قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن مشروع (إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى) يعد من أهم وأكبر المشروعات التي تم البدء بها وصياغتها من قبل الوزارة، مشيرة إلى أن الهدف الإنمائي للمشروع يتمثل في الحد من إنبعاثات الهواء والمناخ من القطاعات الحيوية وزيادة القدرة على مقاومة تلوث الهواء في القاهرة الكبرى.

جاء ذلك في كلمتها اليوم /الخميس/ على هامش توقيع الاتفاقية الوزارية الخاصة بمشروع (إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى) بين الوزارة ومحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، بحضور خالد عبد العال محافظ القاهرة وأحمد راشد محافظ الجيزة وعبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، وذلك عقب توقيع الاتفاقية أمس بين وزارة البيئة وكل من وزارات التنمية المحلية والنقل والصحة والتعاون الدولي والتخطيط.

وأضافت فؤاد أنه بموجب الاتفاقية ستكون وزارة البيئة هي الجهة المحددة في اتفاقية قرض البنك الدولي والمسئولة عن التنسيق الشامل مع جميع الوزارات والهيئات المسؤولة عن التنفيذ، حيث يعد هذا المشروع من أكبر مشروعات البيئة والممول من البنك الدولي بتكلفة إجمالية قدرها 200 مليون دولار.

وأوضحت أنه تم بذل العديد من الجهود والتنسيق مع الجهات المحلية والدولية للخروج بالمشروع على أرض الواقع في ظل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي له منذ عامين، موجهة الشكر لكل ممثلي الوزارات والمحافظين وهيئة النقل العام باعتبارهم شركاء في كل مكون من مكونات المشروع، والعمل على وضع وإتاحة كافة البيانات والتفاصيل الموجودة للعمل على نجاح المشروع والذي يعمل على تقليل تلوث هواء القاهرة الكبرى وتقليل تكلفة التدهور البيئي والذي قدرت بحوالي 47 مليار جنيه سنويًا.

وأشارت إلى أن الوزارة ستكون هي الجهة المسؤولة عن التنفيذ الشامل للمشروع وعن التنسيق مع جميع الوزرات والهيئات المعنية والمشاركة في التنفيذ وأية جهات أخرى من المحتمل أن تنضم إلى المشروع فيما بعد، وذلك وفقًا لما هو وارد بالاتفاقية.

ولفتت إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية سيتم إنشاء لجنة تسيير المشروع تقوم بتوجيه ومتابعة تنفيذ أعمال المشروع برئاسة وزيرة البيئة وعضوية وزراء (التنمية المحلية - النقل - الصحة - التخطيط - التعاون الدولي) ومحافظات (القاهرة - الجيزة - القليوبية) ورئيس هيئة النقل العام بالقاهرة، وتقدم اللجنة إرشادات وتوجيهات للمشروع بشأن السياسات والاستراتيجيات الوطنية بوجه عام.

ونوهت بأن اللجنة ستقوم كذلك بدور مهم في صنع القرار على أعلى مستوى، بالإضافة إلى دعم أنشطة التفاعل والتنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية مع ضمان وجود بيئة داعمة للإصلاحات لتحقيق النجاح والاستدامة، كما ستكون مسئولة عن الموافقة على خطط العمل والموازنات السنوية ورصد ومتابعة تقدم سير العمل من أجل تحقيق المؤشرات المستهدفة على المستوى القومي بوجه عام وعلى مستوى المشروع بوجه خاص.

وتابعت فؤاد: "أنه بموجب الاتفاقية يتم إنشاء وحدة لتنسيق المشروع بالوزارة وتقوم هذه الوحدة بضمان تنفيذ المشروع وفقًا لاتفاقية القرض ولوثيقة المشروع وللأدلة الخاصة بالتنفيذ مثل دليل تشغيل المشروع ودليل الرصد والتقييم، وتقوم في هذا الشأن بإعداد خطط العمل السنوية الشاملة والموازنات، وإعداد تقارير المتابعة وتنسيق أنشطة الرصد والتقييم مع الجهات المنفذة الأخرى وضمان الامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية".

وأضافت أنه بموجب الاتفاقية سيتم إنشاء وحدة تشاورية للتنسيق الفني لتحقيق التكامل بين المكونات المختلفة للمشروع وتوحيد توجهات التنفيذ لتعظيم الاستفادة من موارد المشروع ومساعدة وحدة تنسيق المشروع والوحدات الفنية في إتخاذ القرارات التنفيذية.

وأشارت إلى أن المشروع يتألف من 5 مكونات رئيسية يمثل المكون الأول فيها تعزيز نظام دعم القرار بشأن نوعية الهواء، والثاني لدعم تفعيل الخطط الرئيسية لإدارة المخلفات الصلبة في القاهرة الكبرى، والثالث خفض انبعاثات مركبات وسائل النقل العام، والرابع تغيير السلوك ورفع الوعي والتواصل والخامس إدارة المشروعات والرصد والتقييم.

من جهته.. قال خالد عبد العال محافظ القاهرة: "إن هذا المشروع يعد أحد المشروعات البناءة التي كانت الدولة في حاجة ملحة إليها منذ فترة"، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة اتخذت خطوات استباقية لتحقيق هذا المشروع. 

وأضاف أن المحافظة بدأت في اتخاذ خطوات كبيرة في هذا المشروع حيث قامت بإنشاء عدد من المدافن الجديدة، كما حدث تحولًا كبيرًا في النظافة بالعاصمة بعد تطبيق منظومة النظافة الجديدة، ويتم كذلك استبدال أسطول سيارات النقل العام بشراء سيارات تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء.. متوقعًا أن يلقى هذا المشروع نجاحًا كبيرًا وتعاونًا مع المجتمع المدني.

وبدوره..وجه أحمد راشد محافظ الجيزة الشكر لجميع القائمين على المشروع، مثمنًا الجهد المبذول في تلك الاتفاقية، ومشيدًا بالنجاح الذي حققته وزارة البيئة والجهات المعنية خلال الفترة الماضية في مواجهة السحابة السوداء.

وقال راشد: "إن المحافظة لديها عدد من المشاكل المتعلقة بالهواء برغم من المجهود المبذول يوميًا للحد من اشتعال المخلفات خاصة الموجودة على جانبيى الترع والمصارف واستطاعت المحافظة رفع كميات كبيرة منها، والتغلب على مشكله الاشتعال الذاتي للمقالب المكشوفة".

وأضاف أنه يتم العمل حالًيا على الانتهاء من المنظومة الجديدة للنظافة بالمحافظة، مؤكدًا تقديم كل الدعم والمسانده لنجاح المشروع الخاص بإدارة تلوث الهواء وتغير المناخ.

ومن جانبه.. أكد عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية بذل شركاء المشروع من الوزارات المختلفه جهود تحضيرية منذ بداية المشروع للعمل على خروج المشروع ونجاحه، مشيرًا إلى المرونة التي يتسم بها المشروع وإدراجه لمنطقة العكرشة بالمشروعات التي سيتم تنفيذها في ظل حاجة المحافظة ومعاناتها من تلوث الهواء والنظافة والوصول بمعدلات أعلى لتحسين جودة الهواء ومنظومة النظافة داخل المحافظة.

ومن ناحيتهم.. وجه ممثلو الوزارات المشاركة في المشروع ومحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية ورئيس هيئة النقل العام الشكر للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على جهودها المبذولة منذ بداية المشروع للعمل على إنجاحه.
ووفقًا للاتفاقية تتعهد جميع الأطراف التزامها بأهداف المشروع وتنفيذه وفقًا لأحكام اتفاقية قرض البنك الدولي ووثائق المشروع، وبذل أقصى الجهود لتقديم مخرجاتها بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب.