رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مكبرات الصوت بين التأييد والرفض

25-5-2017 | 00:55


مع اقتراب شهر رمضان المبارك أصدر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة قرارا بمنع مكبرات الصوت في صلاة التراويح مراعاة لحالات المرضى، وتجنبا للإضرار بالآخرين.

وقد لاقى هذا القرار استحسانا عند الكثير وعلى العكس تماما أغضب الكثير، معللين بذلك أن سماع القرآن وصلاة التراويح عبر مكبرات الصوت هي من طقوس شهر رمضان المبارك ومن عاداته التي اعتدنا عليها.

رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان: قرار غير مدروس

يقول الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب

إن قرار وزير الأوقاف بمنع مكبرات الصوت في صلاة التراويح ليس مدروسا لأن شهر القرآن هو شهر البهجة والفرحة للمسلمين وهو شهر نزل فيه القرآن.

ولنا عادات وتقاليد متميزة في مصر تختلف عن بقية بلدان العالم الإسلامي وأهمها مظاهر الاحتفال برمضان من خلال التراويح معللا أن مدة التراويح لا تزيد على ساعة، وهناك من المرضى في البيوت من إذا سمعوا آية من كتاب الله كانت سببا في شفائهم، إضافة إلى أن هناك العصاة من الناس ربما تخالط قلوبهم آية من القرآن الكريم فتكون سببا لهدايتهم وليست هناك مساوئ من مكبرات الصوت تجعلنا نغلقها في الشهر الذي يأتي مرة واحدة في العام.

وأضاف أننا لا نستطيع أن نمنع أصوات الميكروفونات في الأفراح التي تستمر لنصف الليل، بل لطلوع الفجر فلماذا نمنع صوت القرآن ؟

وختم أن القرآن لا يأتي بالضجيج بل بالهداية والنور ولا يجب أن نقطع على الناس فرحتهم بهذا الشهر الكريم.

آمنة نصير: أؤيد قرار وزير الأوقاف

ومن جانب آخر قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب إنها تؤيد بصورة مطلقة قرار وزير الأوقاف لأن ضجيج المكبرات يفسد على الناس التأمل في القرآن وهي ضوضاء لا قيمة لها في أداء الشعائر، بل هي تزعج وتفسد ولا تصلح ولا أجد مبررا لإطلاق هذه المكبرات ليل نهار.

مضيفة إن لدينا أولادا يمتحنون ونريد أن نوفر لهم كل وسائل الراحة والهدوء، ولدينا مرضى يجب أن نضعهم في الحسبان.

واستطردت: إننا أصبحنا شعبا صاخبا في أفراحه وفي احتفالاته، وهي ثقافة مؤذية للعقل وللتفكير وللشخصية ولا أجد مبررا في ربط الضجيج بالشعيرة الإيمانية.

وأوضحت أن الفقيه الحنبلي جمال الدين أبو الفرج الجوزي أفتى وحرم هذه المكبرات والأصوات العالية لأن فيها إيذاء للمرضى وكبار السن، وكان هذا في القرن السادس الهجري وختمت بأننا أصبحنا شعبا نعتني بالمظهر وخراب الجوهر.

وفي سياق آخر قال الدكتور شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف إن رفع الصوت بخلاف الأذان وخطبة الجمعة ليس مستحبا في الإسلام .

وهذا أمر ليس مستحدثا في الوزارة، وقرار الوزير هو قرار سابق ومعمول به منذ أكثر من ثلاثين عاما في لوائح وزارة الأوقاف، مضيفا إننا يجب ألا ننساق وراء العواطف خاصة فيما يتعلق بأمور الدين.

وأن كل مسألة يجب أن نبحثها في ضوء القرآن والسنة، وقد قال ربنا في كتابه العزيز لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين من بعده :" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغِ بين ذلك سبيلا "

وفي السنة أن الصحابة رضوان الله عليهم قالوا لرسول الله أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه فنزل قوله تعالى:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"

علامة ودلالة على قرب الله من عبده، فلا حاجة لأن يرفع صوته أكثر من اللازم فإن الله قريب منه.

 

مضيفا أن هناك الضعيف والمريض وذوي الحاجة الذين تؤلمهم الأصوات العالية، وهناك قاعدة فقهية أصيلة تقول: لا ضرر ولا ضرار.