4 شروط لقراءة القرآن الكريم.. تعرف عليها
قراءة القرآن الكريم لها فضل عظيم، فى حياة المسلم، كما تنجيه أيضًا فى الآخر، وتعدد الآيات والأحاديث التى توضح فضل قراءته آناء الليل وأطراف النهار.
وأوضح لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفرق بين الحدث الأكبر والحدث الأصغر، فالحدث الأكبر هو ما يوجب الغسل منه، ويتحقق ذلك في ثلاثة أمور: الجنابة، والحيض، والنفاس، أما بالنسبة للحدث الأصغر وهو الذي لا يوجب الغسل فيه، بل يكفي فيه الوضوء، حيث يقتصر الحدث الأصغر على خروج شيء من القبل أو الدبر أو فرج المرأة كبول أو غائط، ومذي أو ودي أو ريح.
فيجوز قراءة القرآن الكريم للمحدث حدثًا أصغر، فقد روى الإمام النووي -رحمه الله- الإجماع على ذلك؛ فقال: «أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِلْمُحْدِثِ وَالْأَفْضَلُ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ لَهَا»، وقد تم إثبات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ مع الحدث الأصغر، كما أن هناك شروط لقراءة الكريم، وهي كالآتي:
شروط قراءة القرآن الكريم:
هنالك عدد من الآداب والشروط التي يجب أن يلتزم بها المسلم عند قراءة القرآن الكريم، منها:
-السلامة من الحيض والنفاس:
يعتبر السلامة والطهارة من الحيض والنفاس من أهم شروط قراءة القرآن الكريم، وهذا ما أكد عليه الكثير من الفقهاء، منهم الآتي:
فالحنفية أشارت إلى عدم جواز قراءة القرآن من قبل النفساء والحائض، ومن ناحية أخرى وضحت المالكية أنه جائز للمرأة قراءة القرآن أثناء الحيض، وهذا الرأي فيه إجماع كثير بين الفقهاء، فيمكن للمرآة الحائض قراءة القرآن في حاله حفظ القرآن، أو استخدام حامل للمصحف عند القراءة.
حيث وضح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بجواز قراءة الحائض للقرآن؛ لأن الأصل في أي عمل الإباحة ما لم يأت دليل يمنع الإباحة، ولا وجود لدليلٍ يمنع الحائض من قراءة القرآن، وذكر ابن تيمية أنه لم ترد نصوص صريحة تؤكد حرمة قراءة القرآن للحائض، وأن الله أمر بقراءة القرآن، وبين فضل قراءته، والأجر المترتب عليه، ولا يمكن القَوْل بالمنع من ذلك إلا في حال ثبوت دليل.
اما بالنسبة للشافعية وضحوا عدم جواز قراءة القرآن للحائض؛ واستدلوا بحديث ضعيف ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: «لا تقرأُ الحائضُ ولا الجنبُ شيئًا من القرآنِ».
الطهارة من الجنابة:
يعتبر الطهارة من الشروط الأساسية في قراءة القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك هناك العديد من الآراء الفقهية حول هذا الأمر، ومنها ما يلي:
قالوا الحنفية إنه لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن، وذكر الطحاوي أن الجنب يجوز له أن يقرأ بعض من الآيات، ولا حرج عليه إن قرأ شيئاً دون أن يقصد به القرآن، مثل: الحمد، أو البسملة، أو التسبيح، أو ذكر الله، أو الدعاء؛ وذلك لأن المنع جاء خاصًا بالقرآن فقط.
أما بالنسبة للمالكية أنهم قالوا إن الجنابة تمنع من قراءة القرآن، وأكد الإمام مالك على أن الجنب لا يقرأ من القرآن إلا آيةً أو آيتين على سبيل الذِّكر للنوم مثلاً، أو التعوذ، وما شابه ذلك، على ألا يكون من باب التلاوة.
ومن ناحية أخرى وضح الشافعية حرمة قراءة القرآن لمن كان على جنابة؛ سواء باللفظ، أو بالإشارة لمن كان أخرس، وقال القاضي في فتواه إنها تكون بمنزلة النُطق، حتى ولو كان ببعض من الآية، كالحرف؛ للإخلال بالتعظيم، ويجوز للجُنب مراجعة القرآن بقلبه دون التلفُّظ به، كما يجوز له النظر في المصحف، وكذلك قراءة الأذكار الموجودة في القرآن، والتي يقصد بها الذكر وليست القراءة، ومثال ذلك -على سبيل الدعاء وليست القراءة- قول: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، وكذلك قوْل: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ».
الإخلاص في قراءة القرآن لله تعالى:
يجب أن تكون نية المسلم مخلصة لله -تعالى- لا يوجد بها رياء أو غيره من الأعمال التي تذهب بأجر ما نقوم به، كما أن القرآن من وسائل التقرب إلى الله وطاعته، وذلك بحفظ القرآن، والالتزام به في أعمالنا، والتحلي بخلق القرآن الكريم.
طهارة المكان:
لقد أجمع العلماء الحنابلة، والمالكية، والشافعية على عدم استحباب قراءة القرآن في أماكن غير طاهر يختلط بها النجس، والأوساخ.
آداب قراءة القرآن:
فكما ذكرنا فيما سبق شروط قراءة القرآن لكريم فهناك آداب يجب التحلي بها عند قراءة القرآن، ومنها:
- استخدام السواك عند قراءة القرآن.
- الحرص على نظافة الثياب وطهارتها، والتوجه إلى القِبلة إن أمكن ذلك.
- عدم قطع التلاوة لأمر من أمور الدنيا، إلا إن دعت الحاجة إلى ذلك.
- استغلال الأوقات المناسبة في تلاوة القرآن، كالفجر، والليل؛ لخلو الذهن، وصفائه.
- تدبر القرآن، وخضوع القلب، وخضوع الجوارح، والابتعاد عن كل ما يشغل عن قراءة القرآن الكريم.