في موقع أور القديم ببلاد ما بين النهرين، يتولى عالم الفلك العراقي الهاوي محمد مسلم عقيل تركيب تلسكوبه بحرص قبل ليلة من مراقبة سماء جنوب العراق.
ويمضي عقيل، عضو ما يسمى فريق قوات الفلك في عموم العراق، وهو فريق هواة، يومه حيث يعمل في قطاع النفط والغاز بينما يمضي الليل وهو يتابع الكواكب وحركة النجوم.
وتأسس هذا الفريق في 2020 على الإنترنت، عندما بدأ هواة فلك بالعراق من خلفيات مهنية مختلفة تماما في التجمع عبر الفضاء الإلكتروني وتبادل المعلومات والمعرفة بخصوص أفضل طرق مشاهدة النجوم.
وقال عقيل، وهو موظف في قطاع النفط والغاز بالبصرة، "المخيم اليوم طبعا، إحنا فريق قوات الفلك في عموم العراق، اليوم اجتمعنا من عموم المحافظات هنا حتى نسوي مخيمنا".
وأضاف لتلفزيون رويترز "التجمع بدا من خلال الفيس بوك، أول شي يعني بالواقع الافتراضي خلينا نقول بدينا نتعرف على بعض. صارت فرق بكل المحافظات بدينا نجمع أكبر عدد من اللي يحبون هاي الهواية. ومن بعدها بدينا ننطلق للواقع على الأرض مو فقط على الفيس ومنشورات وهذا لا، انطلقنا للمخيمات بدينا نسوي محاضرات وغيرها وهكذا إن شاء تطورنا أكثر بهواي (بكثير)".
واجتمع بعض أعضاء هذا الفريق يوم الجمعة (3 سبتمبر) في موقع أور القديم حيث أقاموا مخيما قرب زقورة أور المقامة على طراز هرم بلاد ما بين النهرين.
وكان علماء الفلك البابليون القدماء في بلاد ما بين النهرين القديمة متقدمين على عصرهم، يستخدمون تقنيات هندسية متطورة تعتبر حتى الآن إنجازا بالنسبة لعلماء أوروبا في العصور الوسطى.
وعن ذلك قال عضو الفريق حسين سنديح، وهو أستاذ بالجامعة، "حقيقة أنه نحس (نشعر) القدماء أو أجدادنا القدماء لهم هذا الإرث إحنا من مسؤوليتنا إحنا نستمر بهذا الإرث نعرف الأجيال اللاحقة به،فهو مخيم فلكي يهتم بالنجوم والكواكب والمجرات وكذلك بالآثار، فحلقة وصل نقدر ننقل ونجذب انتباه الأجيال القادمة لهذا الإرث التاريخي الموجود".
وتمثل مشاهدة النجوم هواية منذ الصغر لحيدر محمد، وهو بائع معدات خاصة بتكنولوجيا المعلومات في بغداد. ويوضح ذلك قائلا إنه في
مطلع التسعينيات، عندما كان صغيرا، وأثناء فرض عقوبات على العراق لم تكن الكهرباء منتظمة فكانت أُسرته تجتمع على سطح البيت ليلا وتمضي الوقت في معرفة أسماء الأبراج والكواكب، ومن هنا نشأ حبه للفلك.
وأضاف، في تعريفه لأعضاء الفريق بأنواع المكروسكوبات قائلا، "المكروسكوبات تأتي بثلاث أنواع، نوعين رئيسيين وأكو نوع ثالث يسمى هجين، النوع الأول اللي هو العاكس يكون يستخدم المرآة ممكن إحنا يعني بحركة واحدة نجعل التلسكوب يدور مع حركة الأرض هكذا بالضبط، بس يكون بارتفاع مضبوط. النجوم لا تحتاج تقريب قوي يعني هذه 23 زينة إذا نجعلها عشرة لا تكون تقريب أقوى".
وتابع وهو يوضح لأعضاء آخرين في الفريق سبب اختيار مثل هذا المكان لمخيمهم، "طبعا إحنا اختارينا هاي المواقع الأثرية بالتحديد لأن هاي كانت مواقع سابقا يستخدمها الملوك والبابليون والسومريون يعني معظم الحضارات العراقية القديمة يستخدموها للفلك ورصد الأجرام السماوية والكواكب".
وفيما يتعلق بأكثر ما يرصدونه في الفلك قال حيدر محمد "أكثر الأمور أو أكثر الأجرام السماوية اللي قدرنا نرصدها هي ذراع مجرة درب التبانة ما ممكن يرصد من داخل المدن أو قريب على المدن وزخات الشهب كذلك يعني ما يقارب ٦٠ إلى ٨٠ زخة شهب بالساعة".
وعن إحساسها أو انطباعها بعد مشاهدة ظواهر فلكية لأول مرة في حياتها قالت شكران حسون، وهي فلكية هاوية وطالبة عمرها 16 عاما، "انطباعي كلش حلو جديد عليه أول مرة أشوفه والإنسان اللي ما شايف قبل راح يصير شي جديد عليه ويخلي الإنسان يحس بقيمة الكون بالنسبة للإنسان وراح يحس إنه شي قليل ولازم يتعلم أكثر، يهوى أكثر فراح يتعمق بالمجال أكثر، يستفسر يبحث".