تحلّ اليوم 16 من سبتمبر، ذكرى مرور 15 عامًا على رحيل أستاذ الكوميديا الفنان فؤاد المهندس الذي رحل في العام 2006، بعدما ترك إرثًا فنيًا من الصعب تكراره، وجسّد شخصيات بإسلوب فريد لم يسبقه إليه أحد، فهو واحد من أهم مبدعي السينما المصرية منذ نشأتها في القرن العشرين.

ورغم الشهرة الواسعة التي حققتها ثنائية فؤاد المهندس وزوجته الفنانة شويكار، وعلاماته الفارقة مع عبدالمنعم مدبولي، إلّا أنه كان مكتشفًا لعدد من النجوم، فهو الذي  أطلق شرارة نجومية الفنان الصاعد، وقتذاك، عادل إمام الذي أصبح زعيمًا للكوميديا.

على مسرح الجامعة بدأت موهبة تتفجر لشاب يدعى عادل محمد إمام محمد من مواليد العام 1940 بإحدى قري مدينة المنصورة، بعد أن أتنقل مع والده إلي حي السيدة زينب في القاهرة حيث اشترك بفريق التمثيل بكلية الزراعة، والتحق بفرقة التليفزيون المسرحية في العام 1962، إلا أنه تم فصله من مسارح التليفزيون لعدم استكماله مسوغات التعيين، وعرضت عليه فايزة عبدالسلام التي كانت تعمل مساعدة للمخرج، المشاركة في مسرحية "أنا وهو وهي" في دور دسوقي، مع عملاق المسرح الفنان فؤاد المهندس، والفنانة شويكار والفنان المخرج عبدالمنعم مدبولي.

يدخل عادل إمام إلى المسرح ولا يعرفه أحد من الجمهور فهو ما يزال فناناً مغموراً.. يرن الهاتف ويرد الفنان الصاعد يقول: "ألو.. مكتب الأستاذ حمدي عطية المحامي، وأنا الوكيل بتاعه".. جملة عادية حينما تقرأها لا تجد بها لمحة كوميدية،إلا أن عادل حينما قالها انفجرت ضحكات الجمهور، وزادت حينما قال جملته الشهيرة: "بلد بتاعة شهادات صحيح"، والتي أصبحت أيقونة للمسرحية.

الأستاذ والزعيم لم تتوقف أعمالهما عند نجاح مسرحية "أنا وهو وهي"، فبعد أن أصبح عادل إمام واحداً من نجوم السينما المصرية شارك مع فؤاد المهندس في عدداً من الأعمال المهمة منها مسرحية "حالة حب"، "أنا فين وأنتي فين"، وشاركا ببطولة فيلم "خلي بالك من جيرانك" مع لبلبة ومديحة يسري، وجسدا بطولة فيلم "خمسة باب" مع نادية الجندي، والذي يعد واحدا من أفضل 100 فيلم عربي خلال القرن الماضي، وتشاركا ببطولة فيلم "زوج تحت الطلب" مع ليلى علوي وهالة صدقي.

وقبل وفاته بسنوات قليلة قال فؤاد المهندس، في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية هالة سرحان، عن الزعيم عادل إمام: "تلميذي البكر"، وعبر عن اعتزازه بصعود الزعيم معه في مسرحية "أنا وهو وهي" مؤكداً أنه كان إضافة قوية للدور وللعمل بموهبته الكبيرة، مشيراً إلى أنه اختير من ضمن 20 فناناً ترشحوا للدور، وقال عنه: "رأيت فيه موهبة لم أرها من قبل.. كوميديان من العيار الثقيل، فساعدته ومنحته الفرصة حتي أصبح واحداً من النجوم.

في السابع من سبتمبر من العام 1924 ولد فؤاد زكي المهندس في حي العباسية بالقاهرة، وكانت والده من علماء اللغة العربية وساعده على إتقانها وورث عنه خفة الظل والحضور الطاغي.

درس المهندس بمدرسة تركية وحصل على بكالوريوس التجارة في جامعة القاهرة عام 1948، وعمل بإدارة رعاية الشباب بالجامعة ثم تجاه إلي التمثيل ليقدم إبداعته في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، التي قدم عبر موجاتها برنامجه الشهير "كلمتين وبس" الذي بدأت إذاعته في العام 1968 ليسلط الضوء على سلبيات المجتمع، وقدم أعمالاً تليفزيونية خالدة منها "فوازير عمو فؤاد" وأغاني للأطفال.

وفي السينما شارك في ما يقرب من 70 فيلماً من أشهرها: أرض النفاق، عودة أخطر رجل في العالم، شنبو في المصيدة، معبودة الجماهير، البيه البواب، الشموع السوداء، سفاح النساء، أنت اللي قتلت بابيا، العتبة جزاز، مطاردة غراميه، وخمسة باب.

ومن أهم مسرحياته: أنا وهو وهي، أنا فين وأنتي فين، وأنا وهي وسموه، الوصية، حالة حب، حواء الساعة 12، السكرتير الفني، سيدتي الجميلة، أنها حقا عائلة محترمة، سك على بناتك، هالة حبيبتي، علشان خاطر عيونك، روحة اتخطفت، مراتي تقريبا.

وكان آخر أعماله مسلسل "روبابيكيا" الذي عرض في العام 2000 وجسد خلاله شخصية شحاتة بائع الروبابيكيا، وشاركه ببطولته ليلى طاهر، كريمة مختار، حسن مصطفي، محمود الجندي، ميرنا وليد، داليا مصطفي، لطفي لبيب، تأليف فريد شوقي، وسيناريو وحوار حسين عمارة ومحمد الحموي، وإخراج حسين عمارة.