أكد السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن قيمة الدين في حياة الناس تجلت خلال جائحة كوفيد 19، بعد محاولات كثيرة لاستبعاده من الحراك العام الثقافي والاقتصادي، مشيرا إلى أن التعاليم الدينية كانت حافزا أساسيا للأفراد والمجتمعات للتحلي بقيم التضحية والإيثار ونكران الذات، وأبرز ما يتحلى به الدين من مرونة وقدرة على استيعاب التحولات رغم ثبات التعاليم وخصوصية العبادة، داعيا إلى الاستفادة من هذه التجارب في المضي قدما بالمنظومة الدينية لتدلي بصوتها الحضاري.
وذكرت المنظمة ، في بيان لها اليوم، أن فتح الرحمن قال في ـ كلمة المنظمة أمام منتدى سان بطرسبورج الدولي لحوار الأديان، الذي انعقد تحت عنوان "المجال الديني: النشاط الروحي في إطار إدارة الوضعية الوبائية"، بمدينة سان بطرسبرج الروسية، بهدف تعزيز أسس الحوار العلمي والديني، وإظهار أن التعاليم الدينية الحقيقية تسعى إلى تحقيق السلام والتعايش والاحترام المتبادل، خصوصا في ظل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم ـ إن المنتدى فرصة ثمينة لإيجاد آليات جديدة ومبتكرة للتعاطي مع ما يفرضه الوباء من توتر وشكوك إزاء المستقبل، من منطلق حوار الأديان وتعاون الأطر والمؤسسات الحضارية.
واستعرض فتح الرحمن، جهود الإيسيسكو في هذا المجال، حيث نجحت في عقد المنتدى الافتراضي العالمي للقيادات الدينية، والذي أوصى بضرورة حفظ الكرامة الإنسانية من خلال ضمان الحق في الإيمان واحترام الأديان، والمؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، الذي تمكن من إثبات قدرة الرسالات السماوية على إشاعة روح السلام العالمي، بالإضافة إلى مساهمة المنظمة في إصدار الجزء الأول من موسوعة "تفكيك خطاب التطرف"، والذي يقدم مادة أساسية تعين على تتبع المفاهيم المرتبطة بالموضوع، ووضع السبل الكفيلة بمجابهة ظاهرة الإرهاب.
وأكد فتح الرحمن، أن جهود المنظمة تهدف إلى رسم إطار تضامني لتثبيت دعائم حياة إنسانية تنهض على ترسيخ السلم والأمن الدوليين، ونبذ الكراهية، وإشاعة روح التسامح، وحفز تيارات العمل الخلاق النافع للبشرية، ودعم الآداب والفنون والعلوم.