رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


على أعتاب السنة الرابعة: السيسى إنقاذ وطن.. إرادة شعب .. استقلال قرار

25-5-2017 | 11:26


على أعتاب السنة الرابعة من الفترة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى يأتيكم هذا العدد من “المصور”.. يفصلنا عن اليوم الذى أقسم فيه السيسى اليمين الدستورية نحو أسبوعين، اخترنا تاريخ الإصدار بعناية، نعرف أنه يحتاج إلى وقت للقراءة والتأمل، قبل حلول هذه الذكرى، “المصور” حريصة على هذا فى كل عام جديد من حكم السيسى.. لأن «المصور» تدرك أن مصر فى عصر السيسى أمام تجربة تاريخية فريدة، تستوجب المتابعة والتسجيل لما أنجزه الرئيس وما لم ينجزه أيضاً.. وليقرأ عددنا هذا من يعرف المعانى بموضوعية، ويتجدد فى حب الوطن حباً حقيقياً، لا هؤلاء الذين ينتظرون أن يكون “عدد مديح” أو أن يكون عدد معارضة لمجرد المعارضة.. هذا عدد للوطنيين الحقيقيين فى مصر..!

لهذا نشطت “المصور” لإصدار هذا العدد بأقلام كبار الكتاب والمفكرين فى مختلف المجالات ومجمل أصحاب الرأى والمثقفين والفنانين والرياضيين، لكى يمثل فى مجمله شهادة تاريخية من “المصور” على عصر من أهم عصور مصر الجديدة.. وتجربة كبرى تدخل عامها الرابع.. اسمها “تجربة السيسي”.. نحن أمام الرجل والتجربة!

نحن أمام رجل له تاريخ وطنى طويل، خدم هذا الوطن فى إخلاص كضابط فى قواتها المسلحة، ثم كقائد من قادتها، ثم كقائد عام ووزير للدفاع، إلى أن وصل إلى أعلى الرتب العسكرية على الإطلاق: المشير، قضى فى السلك العسكرى قرابة أربعين عاماً من عمره، وهو لم يكن مجرد ضابط كفء ووطنى، ولا مجرد قائد عام للقوات المسلحة لديه قدرة خاصة فى النواحى العسكرية وحسب، لقد اختارت الأقدار السيسى ليعبر بمصر كلها يوم ألقى بيان ٣ يوليو ٢٠١٣ معلناً انتصار إرادة الشعب فى ثورته العارمة المجيدة “ثورة ٣٠ يونيو”، على الجماعة الإرهابية المحظورة وإقصاء المعزول من الحكم، وتخليص مصر من حكم عفن ودموى وشديد الرجعية ويهدر السيادة الوطنية ويهدم أسس الدولة المصرية، عبر السيسى بمصر والمصريين من “كابوس الإخوان”، ولا نبالغ لو قلنا إن عبور السيسى بمصر فى ٣ يوليو ٢٠١٣ كان فى نفس أهمية وخطورة وأثر عبور قواتنا المسلحة المجيدة فى يوم النصر.. السادس من أكتوبر ١٩٧٣.

وبعد هذا العبور، قضى السيسى نحو عشرة أشهر وزيراً للدفاع يخوض المعارك ضد الإرهاب فى سيناء، ويقوم بأوسع حركة تحديث لأسلحتنا وبنية قواتنا المسلحة فى التسليح، ثم اضطر السيسى للنزول على إرادة الجماهير وترشح للرئاسة.. وكان ما كان من أمر الانتخابات الرئاسية التى تحولت - تحت تأثير الحب الجارف من الجماهير للسيسى - إلى تظاهرة فرح وطنى واسع يرحب به رئيساً، عبر المصريون أفضل تعبير فى أيام الانتخابات الرئاسية عن عشقهم لشخصية عبدالفتاح السيسى..! هذا هو الرجل.. الذى نحن بصدده.

وسرعان ما أخذت آليات العمل الوطنى فى عصر السيسى تتشكل معلنة أن أداء جديداً وتفكيراً وطنياً لافتاً للأنظار.. وهذه هى بداية “التجربة”.. قبل التجربة عرف المصريون “الرجل”.. عبدالفتاح السيسى بتاريخه الذى أوجزناه، وها هم فى بداية العام الرابع من “التجربة”، التى حفر فيها السيسى ما يستوجب التوقف أمامه من أساليب عمل سياسى جديدة، افتقدها الشعب لعقود متصلة، فها هو الرئيس يحاسب من الشعب، ووجهاً لوجه فى المؤتمرات والخطب السياسية المتعاقبة، ويسمح الرئيس بهامش نقد - فى المواجهة - لم نعهده من قبل.. والرئيس يتكلم مع الشعب، وبلسان الشعب.. وبلسان الفقراء.. ألم يقل قبل أسبوع واحد فى قنا: ناس مش لاقية تاكل وناس بتاخد بالـ٢٠ ألف فدان..؟! الرئيس يلتقى بالشباب بصفة دورية وعلى الهواء وفى جلسات مطولة، وكل لقاء من هذه اللقاءات فى محافظة مختلفة، وينفتح الحوار المطول بينه وبينهم فى كل شىء، ويضع عينيه الخبيرتين على العناصر التى يمكن أن تسهم فى العمل الوطنى من بين هؤلاء الشباب.. ليضرب عصفورين بحجر واحد، ينفتح على الشباب ويقيم الجسور معهم ويزيل لهم العقبات من الطريق.. ويختار من بينهم الكوادر التى ستشكل مستقبل هذا الوطن..!

الشعب يحاسب الرئيس.. الرئيس يتكلم مع الشعب.. الرئيس يتحاور بصدق مع الشباب.. الرئيس يمكن الشباب.. ولا ننسى أنه الرئيس الأكثر اهتماماً بإعطاء المرأة حقوقها ومكانتها، الحريص على هذا طوال الوقت.. الرئيس الذى أعلى شأن المرأة المصرية بكفاحها وصبرها وقوة احتمالها ووطنيتها الصادقة.

الرئيس - إلى كل هذا - يصر على تذكير من نسى، أن هذا البلد يدار بالديمقراطية.. الرئيس فى ملتقى الشباب بالإسماعيلية - مؤخراً - هو الذى ذكرنا بالانتخابات، قبلها بأكثر من عام.. معلناً أنه سيترشح إذا لمس من الناس رغبتهم فى ذلك، الرئيس يذكر الناس بتداول السلطة، ليعلن أن عصراً كان فيه الناس يبايعون الرئيس لفترة ولاية ثالثة ورابعة وخامسة قد انتهى، وأن الاحتكام إلى الصندوق كل أربع سنوات هو صلب الدستور المصرى العظيم، دستور ٢٠١٤.

هكذا يبدو السيسى من أول أيام حكمه حريصاً على شعبه ومصالح شعبه، اختار السيسى الطريق الأصعب - وقد تحدث فى ذلك أكثر من مرة - عبر اختياره طريق “الحفر فى الصخر” بالمشروعات القومية الكبرى، التى تخدم مصالح أجيال وأجيال من المصريين، معلناً بهذا نهاية عصر كنا ننهج فيه نهج “الحلول المؤقتة” قصيرة الأمد، التى تريح الحاكم والمحكوم لبعض الوقت، ثم تنفجر مشاكلها الأصلية فى وجوه الجميع بعد مرور بعض الوقت..!

كان ممكناً لعبدالفتاح السيسى أن “يستسهل” الأمور ويسيرها بحلول مؤقتة، ويحافظ على شعبيته.. التى قال عنها أكثر من مرة أنها انخفضت قليلاً نتيجة اختياره للحل الاقتصادى الأصعب.. المتمثل فى المشروعات القومية الكبرى وتحرير سعر الجنيه.. نعم كان ممكناً للسيسى أن ينفق مليارات الجنيهات - التى صنع بها واقعاً مغايراً فى مصر من المشروعات العملاقة التى سيعيش أجيالاً بعد أجيال - على هذا الجيل فقط.. ينفقها نقدياً عليهم، ويصفق له البسطاء ممن لا يفهمون النتائج الكارثية التى كانت ستترتب على هذا المسلك الاقتصادى، لكن السيسى اختار “سلاح الإصلاح الجاد” للشعب وأحواله أجيالاً متعاقبة، لقد أصر السيسى على “الخيار الصعب”.. الخيار الذى يقول: مستقبل أفضل للشعب والبلاد خير من حاضر حافل بمكاسب مؤقتة تنقلب إلى أزمات لا حل لها بعد سنوات قليلة.. أزمات لا يعلم إلا الله وحده إن كنا نتحملها وقت وقوعها أم لا..!

اختار السيسى - إذن - “الحل الاستراتيجي”، وهو الرجل الوطنى الملتحم بمشكلات الناس ويعيش ببساطتهم ونشأ فى أحيائهم الشعبية فى قلب القاهرة التاريخية “الجمالية”، وهو الرجل الذى عاش ٤٠ عاماً فى قواتنا المسلحة حتى صار قائدها العام، يفكر طوال هذه الأعوام بصورة استراتيجية عسكرية، فإذ به ينقل الاستراتيجية العسكرية هذه إلى الاستراتيجية السياسية، التى تضع حلولاً جذرية وبعيدة المدي!

وهكذا ظهرت إلى النور قناة السويس الجديدة.. الملحمة الشعبية التى سيتوقف أمامها المؤرخون ليسجلوا أن الرئيس السيسى دعا شعبه إلى اكتتاب عام لتمويل حفر القناة الجديدة فجمع المشروع القومى العملاق ٦٤ مليار جنيه فى ٨ أيام، فى ملحمة وطنية تسجل - عملياً - هذا الالتحام بين الرئيس والشعب من أجل الوطن، ويخرج من المعادلة فقط من يكرهون هذا الوطن.. ويلفظهم المشهد برمته! السيسى هو صاحب أطول شبكة طرق فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر “٧ آلاف كيلومتر” وهى ليست الأطول فقط بل الأحداث والأفضل أيضاً.. ومشروع المليون ونصف مليون فدان “الذى تم استصلاح عشرة آلاف فدان منه فى واحة الفرافرة”، ومشروعات الأنفاق الحديثة تحت مياه قناة السويس التى يتصل فيها العمل ليل نهار، ومشروع جبل الجلالة الذى سيحيل بقعة لا حياة فيها من أرض مصر إلى بقعة تضج بالحياة والعاصمة الإدارية الجديدة التى ترسم واقعاً جديداً للحياة المصرية ومشروعات إسكان أهالى العشوائيات “الأسمرات بمراحلها”، وآخر هذه المشروعات على بعد ما لا يزيد عن نصف كيلو متر مسافة من دار الهلال وهو مشروع إسكان عشوائية “تل العقارب” التى تم هدمها ويعاد بناؤها بالكامل، ومشروع أكبر مصايد سمكية فى الشرق الأوسط فى “بركة غليون”، وصولاً إلى المشروعا ت التى افتتحها الرئيس فى أقصى الصعيد الأسبوع الماضى، معلناً انتهاء عزبة الصعيد فى المشروعات التنموية الشاملة، ليدخل فى سياق التنمية الحقة!

كل هذا - وغيره - يضع عنواناً أساسياً من عناوين عصر السيسى، إنه “عصر المشروعات القومية الكبري”، التى تعيد رسم خارطة هذا الوطن من جديد، وتؤهله استثمارياً ليحتل مكانة مرموقة فى دنيا التصنيع والمال والأعمال فى السنوات المقبلة، إنها فى الحقيقة “وديعة الشعب فى عصر السيسي”، نعم.. صنع السيسى “وديعة” كبيرة للمصريين، سيحمدون الله عز وجل عليها فى المستقبل.. القريب!

لكن السيسى - فى الشق الآخر من الملف الاقتصادى - اختار الحل الصعب للقضاء على المشكلة الاقتصادية والمالية فى مصر بتحرير سعر صرف الجنيه، بعد أن وصل الدولار إلى الجنون.. وعادت السوق السوداء، لم يكن هناك حل آخر.. غير التعاطى مع برامج صندوق النقد الدولى للإصلاح الاقتصادى، أو ما شبهه السيسى بالعلاج المر.. والذى لم يكن منه بد، لأن مصر لن تظل إلى الأبد فى حالة اقتراض أو تلقى منح من الأشقاء.. هذا لا يجوز ما دامت الإرادة المصرية قد تحررت فى ٣٠ يونيو المجيدة، فضلاً عن كونه من الناحية الاقتصادية وضعاً شديد الخطورة! غضب الناس من هذا العلاج، لكنهم تحملوه صابرين، واثقين بحسن اختيار الرئيس ووطنية هذا الاختيار وأنه سيفضى بهم فى النهاية إلى أوضاع أفضل كثيراً مما كانوا عليها..! أدرك الشعب مسئوليته وتحملها، وهى المسئولية التى يجب أن يواصل الشعب تحملها مزيداً من الوقت حتى يتم العبور الاقتصادى النهائى..! لم يصل مشروع السيسى الاقتصادى إلى الكمال، السيسى نفسه يتكلم فى مثل هذه الأمور بصراحة يخشاها بعضهم.. يتكلم عن ارتفاع الأسعار الجنونى، عن أزمة الدولار - حين كانت هناك أزمة - يتكلم باستمرار عن أحوال الفقراء، بل يتكلم بلسانهم بصدق واضح.. لكنه علاج مر، كان لابد منه على وجه العموم!

السيسى يدرك صعوبة هذا الحل على الناس.. لذا فإنه لم يتجاهل الفئات الفقيرة والمتوسطة والمهمشة، طالب شعبه بالصبر، ولم يهدر منظومة الدعم، أيضاً حارب السيسى الفساد ولا يزال وسيبقى حرباً لا هوادة فيها، آخر حلقات هذه الحرب.. ما أعلنه فى “قنا” قبل أسبوع من تكليفه القوات المسلحة والشرطة باسترداد كافة الأراضى المسلوبة من الدولة قبل نهاية الشهر الجارى، أى بعد أسبوع واحد من كتابة هذه السطور..! قبلها، عرفت مصر حرباً لا تهدأ ضد الفساد فى كافة المواقع على يد “الرقابة الإدارية”، إنها الحرب التى لا تعرف كبيراً ولا صغيراً، لا تستثنى أحداً من القانون، على رقبة الوزير والخفير، يسقط “وزراء” فى قبضة الرقابة الإدارية ويسقط صغار أيضاً.. لا أحد فوق القانون إذا تعرض للمال العام..!

المشروعات القومية الكبرى، والتحول الاقتصادى، وضربات الدولة المتعاقبة ضد الفساد - وهى الضربات التى يقويها ويساعدها الرئيس بنفسه - تشكل معاً مساره الاقتصادى بكل ما فيه من إنجازات وما يتطلبه - إلى الآن - من إنجازات فى الطريق لم تتم بعد..!

فى مسار مواز.. تأتى الحرب الشاملة على الإرهاب، المعركة الفاصلة التى يخوضها السيسى ومن ورائه قواتنا المسلحة والشرطة وكل أجهزة الدولة، ليس الإرهاب فى شمال سيناء فقط ولا على حدود ليبيا فقط وإنما فى وادى النيل أيضاً، وليس على الأرض فقط وإنما إرهاب العقول أيضاً، الذى يحاربه الرئيس بسلاح دخل به التاريخ من أوسع أبوابه: تجديد الخطاب الدينى، الذى أعلنه السيسى، فلفت أنظار العالم كله.. وهو التجديد الذى لم يتم إلى الآن، لأن جهات كثيرة فى الدولة والمجتمع لا تزال تتحسس طريقها إلى تنفيذه، إنه “مشروع حضارى كبير” يحتاج إلى مرحلة من تاريخنا لإنجازه، لكن السيسى أطلقه وسجله باسمه فى تاريخنا المصرى المعاصر..!.. القوات المسلحة باتت تحتل تصنيفاً متقدماً للغاية بين أقوى وأحدث جيوش العالم بعد أن قام الرئيس بتحديث منظومة تسليحها، وإلغاء “هيمنة أمريكا” على السلاح والتى عرفتها مصر عقوداً متصلة، صارت مصر تتسلح من فرنسا ودول الاتحاد الأوربى وروسيا الاتحادية، دون أن تنقطع صلتها فى هذا المجال بالولايات المتحدة.. وقد أتى هذا التحديث الشامل لسببين ضروريين: أولاً وجوب التحديث والتنويع فى منظومة السلاح بما يضمن الكفاءة الرفيعة لقواتنا المسلحة وهذه ضرورة فى حد ذاتها، وثانياً ضرورة هذا فى شن الحرب على الإرهاب بكفاءة كبيرة بعد أن صار هذا الإرهاب يتسلح ويتلقى التمويل على نطاق واسع وبما يمثل تحدياً حقيقياً للجيوش النظامية للدول.. إنجاز السيسى فى مجال تسليح الجيش المصرى إنجاز يشكل سطوراً بالغة الأهمية فى تاريخنا المعاصر.

وبالتوازى، قاد السيسى تحولاً مهماً فى ملف “العلاقات الخارجية” لمصر، فقد أعاد رسم خارطة العلاقات الخارجية لمصر على أساس من المصالح العليا لمصر ومحيطها الإقليمى وبما يضمن المصالح العربية.. لقد اختفى هذا الخط السياسى لمصر لعقود متصلة منذ منتصف السبعينيات، لقد رفضت مصر الوصاية الأمريكية التى كانت فى العهود السابقة، دمرت مصر منطق الوصاية الأمريكية على سياستها بانتصار الإرادة المصرية فى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة والتى كان السيسى درعها الواقية والرجل الذى أعلن انتصارها، ضد الإرادة الأمريكية، وها هو رئيس أمريكى جديد “دونالد ترامب” يرى فى السيسى زعيماً كبيراً ويعلن إعجابه بسياساته، تحطمت المشروعات الأمريكية القديمة وتغلبت إرادة مصر فى النهاية.. فى الوقت الذى استعادت فيه حيوية علاقاتها القديمة الوطيدة مع “موسكو” الصديقة، و“بكين” المكافحة العظيمة، وعواصم أوربا التى صارت تتقرب إلى القاهرة.. استردت مصر كذلك حضورها الإفريقى الذى غادرته منذ منتصف التسعينيات، وها هى تفتح حضنها لقادة القارة السمراء وها هم يرحبون بعودتها إليهم، واستردت مصر دورها الفاعل فى محيطها العربى.. تقدم دوراً أساسياً فى حل الأزمة الليبية، وتتخذ موقفاً مستقلاً مؤيداً لمصالح الدولة السورية الموحدة والشعب السورى الشقيق فى مواجهة كافة الأطراف التى تتدخل فى سوريا ضد مصالح سوريا والسوريين، واتخذت موقفاً حاسماً بتدخلها “البحري” فى الأزمة اليمنية صيانة للمصالح المصرية الاستراتيجية فى “باب المندب”، إلى جانب وقوف مصر فى وجه قوتين تطمعان فى الخريطة العربية: تركيا وأطماعها فى سوريا والعراق، وإيران وأطماعها فى الخليج العربى، الذى استعادت مصر دفء علاقاتها معه.

هكذا مرت سنوات ثلاث من عصر السيسى فى ملفات العلاقات الخارجية، والإرهاب، ومكافحة الفساد، والمشروعات القومية، والأحوال الاقتصادية.. وهكذا مضت ثلاث سنوات من إدارته شديدة الكفاءة لملفات التجديد الدينى والمرأة والشباب، فضلاً عن علاقته شديدة الخصوصية بالمسيحيين، لقد زار السيسى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى احتفالات أعياد الميلاد المجيدة ثلاث سنوات، فى تقليد جديد يرسيه لعلاقة الرئيس المصرى - المسلم الديانة - بالمواطنين المصريين المسيحيين، كلنا أقباط.. مسلمين ومسيحيين، الرئيس السيسى - بالذات - يبدو أداؤه فارقاً، متفوقاً، شديد التميز، شديد الإخلاص والحدب على وحدة الوطن.

وبعد..

فقد اكتسب السيسى شرعيته من شعبه، فعلى الرغم من حالة المعاناة الشعبية مع ارتفاع الأسعار، ينام المصريون آمنين، ويبنون، ويعمرون، يعيشون فى وطن يسعى إلى خارج السياق السيىء الذى كان مرسوماً له، جيراننا وأشقاؤنا العرب يموت أطفالهم غرقى فى مياه “المتوسط” هاربين من أوطانهم وينام أطفالنا فى أمان.. لا نشمت بأشقائنا بل على العكس نحن من أوضاعهم محزونون وإلى إنهاء معاناتهم ساعون، ولكننا - فقط - أردنا أن نتذكر إنقاذ مصر من هذا المصير، هذا الإنقاذ - الذى جسده السيسى - هو بعينه هذا النسيج الذى حمى به الله تعالى مصر من المصير السيىء المحيط بها..!

مصر - كلها - هى المشروع القومى للرئيس.. عمل السيسى وفق هذا المبدأ ثلاث سنوات، واستنهض معه الهمم، فمنها ما نهض ومنها ما لم ينهض، لم ييأس السيسى ولا زال يطلب من كل مصرى غنياً أو فقيراً أن يسهم فى العمل الوطنى، بجهده.. أو بماله..! هناك من أنصفوه ووقفوا إلى جواره وهناك من خذلوه.

الرئيس فى السنة الرابعة لا يزال مطلوباً منه الكثير.. معركة الأسعار، التى تقض مضاجع المصريين ويتكلم عنها الرئيس نفسه كثيراً،

لا بد من رفع المعاناة عن كاهل المصريين فى ملف الأسعار.. ولابد أن يشعر المصريون بأن ثمار الإصلاح الاقتصادى قد باتت وشيكة النضج فى وقت قريب.. ولابد من سياسات أكثر كفاءة وفاعلية لإقرار العدالة الاجتماعية - حسبنا منها “الضرائب التصاعدية” التى ننتظر تطبيقها بفارغ الصبر! - وسياسات تنقذ التعليم والصحة من الانهيار، صحيح أن الموارد محدودة، ولكن لابد من الناحية المقابلة من جذب رءوس الأموال والاستثمارات لكى نستطيع إيجاد حلول لهذه المشكلات! مطلوب من السيسى فى السنة الرابعة أن يستكمل مشروعه استعداداً لـ٢٠١٨

أما ٢٠١٨، عام الاستحقاق الرئاسى الذى ذكرنا به الرئيس نفسه من الإسماعيلية، فهو العام الذى لابد أن يستكمل فيه السيسى مشروعه الشامل لمصر، لإنقاذ الوطن من بعض أعدائه هنا فى الداخل وأعدائه المعروفين فى الخارج، ولابد من رؤية اقتصادية - اجتماعية شاملة، تعطى الفئات المهمشة والفقيرة والمتوسطة أيضاً مظلة حماية شاملة، ولابد من جنى بعض الثمار الأولى للإصلاح الاقتصادى الذى تحقق معظمه حتى الآن.. وصولاً إلى حياة كريمة للمصريين!.

ونحن فى “المصور” حرصنا على أن يكون هذا العدد شهادة تاريخية بأقلام كبار كتابنا، لم نحجر على رأى، ولا قمنا بتوجيه خاص لرأى، ولا قمنا باستبعاد رأى، لأن هدفنا فى النهاية هو الهدف الوطنى الأعلى، واعتقادنا الراسخ هو أنه لابد من نجاح مشروع السيسى، لأنه مشروع الوطن كله.. ستقرأ - أيها القارئ الكريم - بعض المقالات التى تنتقد التجربة ولكن من خندق وطنى مجرد من الهوى، يستهدف الصالح الأعلى لبلدنا..! إننا أمام مقالات لنحو ٧٠ كاتباً من خارج أسرة “المصور” ومن أسرتها بالطبع، نرسم جميعاً بالكلمة والصورة مشوار السيسى فى ٣ سنوات نحو انـقــاذ الوطــن..وإرادة الشعــــب .. واستقلال القرار!