بعد واقعة انتحار فتاة المول.. اعرف طرق معالجة الاكتئاب
يعتبر الاكتئاب؛ نتيجة عدم القدرة علي مواجهة ضغوط الحياة ؛ سواء بسبب المرور بضائقة مالية، أوأزمة عاطفية، أو خلافات أسرية، أو فشل دراسي ومهني؛ السبب الأول لحالات الإنتحارفي مصر؛ فقد توالت وقائع الإنتحار؛ ووصلت خلال الأشهرالستة الأولي من هذا العام إلي 201 حالة انتحار،19حالة في شهر رمضان الماضي فقط ، وفي النصف الثاني زادت الحالات بعد نتيجة الثانوية العامة و بسبب المشكلات الأسرية ، و التي كان آخرها واقعة مول سيتي ستار، مما يؤكد أهمية دور الأسرة والمجتمع في أحتواء الأبناء؛ من أجل حمايتهم من الأمراض النفسية و الإنتحار .
في هذا السياق قال الدكتورماجد أرنست، استشاري أول و كبير أطباء المخ و الأعصاب والطب النفسي ؛ في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال "، من خلال متابعة تطورات واقعة إنتحاردكتورة مول سيتي ستار، فقد وردت كل الأخبار؛ لتؤكد أن الفتاة ظلت ساعات طويلة تبكي، وهذا مؤشرإلي أنها كانت تعاني من حالة إكتئاب شديدة، ولا يستبعد محاولتها الانتحارفي وقت سابق.
وأشارالدكتور"أرنست"؛ إلي أن معدلات الإنتحاربسبب الإكتئاب في زيادة مستمرة؛ نتيجة قلة الثقافة بأهمية العلاج النفسي، واعتباره "استجما" أو وصمة عار؛ مما تسبب في أن 50%من حالات الإنتحارأساسها إكتئاب، و15%من حالات الإكتئاب؛ تسبب الإنتحار؛ وهذا يعتمد علي شدة أو خطورة الاكتئاب؛ هل هو ضعيف، أم متوسط، أم شديد؛ ويمكن تحديد شدته؛ وفقا لأعراضه؛ فكلما تعددت؛ زادت خطورة الاكتئاب.
وأضاف "أرنست"؛ أن تعكر المزاج، واضطرابات النوم و الأكل، والانعزال، والعدوانية، والتدهورفي الأداء المهني و الدراسي ، وعدم الإحساس بالثقة؛ من أهم أعراض الاكتئاب؛ لافتا إلي وجود فرق بين أعراض الإكتئاب التي يعاني منها 80% إلي 90% من الأفراد، و بين مرض الإكتئاب الذي تصل نسبته إلي 5% للرجال، وتزيد بين النساء لتصل إلي 7% نتيجة التغيرات الهرمونية.
وعن كيفية مساعدة الأشخاص المعرضين للإنتحار أكد الدكتور "أرنست "؛ علي أهمية ذهاب الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلي الطبيب النفسي؛ مشيرا إلي دورالأسرة و المقربين في مساعدة الشخص المصاب بالاكتئاب؛ للذهاب إلي الطبيب النفسي؛ دون الركون إلي قدرتهم علي علاجه، أو الاعتماد علي أرادة الشخص في التخلص من الاكتئاب وحده ؛ لأنه يكون في حالة انعدام الإرادة، و يحتاج إلي أنواع مختلفة من الأدوية المضادة للاكتئاب، و جلسات كهرباء ، مشددا علي أهمية مساعدة الأفراد علي تطوير مهاراتهم لمواجهة ضغوط الحياة لخفض معدلات الإنتحاروالاكتئاب، وكذلك التأكيد علي ضرورة الاحتواء النفسي؛ من خلال اكتشاف و دعم الأفراد المعرضين، والاتصال بهم علي المدي الطويل، ومساعدتهم في حل مشكلاتهم .