وزير الأوقاف: التعاون مع السودان ناتج عن القناعات المشتركة لمواجهة الجمود والتطرف
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن التعاون بين وزارتي الأوقاف المصرية والسودانية ناتج عن القناعات المشتركة لمواجهة الجمود والتطرف، ويتجاوز الدورات التدريبية إلى التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ونوه وزير الأوقاف - في كلمته، اليوم، خلال فعاليات الدورة التدريبية الثانية المشتركة لأئمة وواعظات مصر والسودان بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين - بأن الوزارة تضع كل خبراتها في خدمة الأشقاء بمجالي الدعوة والتدريب وتعظيم عوائد الوقف، مشيدا بدور وزير الأوقاف السوداني الدكتور نصر مفرح في مواجهة الفكر المتطرف، وإيمانه بسماحة الأديان.
وقال إن "هذه الدورات لها أهداف عديدة، منها التعرف عن قرب على تجربة جديدة من خلال المعايشة بين أئمة وواعظات مصر والسودان، وقديما قالوا ربما تعلم اﻹنسان من زملائه ما لم يتعلمه من أساتذته، وربما يتعلم من طلابه ما لم يتعلم من أساتذته، شريطة ألا يكون هناك كبر أو حياء من التعلم".
وأضاف: "العلم يضيع بين شيئين الكبر والحياء، أما الكبر فعندما يظن الإنسان أنه عالم وليس بحاجة للتعلم وقد تجاوز كل مراحله وعليه أن يتوقف وأنه ليس هناك من هو أعلم منه ليتعلم منه، وقد قالوا: الناس ثلاثة معلم ومتعلم، وهما في الأجر سواء، والثالث الذي لا يعلم ولا يتعلم فلا خير فيه.. وأما الجانب اﻵخر، وهو الحياء بأن يستحي أن يسأل وقد قالت السيدة عائشة (رضي الله عنها): نِعمَ النِّساءُ نساءُ الأنصارِ لم يمنعهنَّ الحياءُ أن يتفقَّهنَ في الدِّينِ، وقد قال العلماء: العلم من المحبرة إلى المقبرة، والعلم من المهد إلى اللحد، فيجب أن نطلب العلم على أيدي العلماء، فضلاً عن بركة مجالس العلم وما فيها من السكينة والبركة".
وتابع: "إننا نرحب بالأشقاء من الأئمة والواعظات من دولة السودان الشقيقة في بلدهم الثاني مصر وبزملائهم من أئمة وواعظات جمهورية مصر العربية"، مؤكدًا أن هذه الدورة تأتي استكمالا لسلسلة من الدورات بين الوزارتين الشقيقتين، مشيدًا بالتعاون المثمر بين وزارتي الشئون الدينية والأوقاف بالبلدين في مختلف المجالات.
وشدد على أن الوزارة حرصت على أن يكون هناك نخبة من العلماء كل في مجاله ليحاضروا في هذه الدورة المشتركة من أساتذة الدعوة والفقه والطب والإعلام والاجتماع، وغير ذلك من العلوم الحياتية ليستطيع العالم أن يأخذ بأيدي الناس، فعالم الدين يحيا حياة طبيعية بين الناس كواحد منهم، كما شدد على أهمية أن يكون اﻹمام على درجة عالية من الثقافة والعلم حتى يكون ممن قال الله تعالى فيهم: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، و"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ".
وأوصى وزير الأوقاف، المشاركين في الدورة التدريبية بمجالسة أهل العلم وأهل التقوى، مشيرا إلى أن الله تعالى أوصى نبيه فقال: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".. مؤكدا -في الوقت ذاته- ضرورة إخلاص النية لله (عز وجل) في الدعوة إلى سبيله.