاء من الأمة العربية إلى دول أرادت أن تسيطر على الدول العربية وتهيمن على مكتسباتها، بنقل الولاء من الأمة إلى المذهب، فكان من نتائج ذلك الاضطرابات التى عصفت بالأمة.

كما أن تراخى الشعور القومى، دفع ببعض الأحزاب الإسلامية إلى البحث عن انتماءات خارجية أخذت تهدد أمن الأمة العربية وتتطلع إلى الهيمنة عليها، فالنفوذ القومى من شأنه إعادة مجد الأمة العربية، ودعم الإسلام بالأسلوب الأمثل، كما كان فى العهود الأولى، حيث تمكن العالم العربى والإسلامى من نشر الفكر والثقافة على باقى الأمم والشعوب فكان المسلمون أعزاء بعزة العرب.