مصر تستورد الجثث .. وهذه أسعارها
تردد خلال الفترة الأخيرة أن مسؤولي كليات الطب بالجامعات المصرية، قرروا استيرادها من الخارج لمواجهة مشكلة نقص أعداد الجثث التي يتدرب عليها طلبة الطب، واعتماد بعضهم على التعاون مع تجار الجثث "الحانوتية" لتوفير احتياجاتهم. عدة تساؤلات طرحناها وتركنا الإجابة للمختصين للرد عليها، هل هناك أزمة في الجثث؟ هل فعلاً يتم استيراد جثث لتدريب طلاب كلية الطب؟ هل يلجأ الطلاب إلى الجثث المسروقة للتدريب عليها؟ وما هي أسعار الجثث؟ عميد أكبر كلية طب في مصر والذي - رفض ذكر اسمه - اعترف بوجود نقص في أعداد الجثث الموجودة داخل مشرحة الكلية، مؤكدا أنها لا تكفي لتدريب الأعداد الكبيرة من الطلاب، مشيرا أن الكلية ستقوم باستيراد الجثث الفترة المقبلة. أما الدكتورة دينا شكري، رئيس قسم الطب الشرعي بكلية طب قصر العيني تقول: دراسة التشريح أساسية في أول ثلاث سنوات من دراسة الطب لتعريف الطلاب بالتشريح الطبيعي لجسم الإنسان، بمعنى تعريفهم بأماكن الأعضاء والعضلات وعلاقتها بالأوعية الدموية. وأضافت الدكتورة دينا: حسب القانون مصادر توفير الجثث لكليات الطب إما الجثث مجهولة الأهلية أو المحكوم عليهم بالإعدام، ولكن التوريد أصبح شحيحًا، وأعداد الطلاب كبيرة، مما اضطر الكليات لأن تلجأ للاستيراد، وهناك الكثير من الطلاب لديهم جثث وأعضاء في منازلهم ويتم توفيرها بطريقة غير قانونية عن طريق الحانوتية أو سماسرة الأعضاء والمستوردين خصوصًا الجثث الصيني. من جانبه، قال الدكتور سامي بدوي، أستاذ الطب الشرعي بكلية الطب جامعة المنوفية: الجثث والأعضاء المستوردة متوافرة بكليات الطب وبمراكز الدروس الخصوصية، ويصل ثمن الجثة الواحدة لـ100 ألف جنيه، وأكثر لأنها مطابقة تمامًا للجثمان الطبيعي بكل الأجهزة والأوردة والشرايين. وأضاف بدوي: هناك الكثير من الطلاب يملكون هياكل وأجزاء طبيعية لأن أسعارها في مقدرة الطالب، فالجمجمة لا تتخطى 200 جنيه، والهيكل العظمي الكامل يصل سعره إلى 1000 جنيه، ولكن في كل الأحوال يفضل بيع هذه العظام للطلاب أفضل من طحنها ووضعها ضمن خليط المخدرات. أما طلاب كليات الطب، من جانبهم أكدوا أنهم يتعاملون مع "الحانوتية" بمقابر الصدقة الذين يوفرون لهم كل ما يحتاجونه بداية من الجثث الكاملة التي يصل ثمنها لـ 15 ألف جنيه، إلى الجماجم والأعضاء والهياكل العظمية. وفي ذات السياق، قال الدكتور خيري عبد الدايم، نقيب الأطباء السابق: استيراد الجثث والأعضاء عادة ما يكون من الهند وباكستان، واضطرت الجامعات لتبني هذه الطريقة، لأن أعداد الطلاب زادت وارتفاع المستوى المادي جعل الكثير من الناس يرفضوا بيع أعضائهم مثلما كان يحدث من قبل. وفي دراسة دولية مهتمة بالظاهرة في مركز الدراسات والبحوث الجنائية والاجتماعية، جاءت أهم الدول المصدرة للأعضاء الهند والصين والفلبين, وأهم الدول المستوردة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وكندا وأستراليا واليابان وعمان، وجاءت مصر ضمن الدول المتوافر بها الأعضاء سواء للطلاب أو المرضى، وخصوصًا في منطقتي منشية ناصر والإمام الشافعي في القاهرة، ثم يليهما محافظات الشرقية وأسوان والفيوم بالترتيب.