بمجرد أن شاهدت عربات الدرجة الثالثة المكيفة فى قطارات فاخرة بميناء الإسكندرية خلال تفقد الرئيس السيسى لأعمال التطوير بالميناء.. قفزت إلى ذهنى مجموعة من الذكريات عن عربات الدرجة الثالثـة فى العقود السابقة.. وأيضــاً سـألت نفسى مــا هذا الذى يحدث فى مصر.. فالمواطن البسيط أصبح فى بؤرة ومركز اهتمام الدولة المصرية بعد عقود من النسيان والتهميش.. فمن القضاء على العشوائيات و«فيروس سى»، والمبادرات الرئاسية الصحية.. ومناخ العدل والمساواة والنزاهة وتكافؤ الفرص إلى مشروع تطوير الريف المصري.. يبقى المواطن البسيط فى عقل وقلب «مصر ـ السيسى».. وأن المصريين جميعاً فى عهد السيسى لديهم إيمان وقناعة بأن مصر رايحة على حتة تانية خالص.. دولة حديثة ومتقدمة.. شعارها «حياة كريمة».. وكرامة بلا حدود للإنسان المصرى بطل ملحمة البناء.. وعنوان «الجمهورية الجديدة». يا الله، عربات الدرجة الثالثة مكيفة وفى قطار «فاخر».. رأيتها بعينى أمس الأول خلال تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لأعمال التطوير بميناء الإسكندرية رسالة قوية ومهمة تصلح عنواناً مبدعاً لنهاية عقود المعاناة للمواطن المصرى البسيط وتصلح عنواناً أيضاً لدولة حديثة جل اهتمامها وأولوياتها هو بناء الإنسان المصري. الدولة وهى تبنى وتعمر وتؤسس «الجمهورية الجديدة».. دولة الخيال الخصب.. والتقدم بلا حدود.. فى نفس الوقت لا تنسى المواطن البسيط.. تأخذ بيده ليلحق بركب التقدم.. وتمد يد الإنسانية والتضامن للفئات الأكثر احتياجاً.. للحفاظ على كرامة المصريين والقضاء على العوز والاحتياج.
ذكريات عربات قطار الدرجة الثالثة خلال العقود الماضية مؤلمة وشديدة المعاناة.. وصورة سيئة عكست عذاب المواطن البسيط فى رحلة السفر.. عربات الدرجة الثالثة كانت تجسد صورة عدم الاهتمام بهذه الفئات.. عربات غير آدمية المسئول لم يكن يفكر فى معاناة الناس البسطاء.. فى عز البرد والصقيع أبواب وشبابيك القطار محطمة وبلا إضاءة وفى منتهى القبح وهى مرتع للقمامة والبلطجة من قبل البائعين المتجولين.. لا كرامة فيها للإنسان على الإطلاق وفى لهيب الحر وسخونة الجو تكييفك هو الشبابيك.. ناهيك عن الحيوانات المرافقة للرحلة.. وأحياناً تتحول لعربات نقل للبضائع فوق رءوس المسافرين فى النهاية.. كانت هذه الفئات منسية وسقطت من ذاكرة الدولة ليس فقط فى مجال عربات وقطارات السكة الحديد لكن تقريباً فى كل المجالات ونواحى الحياة.
الحقيقة أن موضوع عربات الدرجة الثالثة المكيفة فتح أمامى محاور وموضوعات وإنجازات ونجاحات كثيرة تحققت لصالح المواطن «البسيط» فى عهد الرئيس السيسى.. فمن الإنصاف والموضوعية أن نعطى لهذا القائد- متدفق الإنسانية والرحمة والعمل على مدار الساعة من أجل إسعاد وإنقاذ هذه الفئات وانتشالها من الفقر والعوز والمعاناة -حقه. دائماً أحرص على قراءة دفتر أحوال الدولة المصرية خلال الـ ٧ سنوات الماضية.. وأقارنها بما كان.. لابد أننا أمام تساؤل مهم «كنا فين وبقينا فين».. لذلك أسأل المواطن البسيط.. «كان فين وماذا أصبح الآن».. وعلى ماذا حصل فى عهد الرئيس السيسى لنجد أن المواطن «البسيط» والأكثر احتياجاً.. حصل فى هذا العهد والعصر على ما لم يكن يحلم به فى العهود والعصور السابقة وهذه حقيقة لا لبس ولا ريب فيها. فجرت عربات الدرجة الثالثة المكيفة من أجل المواطن المصرى البسيط الذى يعتمد فى سفره على القطارات العديد من قضايا وإنجازات الرئيس السيسى لصالح هذه الفئات التى أكدت اهتماماً وانحيازاً غير مسبوق فإذا كنا نتحدث عن مكاسب المواطن المصرى البسيط فى عهد السيسى فحدث ولا حرج ولا نستطيع أن نحصى كل ما تحقق ولكن سوف نذكر ما نستطيع أن نرصده بمنتهى الموضوعية.
أولاً: المواطن المصرى البسيط أصبح يحظى بالاهتمام والرعاية والحفاظ على كرامته وتوفير احتياجاته بشكل غير مسبوق فالدولة قررت وفق إرادة صلبة ورؤية نبيلة القضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة وغير الآمنة وأنفقت ما يزيد على 450 مليار جنيه من أجل توفير الحياة الكريمة لهذه الفئات.. ونقل أهالينا من سكان العشوائيات وما أدراك ما العشوائيات وما كان يحدث فيها وشكل الحياة بداخلها فنحن هنا نتحدث عن حياة إنسان لم تكن تمت للبشر أوالآدمية بصلة.. فتم نقلهم إلى سكن كريم ومجهز ومؤثث وبه كل الأجهزة الكهربائية والموبيليا وليس مجرد سكن شعبى بالمفهوم القديم ولكنه سكن فاخر فى مناطق تضم كافة الخدمات والأنشطة الإنسانية ثقافية ورياضية وصحية واجتماعية وجمالية لخلق أجيال على أسس سليمة وصحيحة تتمتع بالانتماء والولاء لهذا الوطن.
ثانياً: الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى لم تقصر على الإطلاق فى توفير الحماية الاجتماعية لهذه الفئات.. سواء فى تقديم الدعم المالى أو العيني.. فالدولة أقامت نظام أو برنامج تكافل وكرامة وتخصيص معاش شهرى لهذه الفئات التى تصل وفق آخر رقم ٣٫٩ مليون أسرة يتم شمولهم بالمعاش وأيضاً بالتأهيل والتدريب لإكسابهم مهنة أو حرفة وصولاً إلى الاكتفاء والاستغناء.. ثم الدعم التموينى الذى وصل نصيب الفرد أو المواطن البسيط منه إلى ٥٠ جنيهاً تصرف له كسلع تموينية شهرياً. لا تتردد أو تتوانى الدولة فى تقديم يد الخير والرحمة والإنسانية إلى هذه الفئات فمنذ أيام تفقد الرئيس السيسى أكبر قافلة خيرية تطوعية لصندوق «تحيا مصر» مع الشركاء من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدنى لمساعدة مليون أسرة أى بمتوسط 5 ملايين مواطن من الفئات الأكثر احتياجاً.. وتتكرر هذه القوافل بشكل دورى بما يؤكد أن «مصر ـ السيسى» تشهد طفرة وقفزة غير مسبوقة فى العمل الخيرى والإنسانى والتطوعى ليست فقط فى قوافل الخير ولكن أيضاً فى إقامة المستشفيات الخاصة بعلاج أمراض السرطان أو الكبد أو غيرهم من أهل الخير وبدعم الدولة لمساعدة الفئات البسيطة مجاناً.. وهى ظاهرة منتشرة فى كافة ربوع مصر.. وهناك رعاية ودعم وتوجيه رئاسى بالتوسع فيها. لم نكن نحلم بتوفير علاج لمرضى الضمور العضلى من خلال حقنة تتكلف ٣ ملايين دولار للطفل الواحد.. وخارج عن قدرة البسطاء من المصريين.. وكان أمراً مستحيلاً بالنسبة لهم لكن التدفق الإنسانى الرئاسى لا توقفه عوائق ولا يعرف المستحيل ولكنه عطاء يتواصل.
ثالثاً: من المستفيد من المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة؟.. الإجابة باختصار هو: «المواطن البسيط» الذى لم يكن يستطيع أن يجد العلاج المناسب.. فالقضاء على فيروس سى كان حلماً.. ولطالما هدد هذا المرض حياة ملايين المصريين.. وأودى بحياة الآلاف منهم.. ورحلة معاناة صحية ومالية شديدة المأساة.. لكن مبادرة الرئيس السيسى التى وفرت العلاج المجانى الناجع أنهت عقوداً من الألم والمعاناة للمصريين وفى القلب منهم هذه الفئات البسيطة والأكثر احتياجاً وأعادت البسمة والحياة إليهم.. أيضاً مبادرة الـ 100 مليون صحة التى تكشف وتفحص وتتابع الأمراض المزمنة وفرت العلاج للملايين من البسطاء.. ثم قوائم الانتظار التى حققت فيها الدولة إنجازات كبيرة وأنهت الألم لكثير من الفئات.. فالمبادرات الرئاسية فى الصحة تخاطب الجميع.. وتخفف أوجاع ومعاناة الجميع «الأطفال والكبار والفتيات والسيدات والشباب».
رابعاً: انظر إلى مبادرة «بر أمان» التى تستهدف تخفيف معاناتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.. وتوفير سبل الرزق الكريم.. والسكن اللائق.. هل تتخيل أن رئيس الجمهورية يفكر فى الزى المناسب والإنسانى للصيادين.. هل توقعت يوماً أن تتحرك الدولة على الفور بكامل مؤسساتها لنجدة وإنقاذ الصيادين المحتجزين فى أى دولة وتعيدهم إلى أرض الوطن؟.. هل تتخيل المخاطرة والصعوبة فى إعادة مجموعة الصيادين المحتجزين فى اليمن؟.. ما هذا الاهتمام والتقدير للمواطن المصرى. فى هذا الإطار أيضاً.. المواطن المصرى البسيط الذى سافر إلى الخارج للعمل والبحث عن سبل الرزق الحلال.. الدولة أيضاً تحيطه بالاهتمام والرعاية.. ولا تتأخر لحظة فى تلبية ندائه وحماية حياته وحقوقه والحفاظ على أمنه وسلامته وكرامته.. وكيف تنهض الدولة المصرية عندما يتعرض مواطنوها لمكروه مثل الاختطاف وتنجح فى إعادتهم سالمين إلى أرض الوطن.. هل فكرت فى نبل الدولة وحضورها المتوهج عندما سهرت ولم تنم وأكثر من ٢٠ مواطناً مصرياً تعرضوا للذبح فى ليبيا من قبل تنظيم إرهابي.. ولم يغمض لمصر جفن حتى استيقظ المصريون على الثأر الحاسم والرادع لكل من تسول له نفسه المساس بمصر وشعبها. خامساً: المواطن البسيط استرد اعتباره وكرامته فى مصر فبعد أن كان فى بؤرة النسيان والتهميش أصبح الآن صاحب الاهتمام والرعاية والأولوية.. الأهم أن زمن سطوة الأغنياء والأثرياء والكبار انتهي.. كانوا زمان بيقولوا «البسيط مالوش مكان».. الآن البسيط هو العنوان.. فمصر السيسى هى دولة المساواة والعدل وتكافؤ الفرص «مفيش» حاجة اسمها الغنى يأكل الفقير والقوى يدوس على الضعيف إحنا فى دولة قانون.. المواطن البسيط له حقوق بيحصل عليها وأكثر.. ورعاية الدولة واهتمامها موجود على أرض الواقع فى شكل مشروعات وخدمات من أجله لم يكن أحد يحلم بها.. فقد انتهى زمن الوساطة والمجاملات والمحاباة على حساب الفقير والبسيط.. السيسى لا يعرف إلا القانون والإنسانية.. تكوين إنسانى فريد.. يؤثر فيه ويؤلمه حال الفقراء ويتحرك على الفور ولا ينام حتى يزيل المعاناة عنهم ويوفر الحياة الكريمة لهم.. ويعالج أوجاعهم.. أنا لا أقول كلاماً إنشائياً ولكنه واقع موجود وأفعال ومشروعات وإنجازات وعوائد حصلت عليها هذه الفئات.. ومن واجبنا أننا نقولها ونرفع صوتنا بها.
سادساً: هواية فلسفة مشروع تطوير الريف المصرى؟.. وحياة كريمة الذى يستهدف ٥٨٪ من سكان ومساحة مصر.. يعنى ما يقرب من ٦٠ مليون مواطن.. تطوير كل شئ فى مختلف المجالات والقطاعات والخدمات من صحة ومياه نقية وما أدراك ما المياه النقية فى القرى والريف المصري.. كانت حلماً وأصبحت حقيقة ولطالما جلبت المياه غير الآدمية أوجاعاً وأمراضاً ومعاناة كلفت المواطن العذاب والدولة ميزانيات ضخمة للعلاج من السرطان والفشل الكلوي.. ثم توفير الصرف الصحى والكهرباء والاتصالات والنت السريع والمراكز الثقافية ومراكز الشباب والملاعب وتبطين الترع والارتقاء بالخدمة الصحية والتعليمية ورصف الطرق وتوفير فرص العمل والقروض الميسرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.. فهى ملحمة متكاملة وشاملة ومشروع عبقرى يستهدف بناء الإنسان ودعم وتغيير حياة البسطاء والفقراء وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.. وتطوير البيئة المحيطة بهم.. فكر خلاق ورؤية عبقرية.. وإرادة بناء فريدة وإصلاح ومساندة للإنسان البسيط شديدة.
فى النهاية فكرت أن يكون عنوان المقال «يا بخت البسيط».. لكننى وجدت أن ما يجرى فى مصر من إنجازات ونجاحات وبناء غير مسبوق وتوفير الحياة الكريمة والعيش فى وطن قوى وقادر وبناء الدولة الحديثة وبناء الإنسان المصرى لا تقتصر فوائده وعوائده على «البسيط» فحسب.. ولكنها رؤية شاملة لبناء دولة جديدة .. تغطى وتحمى وتشمل كل المصريين.. فبدلت العنوان ليكون «يا بخت» المواطن.. فعلاً «يا بخت» المصريين برئيسهم ليس هذا كلامى فحسب ولكن رغبة وأمنية شعوب كثيرة تتمنى أن يكون لها رئيس فى حجم عطاء وإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى.. الذى يمتلك الطموح ليحصل المواطن المصرى على الحياة الكريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أعظم ما فى رؤية الرئيس السيسى الاهتمام بالفئات الأكثر احتياجاً أنها رؤية نقلتهم من مرحلة الاحتياج والعوز والطبقة الفقيرة إلى الطبقة المتوسطة.. وتراودهم أحلام كثيرة الآن من خلال إعادة تأهيل عبقرية تدفع بهم إلى تغيير النسق الاجتماعي.. إلى دور وفاعلية فى المجتمع.