سورة ق من السور المكيّة باستثناء الآية الثامنة والثلاثين منها فهي آية مدنيّة، وهي السورة الخمسون حسب ترتيبها في القرآن الكريم، تقع في الجزء السادس والعشرين من أجزاء القرآن الكريم، وفي الربع السابع والثامن، وقد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة البلد، بلغ عدد آياتها خمسًا وأربعين آيةً، وبدأت السورة بأسلوب القسم {ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ.
فضل قراءة سورة ق
تعدد فضائل قراءة سورة ق، حيث أقسم الله عز وجل في سورة ق بحرف القاف أحد حروف اللغة العربية، كما أقسم الله في بداية السورة بالقرآن المجيد وهذا يؤكد مكانة القرآن الكريم وعظمته وفي ذلك بيان صدق رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يخطُبُ بسورة (ق) في خطبتَي: العيد، والجمعة، فإذا حضر العيد أو الجمعة، صعد المنبر، وجعل موضوع الخطبة قراءة سورة (ق)، فيكتفي بتلاوة هذه السّورة، وفي ذلك دليلٌ على شموليّتها، وعِظَم معانيها، فإنّها سورة تصلح في موضوعها ليُكتَفى بها في خطبتي: العيد، أو الجمعة؛ فهي بناءٌ متكاملٌ، ابتداءً من ولادة الإنسان، وموته، وبعثه، وأهميّة التزامه، وطاعته لله وأوامره في جوانب الحياة المتعدّدة، وتبيّن أنّ الموت حاضرٌ في كلّ وقتٍ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان، وربُّنا جلَّ وعلا أعلم بكلّ ما يدور في نفسه، وما تزيّنه هذه النّفس له، وليس الله سبحانه وتعالى في ذلك كلّه بعيدًا عنه، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد الذي يضخّ في الجسد كلّه ما يحتاجُ من دماء، كما تعرض السّورة صورًا متعدّدةً، مثل: الحياة، والموت، والهلاك، والبلى، والبعث، والحشر، وتصوّر كذلك بعض الحقائق الكونيّة الظّاهرة في السّماء، والأرض، والماء، والنّبات، والثّمر.
سبب نزول سورة ق
ذكر أن اليهود هم السبب في نزول هذه الآيات الشريفة من سورة ق، فقد أتى اليهود إلى سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم حتى يسألونه عن خلق السموات والأرض، وحينها أخبرهم سيدنا النبي أن الله عز وجل خلق الأرض في يومين يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق السموات في يومين يوم الأربعاء والخميس وخلق الله عز وجل النجوم والقمر والشمس يوم الجمعة ثم أخبرهم النبي أنه استوى على العرش ثم استراح ولهذا قال الله عز وجل في هذه السورة "ما مسنا من لغوب(2)".