إسماعيل عبد الحافظ.. عمدة الدراما الذي صنع أسطورته بـ«الشهد والدموع»
مخرج يجلس خلف الكاميرا يرتدي الجلباب الفلاحي، يشغل باله الحارة المصرية ويعبر عن هموم ساكنيها، هو الأقرب لقلب الطبقة الشعبية التي أطلقت عليه "مخرج الشعب"، هادىء لا يعرف سوى يدير الكاميرا التي خطفته من كلية الحقوق، أحب الفن وقدم أعماله بصدق لتدخل قلوب البسطاء دون إستئذان، لترى "الوسية" و "الشهد والدموع" وروائع الدراما المصرية، هو عمدة الدراما المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ.
ولد المخرج إسماعيل حافظ في كفر الشيخ في 15 مارس 1941، ترك كلية الحقوق والتحق بكلية الآداب قسم لغات شرقية بجامعة عين شمس 1963، كان القدر يرتب له أن يكون واحدا من أهم مخرجي الدراما المصرية عندما رفض التعيين للعمل بالإذاعة والتليفزيون، وبدأ مساعد مخرج في عدد من الأعمال التي كانت تنذر بموهبة كبيرة.
كانت الانطلاقة قوية وجاءت من "الشهد والدموع" 1983 مع السينارسيت الكبير أسامة أنور عكاشة، في واحد من أهم أعمال الراحل يوسف شعبان، وعفاف شعيب وحقق المسلسل نجاحا ساحقا، في الشارع المصري، ما دفع صناعه على تقديم الجزء الثاني في 1985، "كيمياء" جمعت بين "عبد الحافظ " مخرجا وأنـور عكاشة" مؤلفا وكون ثنائيا وكانت ثاني الأعمال في كانت الخطوة ليالي الحلمية، والتي لاقت نجاحا كبيرا يليق بموهبة الثنائي وقدمت على مدى خمسة أجزاء.
فترة التسعينيات قدم إسماعيل عبد الحافظ عدد من المسلسلات أبرزها "قهوة المواردي، الوسية، العائلة، ضد التيار، جمهورية زفتى، أهالينا"، لم ينس الدراما الصعيدية ورصدت كاميرا "عبد الحافظ" حكاية من حواديت المجتمع الصعيدي وقصة الحب التي كانت حديث الشارع بين "صفية" بوسي، و"حربي" ممدوح عبدالعليم في "خالتى صفية والدير" المأخوذ عن رواية الأديب الكبير بهاء طاهر.
بين الحين والآخر كان يطل علينا بعمل يجعل الجميع يلتف حول الشاشة مرغما على متابعته فقدم لـ سميرة أحمد "امرأة من زمن الحب مع صديقه أسامة أنور عكاشة وقصة "وفية" الصعيدية المتمسكة بتلابيب تقاليدها وتصطدم بأبناء أخيها المراهقين بعد أن تركهم لها شقيقها وسافر، وتشاهد "الأستاذ إلهامي" يوسف شعبان الراقي والمحب لها.
فترة الألفية قدم "عبد الحافظ" عدد من المسلسلات أبرزها " الأصدقاء، للثروة حسابات آخرى، عفاريت السيالة، كناريا وشركاه، حدائق الشيطان، عدى النهار"، وكانت "المصراوية" بجزايها الأول والثاني المحطة الأخيرة بين ثنائي الروائع أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، وكانت آخر اعماله مسلسل "ابن ليل".
تزوج إسماعيل عبد الحافظ من سيدة من خارج الوسط الفني وأنجب منها محمد عبد الحافظ الذي سلك طريق التمثيل.
وبعد رحلة طويلة قضاها عمدة الدراما قدم خلالها عدد من الروائع توفي في 13 سبتمبر عام 2012، عن عمر يناهز الـ71 عاما في باريس، رحل وترك خلفه أعمالا شاهدة على عطاؤه وموهبته.