في 30 سبتمبر عام 1975 من مجلة الكواكب، يقدم الكاتب الصحفي البرنس حسين، سهرة شعبية من حي الحسين العتيق، الذي تميز بأجوائه الرمضانية، حيث كان ومازال هو الحي التراثي الذي يحرص على السهر فيه، رموز الأدب والفكر والفن في صحبة الأغاني الشعبية والمدائح، مستمتعين بعزف الربابة والفنانين الشعبيين، والذين خرجوا من تحت عباءة فنان الشعب الأصيل عم زكريا الحجاوي .
في الشهر الكريم، يحلو السهر في هذا الحى لمدة 30 ليلة، سهرات دينية تليق بشهر رمضان المعظم، ويتوافد على هذا الحي الشهير ألوف الناس من كل مكان، يقضون به أحلى الساعات واللحظات بين الفطور والسحور، يتمتعون خلالها في رحاب الحسين ويستمتعون بالمحاضرات والندوات الدينية وبالسهرات الفنية التي تقام في جنبات الحي وخان الخليلي، وينقلب الليل إلى نهار، وتفتح المقاهي أبوابها، ويجلس الرواة والقصاصون في المقاهي يقصون على الحاضرين من روادهم، السيرة النبوية الشريفة والمدائح وسيرة بنى هلال وعنترة وعبلة، وتنتشر السرادقات التي تقيمها الثقافة الجماهيرية في حي الحسين، لتقديم الفن الشعبي المصري، وتقدم فرق الثقافة الجماهيرية طوال شهر رمضان أحلى الفقرات الفنية، منها فرقة الفنون الشعبية مثل فرقة رضا والفرقة القومية والبحيرة والغربية من ريف مصر، وكان الفنانون يتسابقون قديمًا في تقديم الفن الجميل، مثل عبد العزيز محمود، وعبد المطلب، وليلى نظمي، وفاطمة عيد، ومحمد طه، وأبو دراع، ومحمد رشدي، والمطرب الصاعد في هذا الوقت خالد رضا، والمطربة برلنتي عمر.