رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الهروب الكبير.. أكاذيب إسرائيلية حول متانة سجن «جلبوع»

6-9-2021 | 23:21


الهروب من سجن جلبوع

محمود بطيخ

شبّه كثيرون عملية هروب فلسطينيين بلغ عددهم 6 أفراد، من سجن «جلبوع»، بأنها عملية هروب كبيرة، تضاهي الأفلام الأمريكية التي تُجسّد تلك الحالة مع حبكة درامية لجذب المشاهدين في أعمال مثل المسلسل الشهير "بريزون بريك"، وكذا فيلم "ذا شوو شانك" الذي يحكي عن هروب اثنين بملعقة حادة، أو حتى «ميثاق الهروب من السجن» الذي تم صياغته من أحداث حقيقة، ولكن رغم قوة السجون التي ظهرت في السينما الأمريكية، إلا أن الحصن الذي روجت له إسرائيل في السنوات الأخيرة انهارت أسطورته تمامًا كما حدث مع خط بارليف الذي دمره المصريون قبل نحو 48 عامًا.

وفوجئ العالم صباح اليوم بخبر هروب 6 فلسطينيين من فتحة صغيرة لا يصدق أن أحدًا قادر على الخروج منها، دون أن يشعر الإسرائليون بهم ودون أن تكشفهم نظمهم الأمنية التي روجوا لقوتها.

وترصد لكم بوابة "دار الهلال" أشهر ما روّجت له إسرائيل عن النظام الأمني المشدد لسجن "جلبوع":


أكاذيب إسرائيلية عن تجهيزات السجن
ولمعرفة الصعوبة الحقيقية التي مر بها، الأبطال الفلسطينيين، يجب معرفة الأكاذيب التي أطلقت على ذلك السجن، الذي أطقلت عليه إسرائيل بأنه منيع، كما حدثتنا قديمًا عن خط «بارليف» الذي تمكنت القوات المسلحة المصرية من المرور عليه تحت هتافات «الله أكبر».

أنشئ السجن في عام 2004، أي مر على إنشاءه قرابة الـ 17 عام، مما يجعله حديث وليس قديم، وكانت قد أطلقت عليه «جوانتنامو إسرائيل»، وذلك لأنها استعانت بعدد لا بأس به من الخبراء الايرلنديين المتخصصين في التعامل مع السجون التي يتم حبس فيها سجناء الجيش الانفصالي الأيرلندي.

وضعت إسرائيل في ذلك السجن أحدث أنظمة المراقبة والعزل، وأطلقت كذلك العديد من المزاعم مثل أنها جهزت الأرضية والحوائط بحساسات إنذار في الخرسانة المصبوبة، مما مجرد التفكير في الهروب من ذلك السجن مستحيلة.

وفي فترة افتتاحه قال «دافيد أنجل»، نائب مدير السجن، في ذلك التوقيت: في حاول محاولة أي سجين فتح خندق في الأرضية سيتغير لونها نتيجة إضافة مادة سرية تحت الأرضية، إلا أن حفر الخندق الذي استغرق فترة طويلة بالتأكيد، وهروب الـ6 سجناء لم يغير حفنة واحدة من ذلك التراب، لعل المادة السرية قد بطل مفعولها بعد تلك الأعوام.

من هي قوات «المتسادا»؟
وإضافة لما سبق، فإن ذلك السجن خصيصًا، كانت قوات «المتسادا»- وهي قوات شكلت في عام 2003، كوحدة قمعية مُعَدّة للاستجابة السريعة في أوقات الطوارئ، وهي تابعة للشرطة وقوات مصلحة السجون- على تفتيش ذلك السجن كل فترة، بغرض إخافة المساجين، وكذلك من أجل البحث عن أي محاولة للهرب والبحث عن أي خرق أمني، وكان آخر تفتيش لها في شهر يونيو الماضي، والسؤال المطروح هل غفلت تلك القوات عن إيجاد مكان النفق الذي يتم حفره، أن الفلسطينيين تمكنوا من إنهاء ذلك النفق والهروب منه في مدة لم تتجاوز الشهرين.

تقرير وكالة «وفا» الفلسطينية
كانت قد نشرت وكالة «وفا» الفلسطينية في عام 2007، تقريرًا يشير إلى أن الأوضاع في ذلك السجن أكثر من خطيرة، وأوضح التقرير أن السجن مكتظ بالسجناء بشكل لا يمس الإنسانية، ولم يقترب من الرحمة.

وكان عدد من المسئولين الإسرائيليين صرحوا بأن ذلك السجن يستحيل اختراقه، لما فيه من مواد لقوية الجدران، مشيرين إلى أنهم نقلوا عدد من الوسائل التأمينية، من سجون إيرلندا، مثل صاج مطلي مدعم على الأسوار، ليكون بدلًا عن الأسلاك الشائكة، وكذا تطوير قضبان خليطة من الحديد والإسمنت يستحيل قطعها أو نشرها، وأيضًا استخدام ذلك الخليط في الأرضية، النوافذ كل زنزانة.

عندما تم الكشف عن الفتحة التي قام بعملها الفلسطينيين في محاولة هروبهم، لم يصدق الإسرائيليين أنهم تمكنوا من الهرب عبر تلك الفتحة الضيقة جدًا، وبدأت تطرح التساؤلات المبهمة التي لا يوجد لها إجابة إلى الآن، مثل عملية التجهيز، وطبيعة العمل من الداخل، وهل تلقى هؤلاء الأبطال أي مساعدات داخلية أم لا، سواء من سجناء أو عناصر الأمن، الأمر الذي من المفترض أن ترد عليه لتحقيقات الإسرائيلية في حالة نشرهم الحقيقة التي لم يعتادوا على نشرها.


أفلام تحكي تفاصيل مشابهه
تم عرض فيلم «The Shawshank Redemption»، الفيلم درامي أمريكي الذي صدر عام 1994، والذي يتناول قصة السجين "آندي دوفرسن" محكوم عليه بالسجن، وكان قد تمكن وصديق له من حفر نفق طويل بمساعده ملعقة قاما بسن أطرافها فأصبحت حادة، ليحفرا نفقا إلى الفناء الخارجي ومنه لأنبوب الصرف الصحي ثم البحر.


أما الفيلم الثاني فهو، ميثاق الهروب من السجن الذي تم إنتاجه في عام 2020، ويحكي قصة حقيقية لهروب 49 سجين في عام 1990، من سجن سياسي، عبر نفق استغرق حفره 18 شهر.


والسؤال هنا.. متى سنشاهد الفيلم القادم الذي يحكي عن 6 أبطال فلسطينيين تمكنوا من إبهار العالم صباح اليوم، والهروب من سجن منيع كما زعمت قوات الاحتلال، عبر نفق تعجب الكثيرون عن إمكانية مرورهم منه.