"قيدت ضد مجهول".. كيف صمد غموض وفاة مجدد الموسيقي سيد درويش 98 سنة؟
"قيدت ضد مجهول".. عبارة بسيطة لكنها تضع نهاية قصة حزينة وتسدل الستار على جريمة كاملة، ويظن الجاني أنه قد أفلت من العقاب في محكمة الدنيا، لكنه لا يعلم أن هناك محكمة أعدل وأهم في السماء تعلم موعد انعقادها وأعدت له ما يناسبه من حكم لكنه قيد التنفيذ، وفي عالم الجرائم تقول القاعدة أنه لا وجود لجريمة مكتملة الأركان مائه في المائه، لكن لكل قاعدة استثناء، لذا هناك جرائم تم إغلاق ملفاتها بكتابة عباره "تقيد القضيه ضد مجهول".
وفي هذا التقرير تقدم لكم بوابة "دار الهلال" أشهر الجرائم التي ارتكبت دون التوصل للفاعل الحقيقي أبرزهم فنانين، أدباء، أو شخصيات عامه.
اسمه الحقيقي السيد درويش البحر هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي. ولد سيد درويش في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923. بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري. التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.
لقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل سيد درويش الطرب فقط ولكنه جعل منها رسالة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي هذا بالإضافة إلى ناحية التطريب في الموسيقى والغناء العربي على أن الطريقة التي سار عليها الشيخ سيد في ألحانه للأوبرا كانت منهجية صحيحة وكأنه متخرج من أرفع المعاهد الموسيقية فكان يتلوا النص الشعري أولا ليتفهم معانيه فهما دقيقا ثم يعيش في بيئته ويعاشر أبطاله ثم يأخذ في إلقاء النص الشعري إلقاء تمثيليا يناسب عباراته ومعانيه كأنه ممثلا على خشبة المسرح.
قتل أم اغتيال :
انتهت حياة سيد درويش، في عام 1923، بظروف غامضة، وهناك روايات كثيرة عن سبب وفاته ومنها أنه توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ولكن أحفاده خرجوا ونفوا تلك الرواية مستندين على خطاب بخط يده يقول فيه لصديقه إنه أقلع عن السهر.
واستند أحفاد «درويش» على ما تم ذكره في مذكرات بديع خيري، بأن الشيخ سيد أقلع عن المخدرات، ويظهر ذلك جليا في أغانيه التي تنصح الشعب بالابتعاد عن المخدرات.
أما الرواية المؤكدة بالأدلة أن سبب وفاة سيد درويش، هو تسمم مدبر من الإنجليز أو الملك فؤاد؛ بسبب أغانيه التي تحث الشعب على الثورة.
و الرواية الثانية هى تناول جرعة زائدة من "الكوكايين" أدت لوفاته على الفور.
أما الرواية الثالثة وهى على عهدة عائشة عبد العال، ملهمة سيد درويش، إن صديقًا لسيد، كان يحب مطربة مغمورة، وطلب من سيد أن يمرنها، ولكن بعد فترة اقتنع سيد درويش أن صوتها سيئ ولا يمكن أن تصبح مطربة مشهورة فتركها، ما أثار حفيظتها، فقالت لحبيبها، إن سيد درويش حاول مغازلتها، فقام هذا الصديق بتقديم كأس خمر به مورفين لسيد درويش ليفارق الحياة على أثر هذا الكأس.
ما زالت حادثة موت "سيد درويش" لغزًا لم يتم اكتشافه حتى كتابة تلك السطور ، لتقيد القضية "ضد مجهول".