«بنلف مصر بأمان».. مبادرة «الجولة» تجوب معالم الإسكندرية وتروي حكاياتها القديمة
هنا في الإسكندرية يفتح التاريخ بابه على مصرعيه ليحكي قصص من عصور قديمة وحضارات اندثرت وخلفت ورائها آثار ومعالم متفردة تستحق المشاهدة، لكلًا منها حكاية جديرة بأن يعرفها أهالي الإسكندرية وزائريها، وهو ما تهدف إليه مبادرة "الجولة".
روى مينا زكي، مؤسس مبادرة الجولة، حكايتها لـ"دار الهلال"، موضحًا أنها مبادرة أثرية، هدفها التعريف بالتاريخ والمناطق الأثرية والتراثية بالإسكندرية، ونقل المعرفة من جيل إلى جيل، وجذب الناس لزيارة كافة المواقع والمعالم الأثرية في المدينة، المساجد، والكنائس، والمعابد اليهودية، والمنازل والفيلات التراثية، والمحلات القديمة، ولافتات الشوارع، تحت شعار "بنلف مصر بأمان".
وتابع: "فكرة تأسيس المبادرة جاءت بسبب منشور على الفيس بوك، حدثني صديقي لمعرفة أهم الأماكن الأثرية في المدينة ليزورها ضيوف قادمين من إيطاليا، ولديهم رغبة في استكشاف المدينة وزيارة معالمها الأثرية، بعد الزيارة كتبت منشور على الفيسبوك أسرد فيه ما حدث، وكانت التعليقات مفاجئة لي".
واستطرد: "كانت أغلب التعليقات عبارة عن أسئلة واستفسارات عن الأماكن الأثرية في المدينة، والبعض كان يندهش من أن الإسكندرية بها معالم أثرية، وآخرون كانوا لا يعلمون عناوين المواقع الأثرية الشهيرة في المدينة، مثل منطقة كوم الشقافة وعمود السواري وغيرهم، والغريب في الأمر أن أغلب هذه التعليقات جاءت من أشخاص يعيشون في الإسكندرية، ففكرت في تنظيم جولات لزيارة أهم الأماكن الأثرية في المدينة، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مبادرة الجولة".
وأعرب "مينا" عن سعادته بما حققته مبادرة "الجولة" منذ تأسيسها من أربع سنوات، وتحديدًا في مايو 2017، حيث تم تنظيم 178 جولة، مع أكثر من 7000 ضيف، كانت النتائج مرضية بشكل كبير وفاقت التوقعات، وردود الأفعال كانت إيجابية ومُحفزة، مضيفًا أن الجولة الأولى والثانية ضمت أصدقاءه فقط، والجولة الثالثة لم يحضر فيها أحد، فيما ضمت الجولة الرابعة 86 شخص من 12 دولة، وتوالت ردود الأفعال الإيجابية من وقتها وشجعته على الاستمرار.
بعد فترة من تأسيس مبادرة الجولة ظهرت جائحة كورونا، وبالطبع توقفت الجولات الميدانية، وهو الأمر الذي حاول مينا زكي مواجهته من خلال الجولات الافتراضية، فنقل جولاته من الواقع إلى الفيسبوك، وبدأ في كتابة تدوينات عن تاريخ وآثار الإسكندرية وحكاياتها المختلفة على صفحة المبادرة بموقع الفيسبوك، وكانت ردود الأفعال جيدة ومشجعة. بعد فترة عادت الجولات الميدانية، ولكن بعدد قليل، واقتصرت على زيارة الأماكن المفتوحة، مع الالتزام بإرتداء الكمامة وكافة الإجراءات الاحترازية.
ردود الأفعال الإيجابية التي حصدتها المبادرة ونجاحها في اجتذاب عدد كبير من الزوار، شجع "مينا" على تنظيم جولات للأطفال لتعريفهم بتاريخ الإسكندرية ومعالمها، لا تزيد مدة الجولة عن ساعتين، مع الاهتمام باختيار أماكن جميلة تنجح في جذب انتباه الطفل وتمنحه لمحة بسيطة عن تاريخ مدينته بطريقة مسلية.
وأضاف: "استعنت بالأستاذة مها زكي لتولي مسئولية جولة الأطفال وتعريفهم بالتاريخ بطريقة مبسطة وممتعة، فكانوا ينفذون أعمال يدوية ويفط يكتبون فيها تاريخ الإسكندرية في نهاية كل جولة، وكانت ردود أفعال الأطفال والأمهات إيجابية وشجعتنا على تنظيم مزيد من الجولات للأطفال".
وأكد "مينا" أن المبادرة لاقت دعم وترحيب كبير من المسئولين والعاملين بالأماكن السياحية، خاصةً أنها تساهم في جذب مزيد من الزوار لهذه الأماكن بعد الكتابة عن الجولة والمكان الذي زرناه.
ولفت "مينا" إلى بدء المبادرة في تنظيم جولات خارج الإسكندرية رغبةً في التجديد وكسر الروتين واكتشاف المزيد من المعالم السياحية في مصر، فانطلقت عدة جولات خارج الإسكندرية لزيارة مجموعة من أجمل الأماكن الأثرية في طنطا، رشيد، الشرقية، بورسعيد، الإسماعيلية، كفر الشيخ، والفيوم، وكذلك انطلقت أكثر من 10 جولات لزيارة القاهرة، مؤكدًا أن المبادرة تخطط لتنظيم جولات في كل المحافظات واستكشاف آثار وكنوز مصر في كل مكان.
واختتم حديقه قائلًا: "المبادرات المهتمة برفع الوعي الأثري لها دورًا إيجابيًا في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، لاسيما أنها تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الترويج لها وتصنع محتوى مثير للاهتمام يجذب المصريين والسياح".