تمثال غوان يو البرونزي الضخم ، وهو عبارة عن النصب التذكاري للجنرال المبجل الذي تحول إلى إله الحرب في عهد أسرة هان الشرقية الراحلة، يواجه الآن قرار إزالته من موقعه، ونقل إلى موقع آخر مما أثار موجة غضب عارمة بين المواطنين.
وحسب ما أوردته وكالة "ساوث شاينا مورنينج بوست " فإن تكلفة نقل هذا التمثال ستبلغ 155 مليون يوان صيني، أي ما يعادل حوالي 24 مليون دولار أمريكي.
ويعتبر التمثال من أكبر التماثيل المصنوعة من البرونز في العالم، والذي تكلف إنشائه 170 مليون يوان صيني، أي ما يعادل حوالي 26 مليون دولار .
يصل ارتفاع التمثال إلى 58 متر ، وقد بني عام 2016 ، كنصب تذكاري للجنرال غوان يو القائد العسكري الصيني العظيم.
قررت الحكومة إزالة التمثال ونقله في خطاب رسمي في عام 2020، وكان أحد الوزراء قد قرر نقله إلي مدينة جوانزو، حيث تتسم بأنها مدينة تاريخية وثقافية .
رغم ضياع قصة حياة الرجل الحقيقي في التاريخ ، فقد أصبح اسمه أسطورة بعد أن صورت إنجازاته في نشر الرواية التاريخية عام 1522 رومانسية الممالك الثلاثة .
تم بناء قاعدة التمثال نفسها لتبدو وكأنها السفينة الحربية التي ستحمل إلى البحر، وهو في الحقيقة عبارة عن متحف مساحته 83000 قدم مربع ومزار لإله الحرب، باعتباره أحد الشخصيات الصينية التاريخية المعروفة في شرق آسيا، قصص حياة غوان يو الحقيقية أفسحت المجال للقصص شبه الخيالية بشكل كبير، الموجودة في الغالب في رواية رومانسية الممالك الثلاث التاريخية، أو التي تحكى كفولكلور عبر الأجيال، في هذه القصص شبه الخيالية تكون أعماله وأخلاقه مبالغ فيها بشكل كبير.
يصوّر غوان يو تقليديا كمحارب أحمر الوجه ذي لحية طويلة، بينما تم ذكر لحيته في الحقيقة في سجلات الممالك الثلاث، فكرة الوجه الأحمر استعيرت من المحتمل من تمثيل الأوبرا، حيث ترمز الوجوه الحمراء للولاء والأحقية، وأيضا طبقا للفولكلور، كان سلاح غوان يو من نوع كوان تاو، وقد سمي "نصل التنين الأزرق الهلالي"، الذي يقال بأن وزنه 41 كيلوغراماً، وهناك نسخة خشبية طبق الأصل منه يمكن مشاهدتها اليوم في معبد الإمبراطور كوان في مقاطعة شايجو في الصين، ويرتدي فيها زيا تقليديا عبارة عن عباءة خضراء على درع جسمه، كما وصف في رواية رومانسية الممالك الثلاث.
وبالفعل تم الآن ازالة رأس التمثال ، هذا ما سبب موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث علق أحد المواطنين، لماذا نقوم بنقل تمثال ويكلف مثل هذه التكلفة المرتفعة، وقال آخرون لا داعي لنقله فليس هناك أي سبب يدعو لذلك.