رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور.. «الخيامية».. فن رمضاني عريق يهجره المصريون

25-5-2017 | 19:21


تعد صناعة التابلوهات القماشية المزخرفة، واحدة من الفنون التاريخية العريقة التي عرفها المصريون منذ العصر الفاطمي، كما ارتبط رواج الطلب على هذا النوع من الفن، بشهر رمضان المبارك، إلا أنه من الواضح أن يد التغيير طالت كل شيء؛ حتى جاء رمضان هذا العام، وقد هجر المصريون هذا الفن، وصار شارع الخيامية، كالممر المهجور الذي لا يسير في إلا أصحاب المحال المنتشرة على ضفتي الشارع.

تاريخ عريق

أمام باب زويلة، أحد أبواب القاهرة القديمة، قرب منطقة «تحت الربع»، بالغورية، في حي الدرب الأحمر الشهير في القاهرة، يقف شارع الخيامية، شامخا، معبرا عن تاريخ عريق، كأحد أشهر أسواق القاهرة.

ويقع هذا السوق المسقوف، على امتداد شارع المعز، واستمد اسمه من حرفة الخيامية، التي يتقنها تجاره، الذين تتراص ورشهم على جانبيه، مليئة بصناع مهرة لهذا التراث الفني العتيق.

ويقول حسام محمد، صاحب إحدى الورش: «الخيامية موجود منذ أيام الفاطميين، ويتكون من طابقين، واحتلت الورش الحالية، محل إسطبلا كبيرا للخيول، أما الطابق العلوي منه فكان مخصصا لمبيت التجار، الذين يأتون من المغرب، والشام، وكانوا يستغلون بقاءهم في المكان؛ ليعملوا على إصلاح الخيام التي يقيمون في خلال رحلة سفرهم بالصحراء، ومن هنا بدأت مهنة الخيامية، وظهرت التسمية».

ويشير محمد فايق، أحد الحرفيين، بالشارع إلى أن صناعة الخيامية تحتاج إلى صبر، قائلا: «الخيامية تحتاج إلى صبر؛ لأن بعض الأعمال تحتاج إلى شهر، وأحيانا 3 أشهر، لإنهائها؛ لاحتوائها على الخياطة، والتشكيل، والتلوين».

إقبال ضعيف

وأوضح «فايق»، أن فنون الخيامية لم تعد تلقى إقبالا هذه الأزمان؛ لتغير الأذواق، وتعلق ثقافة الأجيال الحالية، بالفن الأوروبي، فضلا عن ارتفاع أسعار خامات التصنيع، وبالتالي ارتفاع قيمة المصنوعات ذاتها.

وأشار إلى أن تابلوهات شخصيات رمضان، تبدأ من 22 جنيها، فيما يصل سعر قماش الخط العربي إلى 45 جنيها.

وعن أسعار عربات الفول، والترمس، والكشري، والحلويات التي يتم تزيينها برسومات الخيامية، فيتراوح سعرها بين 180 جنيها، و230 جنيها، بزيادة تصل إلى  15 % عن العام الماضي.

حرفة إبداعية

ويؤكد محمد محمود، أحد أصحاب الورش بالخيامية، أن صنعته، حرفية بامتياز، ولا ينجح فيها؛ إلا من يمتلك الموهبة، والقدرة على الإبداع.  

وعلى غرار الرأي السابق، يؤكد مصطفى ذكي، أحد الحرفيين بالخيامية، قائلا: «حرفتنا تحمل فنا إبداعيا خاصا إلا أنها اندثرت؛ وهجرها بعض الحرفيين، وصار الأكثرية لا يعرفون عنها شيئا».

الترويج مهم

ويطالب فتحي محمود، أحد أصحاب الورش، الجهات المعنية، بوضع خطط للتسويق، والترويج، لهذا الفن الراقي، والصناعة المتميزة، مضيفا: «التسويق الداخلي، شبه منعدم، فلا وزارة ثقافة، ولا أي جهة أخرى تهتم بالأمر، لكننا توجهنا للتسويق الخارجي، من خلال إقامة معارض بالخارج لقيت رواجا».