اكتشف العلماء أن السناجب تظهر أربع سمات شخصية مختلفة تؤثر على كيفية استخدامهم للمساحة والموارد في بيئتهم.

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على موقعها أن علماء النفس وعلماء السلوك أقروا  بأن لدى البشر أنواعًا مختلفة من الشخصية - تُعرَّف على أنها سلوك ثابت بمرور الوقت - فإن هذه السمات لا تُنسب بسهولة إلى حيوانات أخرى.

ووثق البحث ، الذي نُشر يوم الجمعة في مجلة "سلوك الحيوان- Animal Behavior ، سمات الشخصية لأول مرة في السناجب الأرضية المكسوة بالذهب، وهي شائعة في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة وأجزاء من كندا.

ووفقًا للعلماء، بمن فيهم أولئك من جامعة كاليفورنيا ديفيس، أظهرت السناجب الأرضية شخصية لصفات مثل الجرأة والعدوانية ومستوى النشاط والتواصل الاجتماعي. فيما يعتقد العلماء أن هذه النتائج تلقي الضوء على كيفية تأثير شخصية الحيوان على استخدامه للفضاء، وقد تؤدي إلى نتائج أفضل في تدابير الحفاظ على الحياة البرية.

في حين أنه "قد لا يبدو مفاجئًا" أن السناجب لها شخصيات، إلا أن الاعتراف بأن هناك عواقب بيئية لشخصية الحيوان هو "شيء جديد إلى حد ما"، كما قال العلماء.

ووجدت الدراسة أن السناجب الأكثر جرأة وعدوانية تميل إلى إيجاد المزيد من الطعام أو الدفاع عن منطقة أكبر. ومع ذلك، فإن سلوكهم المحفوف بالمخاطر قد يجعلهم عرضة للافتراس أو الحوادث.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جاكلين أليبرتي، في بيان: "قد يكون تفسير الشخصية في إدارة الحياة البرية مهمًا بشكل خاص عند التنبؤ باستجابات الحياة البرية للظروف الجديدة ، مثل التغييرات أو تدمير الموائل بسبب النشاط البشري".

وقيم الباحثون  البيانات من موقع دراسة طويلة الأجل تم إنشاؤه منذ أكثر من 30 عامًا في مختبر (Rocky Mountain) البيولوجي في كولورادو. كما أجروا سلسلة من التجارب في الموقع على مدى ثلاثة فصول صيفية لمراقبة شخصيات السناجب وتحديدها.

كجزء من اختبار آخر ، اقترب العلماء ببطء من السناجب في البرية لمعرفة "كم من الوقت ينتظرون قبل أن يهربوا".

لاختبار كيفية تصرف القوارض عند احتجازها، تم القبض على السناجب، دون أن يصاب بأذى، في فخ بسيط ثم لاحظ الباحثون سلوكها لفترة قصيرة من الزمن.

وقال الباحثون إن هذه التحليلات أظهرت أن السناجب الأكثر جرأة لديها مناطق نواة أكبر، حيث ركزت نشاطها، مقارنة بالأفراد الخجولين.

وأظهرت الدراسة أن السناجب النشطة والأكثر جرأة تحركت بشكل أسرع في ظل الظروف الطبيعية. كما كان لدى السناجب الأكثر جرأة وعدوانية ونشاطًا واجتماعيًا وصول أكبر إلى المجثمات. وأوضح العلماء أن مثل هذا الوصول إلى المجاثم مثل الصخور يوفر نقاط مراقبة أفضل لرؤية الحيوانات المفترسة والتهرب منها.

وفي حين أن هذا النوع من السناجب يعتبر "غير اجتماعي"، قالت الدراسة أنه "حتى داخل هذا النوع غير الاجتماعي، يبدو أن الأفراد الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر اجتماعية نسبيًا يتمتعون بميزة".

وكتب العلماء في الدراسة: "تدعم بياناتنا الاستخدام المعتمد على الشخصية للفضاء والموارد في الطبيعة".

وأضافت أليبرتي: "شخصية الحيوان علم صعب، ولكن إذا كان يجعلك أكثر ارتباطًا بالحيوانات، فربما يكون الناس أكثر اهتمامًا بالحفاظ عليها".