رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رئيس جهاز «التنمية الشاملة»: مبادرة تطوير الريف أعظم هدية للفلاحين (حوار)

9-9-2021 | 20:31


الدكتور علي حزين

أماني محمد

الدولة راهنت على قطاع الزراعة للصمود في وجه جائحة كورونا ونجح 

الجهاز يدير 6 مشروعات من مطروح إلى حلايب وشلاتين

المرأة الرهان الأساسي في عملية التنمية الحديثة

تعمل الدولة على تنفيذ التنمية الشاملة في كل ربوع مصر، وقد كان لمشروعات التنمية انعكاسا بارزا على أوضاع الفلاحين والمزارعين، وهو ما أكده الدكتور علي حزين، رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، قائلا إن مشروع مثل تنمية وتطوير الريف المصري سيستفيد منه كل المصريين وليس قاطني القرى فقط.

وأكد حزين في حواره لبوابة "دار الهلال"، أن عيد الفلاح هذا العام يأتي مختلفا عن كل الأعوام السابقة بفضل جهود ودعم القيادة السياسية والمشروعات التنموية المنفذة في قطاع الزراعة، موضحا أن جهاز التنمية الشاملة يدير نحو 6 مشروعات في مناطق مختلفة اعتبارا من مطروح وحتى حلايب وشلاتين عملت على تنفيذه مشروعات تنموية في شتى القطاعات، وإلى نص الحوار:

يحتفل الفلاحون اليوم بعيدهم فما أهم المكتسبات التي حققوها خلال الفترة الماضية؟

عيد الفلاح هذا العام يأتي مختلفا عن كل عام من الأعوام السابقة، وهذا بسبب اهتمام الدولة غير المسبوق بالزراعة والعاملين في القطاع وعلى رأسهم الفلاحين، والدليل على ذلك هو المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي حياة كريمة أو مبادرة تطوير الريف المصري، والتي تعد أعظم هدية لكل فلاح وكل القاطنين في القرى الريفية لأنها من أعظم المبادرات التي طرحت على مدار التاريخ.

ما عوائد تلك المبادرة على الفلاحين وقرى الريف؟

هناك من سيستفيد من المبادرة بطريقة مباشرة وآخرون بطريقة غير مباشرة، وستعود الفائدة على جميع المصريين، فالمبادرة ترتكن على ثلاث مراحل، الأولى هي إصلاح البنية التحتية المتمثلة في إنشاء الطرق وإعادة تأهيلها وإنشاء محطات الصرف الصحي ومياه الشرب، والثانية هي مرحلة توفير الخدمات من خلال المراكز الخدمية سواء الزراعية أو القروية.

وستكون مراكز الخدمات الزراعية مراكزا نموذجية فيها وحدة زراعية وبيطرية ومركز لتجميع الألبان ومكتب للإرشاد الزراعي، وسيتولى المركز تقديم الخدمات للمزارعين، والثالثة هي إيجاد ملايين فرص العمل.

كيف يستفيد المواطنون من المبادرة بطريقة غير مباشرة؟

حجم الأعمال الموجود في هذه المبادرة سيوفر ملايين أيام العمل للعاملين من الشركات أو الأفراد، فكل الأعمال المستهدفة في الطرق والمحطات والمدارس ومراكز الخدمات وغيرها كلها سينفذها شركات مصرية وأيادي المصريين، وستوفر عدد كبير من أيام العمل وخاصة بعد جائحة كورونا التي أثرت على اقتصاديات الدول وفرص العمل وأصبح هناك ارتفاعا في نسب البطالة.

فالمبادرة ستخلق الكثير من أيام العمل وفرص العمل، فقديما عندما كان الفراعنة عندما يجدون ارتفاعا في نسب البطالة كانوا ينشئون مسلات وأهرامات لتشغيل المواطنين، ومصر في العصر الحديث تنفذ مبادرة تطوير الريف المصري التي ستقدم ملايين أيام وفرص العمل بالإضافة إلى التأثير المباشر على حياة المزارعين والمواطنين بصفة عامة.

كيف صمد قطاع الزراعة خلال جائحة كورونا؟

الدولة راهنت على قطاع الزراعة ومدى صموده خلال جائحة كورونا، في ظل ما كانت تعانيه معظم الدول إما من شح المواد الغذائية أو ارتفاع أسعارها لكن مصر لم تتأثر بهذا الشكل، فلم يحدث أي نقص في المواد الزراعية أو الغذائية أو ارتفعت أسعارها بشكل كبير نتيجة للأزمة مما يؤكد مدى صلابة وقوة القطاع الزراعي ودعم القيادة السياسية لهذا القطاع.

حدثنا عن جهاز مشروعات التنمية الشاملة والخدمات التي يقدمها؟

الجهاز هو أحد الأجهزة الحكومية التابعة لوزارة الزراعة ويعمل بهدف إحداث تنمية حقيقية وشاملة ومتكاملة في المناطق الحدودية والمناطق الأكثر احتياجا، مثل صعيد مصر وغيره من الأماكن الأكثر احتياجا.

والجهاز اسمه حديث بدأ منذ عام 2012، لكن قبل ذلك كان اسمه مشروعات العون الغذائي أو مشروعات برنامج الغذاء العالمي، فنحن نعد الشريك الأساسي من وزارة الزراعة مع برنامج الغذاء العالمي لتنفيذ المشروعات الخاصة بالقطاع الزراعي.

ما  أهم المشروعات التي نجح الجهاز في تنفيذها خلال الفترة الماضية؟

الجهاز في الوقت الحالي يدير نحو 6 مشروعات في مناطق مختلفة اعتبارا من مطروح في الشمال الغربي وحتى حلايب وشلاتين في الجنوب الشرقي، مرورا بالصعيد والفيوم وبعض محافظات الدلتا، وكل مشروع من هذه المشروعات له أهداف مختلفة عن الآخر وله أنشطة تتوائم مع الميزات النسبية في كل منطقة.

ففي مطروح نجد أن الميزة النسبية، هي سقوط الأمطار وحياة البدو، كما يتم التعامل مع سكان المنطقة في سيدي براني والسلوم والتجمعات البدوية الموجودة في عمق الصحراء على مسافة 75 كيلومتر من ساحل البحر، والحياة في تلك المناطق قائمة على استغلال مياه المطر، وتمت دراسة احتياجاتهم عن طريق الالتقاء بشيوخ القبائل وأفرادها وإنشاء 12 مركزا خدميا في المناطق الموجودة في براني والسلوم مثل الرابية الوسطى والشرقية والغربية وجرين، وغيرها من التجمعات البدوية التي لم يكن بها أية مراكز للخدمات، وكل مركز به من 2 إلى 3 وحدات خدمية، كما تم إنشاء 6 فصول لمحو الأمية في هذه التجمعات و6 فصول للتعليم الابتدائي و3 فصول للتعليم الإعدادي بنين و3 فصول للإعدادي بنات ووحدتين بيطريتين و4 مراكز لتدريب المرأة، وتجهيز كل الوحدات بالأجهزة والمعدات والمستلزمات اللازمة لتشغيلها.

كما تم تطعيم وتحصين أكثر من 250 ألف رأس ماشية خلال الـ4 سنوات الماضية، وتوزيع 280 ألف شتلة زيتون بالمجان على المواطنين في هذه الأماكن وتوزيع 180 طن تقاوي شعير لزراعتها والاستفادة من الأمطار، واستصلاح للوديان، حيث تم استصلاح 10 كيلومتر طولي من وادي حمد ووادي أبو صفافي، وتطهير 100 خزان تسع لنحو 150 ألف متر مكعب وإنشاء 253 برج حمام كمصدر لدخل السيدات في بيوتهن، كأحد المشروعات المدرة للدخل.

هل هناك مشروعات للجهاز في مناطق أخرى؟

في حلايب وشلاتين هناك مشروعا وخطة متكاملة لتنمية مناطق حلايب وشلاتين ممولة من الحكومة المصرية، وتم بدء دراسة احتياجات هذه المناطق والميزات النسبية بها، وتم توزيع 30 مركب صيد مزود بموتور على صغار الصيادين في حلايب وأبو رماد وشلاتين، وتوزيع 2000 رأس أغنام على السيدات المعيلات هناك وكذلك حفر 6 آبار كل بئر به شبكة للتنقيط 50 فدان واستصلاح هذه المساحات.

كما تم عمل نموذج وادي حضين الذي يقوم على استخدام المياه المالحة والأراضي الصحراوية في عمليات التنمية المستدامة، وعن طريقه تم إنشاء المزارع السمكية للأسماك العذبة والمزارع السمكية للأسماك المالحة وكذلك عنابر دواجن بياضة وعنابر تسمين ومزارع للنخيل ومناحل للعسل وحدة بسترة ألبان الإبل وغيرها من الأنشطة.

وتم توفير أكثر من 60 طن لحوم دواجن خلال العامين الماضيين لأبناء شلاتين بأسعار مخفضة، وتوفير أكثر من 25 طن أسماك بلطي أحمر و5 طن من البلطي الأسود، وأكثر من مليون بيضة بأسعار مخفضة لأبناء شلاتين، وغيرها من الخدمات التي وفرتها الدولة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة لأهالي تلك المناطق.

وما أبرز جهودكم ومشروعاتكم لدعم المرأة الريفية في كل ربوع مصر؟

المرأة هي الرهان الأساسي في عملية التنمية الحديثة، فهي عمود الأسرة وتقدر تدير مشروعا دون أن ينقص ذلك من رعايتها لأسرتها ومنزلها، وكان هناك مشروعات خاصة بالمرأة وأنشطة في كل مشروع لتنمية المرأة، حيث تم إنشاء 4 مراكز لتدريب المرأة على الحرف اليدوية، وهناك مشروع ممول من البرنامج الإيطالي والحكومة المصرية يعمل في 4 محافظات هي الفيوم وأسيوط وسوهاج وأسوان خاص بتدريب وتأهيل المرأة وتملكها وإدارتها للمشروعات الصغيرة، كان يعمل في 18 قرية، بدأ بمحور أمية 500 سيدة بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وعمل دورات توعية أساسية للسيدات مثل صحة الأم وتنظيم الأسرة، وتدريبات متخصصة للعمل في فرق عمل وإدارة الميزانيات والمشروعات وتدريبات فنية على المشروعات التي ترغب السيدات في تلمكها.

وما تلك المشروعات؟

هناك 17 نوعا من الأنشطة المختلفة سواء الحرف اليدوية أو الأنشطة الداجنة أو الزراعية مثل تسمين البط والدجاج البيضا وتربية الأغنام ومنتجات المخابز وإنتاج السيراميك والسجاد اليدوي والفخار وأبراج الحمام وغيرها من المشروعات، وبعض الأعمال الأخرى مثل محلات البقالة.

وتم تدريب 9 آلاف سيدة والفائقات منهن 1250 سيدة تسلموا مشروعات قيمة الواحد 10 آلاف جنيها، وأدارت السيدات هذه المشروعات لإدرار دخل على أسرهن.

كما أن هناك مشروع في أسوان أنشأ 4 قرى على بحيرة ناصر، وهو مشروع "خلق أصول ثابتة للمجتمعات الفقيرة حول بحيرة السد العالي"، وهو أحد مشروعات التوطين والاستصلاح، فكل أسرة حصلت على منزل مكون من 220 متر وقطعة أرض زراعية مساحتها 5 أفدنة، وكل قرية مجهزة بمحطات تنقية مياه الشرب ومدراس ابتدائي وإعدادي وثانوي، ووحدة صحية ووحدة تنمية مجتمع ووحدة محلية وغيرها من الخدمات، ولا يزال الجهاز يشرف على تشغيل هذه القرى ويقدم الخدمات لهؤلاء المنتفعين، وهذه القرى هي "كلابشة الجديدة وبشاير الخير وتوماس وعافية وقرية توسعات توماس وعافية، وتم استصلاح 2250 فدان بواقع 500 منتفع.

هل هناك معوقات أمام الجهاز خلال العمل؟

نحن نحظى بدعم من كافة الجهات، مثل وزارتي التخطيط والمالية التي توفران الميزانيات الخاصة بتنفيذ الأنشطة.