رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بينها العبادة القلبية.. 3 أسس تقوم عليها عبادة الله

11-9-2021 | 16:36


عبادة الله

محمد هلال

لا شك في أن التقربَ إلى الله لا يكون إلا بما شرعَه الله تعالى من العبادات، والتي علم بها سيدِّنا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الوحي الذي أنزله الله عليه، إذ قال الله تعالى له:(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) سورة الزخرف 52-53

والعبادةُ لله تعالى هى مقتضى العبودية، وشأن العبد أن يعبدَ ربَّه سبحانه وتعالى، وبذلك عِزُّه وكرامَتُه؛ لأن التذللَ على أبواب الله عِزٌّ وكرامةٌ، وإن لم تكن عبداً لله فأنت عبدٌ لغيره، فمن الناس من يكون عبداً للمال أو للشهوة أو للجاه أو للناس.. فكن عبداً لله لا لغيره.

والعبادةُ حقٌّ لله تعالى على عبادِه، إذ يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة21.

عبادة الله تقوم على ثلاثة أسس

- أولا عباده قلبية: وهى الاعتقاد الجازم بأنه لا اله إلا الله ولا رب سواه.

- ثانيا عبادة الاعمال: وهى تأدية الأعمال التي أمر الله تعالى بها من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج وسائر الفرائض ثم النوافل.

- ثالثا عبادةُ الأقوال: وهى تأديةُ ما شرعه الله تعالى من التلاواتِ والأدعيةِ والأذكارِ على مختلف أنواعها.

 شروط قبول العبادة

- الشرطُ الأول:أن تكون خالصةً لوجه الله ويدخلُ هذا الشرطُ في عبادةِ القلب، بأن يعتقد جازما ويشهدَ أنْ لا ربَّ يُعْبَدُ سواه، فَتُنَقِّي قلبَك ونيتَك من شوائبِ الرياء والشرك الخفي، ومن أن تريد بعملك غيرَ الله.

- الشرط الثاني: الاتباع، وبأن تعبد الله بما شرع، فاحذر كل الحذرِ من أن تعمل عملا ليس له أصلٌ في الدين فتكون بذلك مبتدعا، وهذا الشرط يدخل بالعبادة القولية والعمل.

طرق التقرب إلى الله

- الطريق الأول: طريق التقرب إلى الله بالفرائض، وهو أمر واجب يحبه الله "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه" ويدخل في ذلك الفرائض الفعلية والمأمورات العملية، والقولية، والخلقية، والواجبات تركا وهى المحرمات.

- الطريق الثاني:  التقرب إلي الله بالنوافل، وسميت نوافل لأنها تجلب لصاحبها خيرات لا يعلمها إلي الله، ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: "من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعزينه، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".