مركز الحوار العالمي بين الأديان: نعمل على تعظيم عملية التفاهم والتواصل والتعاون مع الآخرين
أكَّد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الحوار العالمي بين الأديان بفيينا، أنَّ الحوار العالمي لا يعني معرفة بعضنا البعض، وتعارفنا وتفاهمنا فقط، بل أيضًا احترام اختلافاتنا وقواسمنا المشتركة، والانفتاح على الآخرين، مشيرًا إلى أن مركز الحوار العالمي، يشكِّل منصة حوار عالمية آمنة، يعبِّر من خلالها أتباع الأديان والثقافات عن أفكارهم وتصوراتهم وآرائهم، بما يضمن تعظيم عملية التفاهم والتواصل والتعاون مع الآخرين.
وقال بن معمر - في كلمته خلال المشاركة في جلسة حوار من أجل الحوار، التي أقيمت عقب افتتاح منتدى القيم الدينية الثامن لمجموعة العشرين بعنوان "السلام بين أتباع الثقافات والتفاهم بين أتباع الأديان" الذي تستضيفه مؤسسة البابا يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينية في مدينة بولونيا الإيطالية - إن المركز يوظف جهوده للحوار العالمي من أجل تعزيز القدرات الفردية والمؤسسية؛ بهدف حشد جهود المجتمعات الدينية والثقافية وصانعي السياسات لمواجهة التحديات المحليّة والعالمية، مشدَّدا على أهمية الحوار العالمي، الذي يشكّل مجالاً أوسع للجهود المبذولة في سبيل تحقيق التنمية البشرية المستدامة، والذي أصبح ينحصر حاليًا إلى حدٍ كبيرٍ في إطار ما يسمّى بصنع السياسات.
ودعا بن معمر، إلى ضرورة تعزيز التواصل والمساندة بين القيادات والمنظمات الدينية والقيمية وصانعي السياسات؛ الذي أصبحت الحاجة له شديدة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى؛ بالنظر إلى أنّ حوالي 85% من البشر لديهم قناعات دينية؛ ما يدعو إلى فهم وجهات نظرهم والعمل معها لمواجهة التحديات العالمية؛ فضلاً عن حيازة المنظمات الدينية مكانتها الدينية والأخلاقي.
وأكد أنه لا يمكن بذل أي جهد شامل أو مستدام على المستوى الشعبي، كمواجهة آثار تغير المناخ مثلاً، بعيدًا عن جهودها وطاقاتها، معتبرًا أنه من المنطقي والطبيعي أن نرى تحالفًا ومساندة يجمعان بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات، والتعاون فيما بينها في سبيل تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
ودعا لإجراء الحوار والتواصل بين هذين المكونين النوعيين؛ ليتكاملا ويتعاونا معًا في مواجهة التحديات المتعددة التي تعصف بالبشرية، خاصة أن في جعبة كلاهما ما يمكن تقديمه للآخر، في بيئة آمنة وحاضنة للجميع.
وتوجَّه في ختام كلمته، بالشكر الخاص للمملكة العربية السعودية، العضو المهم في مجموعة العشرين، وقيادة العالم الإسلامي، بمناسبة دعمها لإقامة النسخة السابعة من هذا المنتدى، العام الماضي، الذي استضافته عاصمتها الرياض افتراضيًّا؛ بسبب جائحة كورونا، وأثنى على نجاحها في تجسيد رسالة هذا المنتدى وتحقيق رسالته المنشودة؛ سعيًا لخدمة البشرية وتعزير قيم الحوار والعيش المشترك بين أتباع الديانات والثقافات، مشيرًا إلى أن جهود المملكة في استضافة هذا الحدث العالمي مؤشر مهم على حملها لرسالة السلام والتعايش، ورفض توظيف الدين؛ لأهداف أيديولوجية وحزبية أو لصالح أعمال تحض على العنف والعنصرية والكراهية.
كما توجّه بالشكر لجمهورية إيطاليا على حُسن الاستضافة، وإلى منظمي هذا المنتدى في دورته الثامنة، خاصة البروفيسور ألبرتو ميلوني، أستاذ ورئيس كرسي اليونسكو لشؤون التعددية الدينية والسلام في جامعة بولونيا الإيطالية