التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وذلك لأول مرة منذ 10 سنوات، وهي زيارة وصفها خبراء بأنها تحمل أهمية في إطار جهود مصر لإحياء عملية السلام وحل القضية الفسطينية، موضحين أن المباحثات بين الجانبين تضمنت مجموعة من القضايا الهامة على رأسها سبل حل القضية الفلسطينية بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني.

وتأتي زيارة بينيت هذه، بعد مرور عشرة أيام على استقبال السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني عبدالله الثاني، لبحث تطور الأوضاع في فلسطين، لمحاولة تسوية الأوضاع في القضية الفلسطينية وإعادة المفاوضات، حيث نجحت مصر في التوسط لوقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي استمر لمدة 11 يومًا، ونتجت عنه أضرار بالغة بقطاع غزة المحاصر.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالى بينيت"، حيث عقدت جلسة مباحثات ثنائية بين الجانبين تم خلالها بحث تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقد أكد الرئيس دعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة.

جهود مصر لإحياء عملية السلام

ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن مصر مؤخرًا قدّمت جهودًا كبيرة منذ أحداث غزة الفترة الماضية، حتى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة إعمار قطاع غزة، ثم الاجتماع الثلاثي بين مصر والأردن والسلطة الوطنية مؤخرًا، مضيفةً أنّ كل هذه التحركات كانت بهدف أساسي، هو إعادة إحياء عملية السلام، وأن تكون عملية السلام جادة وبهدف تحقيق أماني وطموحات الشعب الفلسطيني.

وأوضح ، في تصريحات لبوابة "دار الهلال" أن المباحثات المباشرة اليوم لرئيس وزراء إسرائيل مع الرئيس السيسي، هي خطوة في نفس الاتجاه، وتؤكد عزم مصر على التقدم في عملية السلام، ومؤكدًا أن العلاقات بين مصر وإسرائيل ستكون داعمة لهذا التوجه، وسيكون هناك بعض التفاهم بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء إسرائيل في هذا الشأن، كما أن هذه الزيارة ستكون خطوة جيدة لدفع جهود السلام في المنطقة مره أخرى.

وأشار إلى إن هذه الزيارة ستلقى ترحيبا وصدى دولي واسع، لأن العالم كله الآن أصبح يعترف بالدور المصري، في القضية الفلسطينية، وأيضا دورها الفعال والعملي في دفع جهود السلام، مؤكدًا أن مصر تضع القضية الفلسطينية فى قائمه الأولويات، خاصة مع تطورات أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستكون القضية الفلسطينية مطروحة دائما في كل اللقاءات.

القضية الفلسطينية تتصدر المباحثات

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنّ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت سوف يكون لها دلالة، ومع اقتراب موعد انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك عدد من القضايا التي طرحت في هذه المباحثات منها العلاقات الثنائية وكذلك المستجدات الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية بهدف، منها تثبيت أوضاع التهدئة في غزة، وأيضا العودة إلى المسار التفاوضي بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح أنّ المباحثات تطرقت إلى بعض القضايا الإقليمية، وخاصة الملف النووي الإيراني، والموقف الأمريكي منه، وهل هناك ضغوط تمارس من المجتمع الدولي على إيران، وأحد أهم محاور اللقاء، العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل بجانب جهود تحقيق السلام الشامل في المنطقة.

وأشار إلى إن مصر هي الرائدة في مجال السلام، فهي أول من وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل فعلى المنطقة، كما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، يهمه التعرف علي وجهات النظر المصرية تجاه قضايا مختلفة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ظل 10 سنوات لم يقم خلالها بزيارة لمصر.