رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الكادحين

17-9-2021 | 19:50


عبد الرازق توفيق

عبد الرازق توفيق


مشاهد‭ ‬كثيرة‭.. ‬وملامح‭ ‬واضحة‭.. ‬وثوابت‭ ‬راسخة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتابعها‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬مصر‭ - ‬السيسى‮»‬‭.. ‬ قيادة‭ ‬متدفقة‭ ‬الإنسانية‭.. ‬أصبح‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬فيها‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭ ‬وعناوين‭ ‬وأقوال‭.. ‬ولكنه‭ ‬صار‭ ‬منهج‭ ‬عمل‭ ‬وعقيدة‭.. ‬فالرئيس‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬أحوال‭ ‬شعبه‭ ‬ومواطنيه‭ ‬خاصة‭ ‬البسطاء‭ ‬قاصدا‭ ‬النزول‭ ‬إليهم‭ ‬والحديث‭ ‬معهم‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬أحوالهم‭ ‬وظروفهم‭ ‬الحياتية‭ ‬والمعيشية‭.. ‬وتلبية‭ ‬كل‭ ‬مطالبهم‭ ‬ ولا‭ ‬يعرف‭ ‬سوى‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬‮«‬عنينا‮»‬‭ ‬فى‭ ‬نموذج‭ ‬للحب‭ ‬الجارف‭ ‬للشعب‭ ‬المصرى‭.. ‬وجبر‭ ‬الخواطر‭.. ‬ فالانشغال‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالمصريين‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬مجرد‭ ‬استجابة‭ ‬لطلب‭.. ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬لحالة‭ ‬مكافحة‭ ‬وكادحة‭ ‬ولكنها‭ ‬سياسة‭ ‬دولة‭ ‬وخطط‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭.. ‬لجل‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬يستهدف‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭.‬ السيدة‭ ‬بوسى‭ ‬ليست‭ ‬الأولى‭ ‬بل‭ ‬سبقتها‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المكافحات‭ ‬بشرف‭..‬ إن‭ ‬الحنو‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭.. ‬ولكن‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭.‬
 رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المكافحين‭ ‬بشرف‭ ‬فى‭ ‬‮«‬مصر‭ - ‬السيسى‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬منظومة‭ ‬جديدة‭ ‬للقيم‭ ‬والتكريم‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬ويعطى‭ ‬ويتمسك‭ ‬بأهداب‭ ‬الحلال‭ ‬والكفاح‭ ‬بشرف‭ ‬ومؤازرة‭ ‬ومساندة‭ ‬البسطاء‭ ‬والأكثر‭ ‬احتياجًا ربما‭ ‬أكون‭ ‬كتبت‭ ‬كثيرا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.. ‬لكننى‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬أن‭ ‬أقاوم‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬إنسانية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬المتدفقة‭.. ‬فعندما‭ ‬شاهدت‭ ‬مداخلة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عن‭ ‬السيدة‭ ‬بوسى‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬مهنة‭ ‬قاسية‭ ‬وصعبة‭ ‬وهى‭ ‬الحدادة‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬15‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬أشقاء‭ ‬وأبناء‭ ‬وكيف‭ ‬تعامل‭ ‬الرئيس‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.. ‬وبدأت‭ ‬الأفكار‭ ‬تقفز‭ ‬إلى‭ ‬عقلى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬النبيلة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬البسطاء‭ ‬والكادحين‭ ‬بشرف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬عيش‭ ‬شريفة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭.. ‬لكن‭ ‬بوسى‭ ‬اختارت‭ ‬طريق‭ ‬الكفاح‭ ‬بشرف‭ ‬وأن‭ ‬تؤدى‭ ‬رسالة‭ ‬نبيلة‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأبناء‭ ‬من‭ ‬العوز‭ ‬والاحتياج‭ ‬وتوفير‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للأسرة‭.. ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‭ ‬شديدة‭ ‬القسوة‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬تركيبة‭ ‬المرأة‭ ‬عموما‭.‬

الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬رئيس‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬النماذج‭ ‬الكادحة‭ ‬بشرف‭.. ‬والفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجا‭ ‬والأولى‭ ‬بالرعاية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭ ‬عقيدة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭.‬
ما‭ ‬أريد‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬همه‭ ‬الأول‭ ‬وشغله‭ ‬الشاغل‭ ‬وأولويته‭ ‬الأولى‭ ‬إسعاد‭ ‬المصريين‭.. ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭.. ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عنهم‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لهم‭ ‬والسؤال‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬أحوالهم‭ ‬وظروفهم‭ ‬المعيشية‭.‬
تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬وإجلال‭ ‬النماذج‭ ‬الكادحة‭ ‬بشرف‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬هو‭ ‬عقيدة‭ ‬رئاسية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭.. ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬السيدة‭ ‬بوسى‭ ‬هى‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬رئيس‭ ‬مهموم‭ ‬بشعبه‭.. ‬ويجتهد‭ ‬بقدر‭ ‬استطاعته‭ ‬فى‭ ‬التحرى‭ ‬عن‭ ‬أحوالهم‭ ‬وظروفهم‭.. ‬ويسعى‭ ‬دوما‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عليهم‭.. ‬تؤلمه‭ ‬آلامهم‭ ‬وأوجاعهم‭.. ‬ولا‭ ‬يتردد‭ ‬لحظة‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭.. ‬وكلمته‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬عنوانا‭ ‬نبيلا‭ ‬وإنسانيا‭.. ‬‮«‬عنينا‭.. ‬وده‭ ‬واجب‭ ‬علينا‮»‬‭.. ‬ما‭ ‬هذه‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتدفقة‭ ‬والعطاء‭ ‬الفطرى‭ ‬والحب‭ ‬الغزير‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭.‬
الرئيس‭ ‬الشريف‭ ‬المخلص‭ ‬الوطنى‭ ‬الفريد‭ ‬يبحث‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬نماذج‭ ‬الشرفاء‭.. ‬فهو‭ ‬عاشق‭ ‬للشرف‭ ‬والشرفاء‭.. ‬وجل‭ ‬اهتمامه‭ ‬وسؤاله‭ ‬ورعايته‭ ‬لهذه‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬اختارت‭ ‬طريق‭ ‬الكفاح‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬وعدم‭ ‬السؤال‭ ‬أو‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬ووسائل‭ ‬أخرى‭.. ‬فمن‭ ‬فتاة‭ ‬العربة‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فتاة‭ ‬التروسيكل‮«‬‭ ‬بالأقصر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سائقة‭ ‬الميكروباص‮»‬‭.. ‬إلى‭ ‬الصابرات‭ ‬عشقا‭ ‬فى‭ ‬الوطن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدمن‭ ‬فلذات‭ ‬الأكباد‭ ‬هدية‭ ‬لمصر‭ ‬كشهداء‭ ‬للوطن‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬الشهداء‭ ‬وأسرهم‭ ‬ممن‭ ‬أعطوا‭ ‬وضحوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كرامة‭ ‬مصر‭ ‬وبنائها‭.. ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعبها‭.. ‬إلى‭ ‬بوسى‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬التى‭ ‬عملت‭ ‬ومازالت‭ ‬فى‭ ‬تجرد‭ ‬وشرف‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬قيم‭ ‬نبيلة‭ ‬واستغناء‭ ‬‮«‬يحسبهم‭ ‬الجاهل‭ ‬أغنياء‭ ‬من‭ ‬التعفف‮»‬‭.. ‬هذا‭ ‬الانحياز‭ ‬الرئاسى‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬يستحق‭ ‬الاحترام‭ ‬والتحية‭ ‬لأنه‭ ‬انتصر‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭ ‬وأعاد‭ ‬لها‭ ‬الاعتبار‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وتقديم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬للمكافحين‭ ‬والكادحين‭ ‬بشرف‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬نهج‭ ‬وسياسات‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬الخاصة‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بالدولة‭ ‬وجميعها‭ ‬تستهدف‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬له‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭.‬
إن‭ ‬‮«‬التنقيب‭ ‬الرئاسى‮»‬‭ ‬عن‭ ‬المكافحين‭ ‬والكادحين‭ ‬بشرف‭ ‬وإخلاص‭ ‬وشموخ‭ ‬هو‭ ‬عقيدة‭ ‬فريدة‭ ‬فى‭ ‬‮«‬مصر‭ - ‬السيسى‮» ‬‭.. ‬فالرئيس‭ ‬وسط‭ ‬التزاماته‭ ‬ومسئولياته‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الداخلى‭ ‬والخارجى‭.. ‬لديه‭ ‬إصرار‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬النزول‭ ‬للناس‭ ‬والحديث‭ ‬معهم‭ ‬خاصة‭ ‬الفئات‭ ‬البسيطة‭ ‬وإجراء‭ ‬حوارات‭ ‬معهم‭ ‬حول‭ ‬أحوالهم‭ ‬وظروفهم‭ ‬المعيشية‭ ‬وتوفير‭ ‬مطالبهم‭ ‬على‭ ‬الفور‭.. ‬والحديث‭ ‬بود‭ ‬وحب‭ ‬جارف‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬عاشق‭ ‬لشعبه‭ ‬يبذل‭ ‬جهودا‭ ‬خارقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسعادهم‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭.‬
إذا‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬والوصول‭ ‬إليهم‭.. ‬لذلك‭ ‬فعلى‭ ‬الإعلام‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬إبراز‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬الشريفة‭.. ‬الكادحة‭ ‬والمكافحة‭.. ‬فالسيدة‭ ‬بوسى‭ ‬التى‭ ‬تحملت‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الشقاء‭ ‬والعناء‭ ‬والقسوة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تربية‭ ‬أشقائها‭ ‬وأبنائها‭ ‬فى‭ ‬رضا‭ ‬واصرار‭ ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬نقدمها‭ ‬كنموذج‭ ‬وقدوة،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الإغراق‭ ‬والإسراف‭ ‬فى‭ ‬تناول‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬الأسرى‭.. ‬فهى‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬شعبا‭ ‬قوامه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يتابع‭ ‬أحوال‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.. ‬ويقرأ‭ ‬ويشاهد‭ ‬ويضع‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬قلبه‭ ‬وعقله‭.. ‬وهدفه‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬لهم‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.. ‬فعلى‭ ‬مدار‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ومازال‭ ‬يتابع‭ ‬أحوال‭ ‬مصر‭ ‬وظروفها‭ ‬وأزماتها‭ ‬ومشاكلها‭.. ‬وهموم‭ ‬ومعاناة‭ ‬الناس‭ ‬بدراسة‭ ‬عميقة‭.. ‬وتشخيص‭ ‬دقيق‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأوجاع‭.. ‬ووضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬الحلول‭.. ‬وهى‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬والإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬الوطنية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وأزماتنا‭.. ‬والعمل‭ ‬والصبر‭ ‬والوعى‭ ‬والتضحية‭.. ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬بدوره‭ ‬ويعمل‭ ‬فى‭ ‬تجرد‭ ‬وإصرار‭.. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬شخصا‭ ‬إيجابيا‭.. ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬لوطنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأقل‭.. ‬لكن‭ ‬لديه‭ ‬إرادة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الأفضل‭ ‬والأقوى‭ ‬والأجمل‭.‬
الوعى‭ ‬لا‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬فراغ‭.. ‬ولكنه‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسى‭ ‬ومجتمعى‭.. ‬تنوط‭ ‬به‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والجامع‭ ‬والكنيسة‭ ‬والإعلام‭.. ‬حتى‭ ‬نتعرف‭ ‬جيدا‭ ‬على‭ ‬قيمنا‭ ‬وأصولنا‭ ‬وهويتنا‭ ‬وأخلاقنا‭ ‬وأيضا‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجهنا‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬أجيالا‭ ‬لديها‭ ‬مكنون‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والشرف‭ ‬والإرادة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬القويم‭ ‬بالعمل‭ ‬والكفاح‭ ‬مثل‭ ‬نموذج‭ ‬السيدة‭ ‬بوسى‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬جديرة‭ ‬أن‭ ‬نقدمها‭ ‬فى‭ ‬إعلامنا‭ ‬لتكون‭ ‬قدوة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬والشرف‭ ‬والتفانى‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاغتراب‭ ‬والانفصام‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬والقيم‭ ‬والهوية‭.‬ من‭ ‬يتصفح‭ ‬دفتر‭ ‬أحوال‭ ‬تجربة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬يكتشف‭ ‬ان‭ ‬جل‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الفريدة‭ ‬والملهمة‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭.. ‬وإعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬له‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناته‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬له‭ ‬ضمن‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬مثل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سى‮»‬‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬و100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‭ ‬والمشروع‭ ‬القومى‭ ‬للتأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل‭.. ‬وباقى‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬سلامة‭ ‬وصحة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬وذوى‭ ‬الهمم‭ ‬والضمور‭ ‬العضلى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬ثم‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬نفقاته‭ ‬إلى‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬والمناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬والخطرة‭ ‬والإسكان‭ ‬الاجتماعى‭ ‬ثم‭ ‬مظلة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬تكافل‭ ‬وكرامة‭ ‬الذى‭ ‬يغطى‭ ‬3.8‭ ‬مليون‭ ‬أسرة‭ ‬مصرية‭.. ‬ثم‭ ‬الدعم‭ ‬التموينى‭ ‬وارتفاع‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيها‭ ‬ثم‭ ‬مشروع‭ ‬القرن‭ ‬‮«‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‮»‬‭.‬
مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬4500‭ ‬قرية‭ ‬مصرية‭ ‬ويغطى‭ ‬58٪‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬وبتكلفة‭ ‬ربما‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬البسطاء‭ ‬والفقراء‭ ‬والكادحين‭ ‬والمكافحين‭ ‬والفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجا‭.. ‬ليشمل‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬جميعا‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويوفر‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الخدمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬لنخلق‭ ‬مواطنا‭ ‬ونبنى‭ ‬إنسانا‭ ‬بأعلى‭ ‬الدرجات‭.‬
لقد‭ ‬اكتشفت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬الريف‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬فئات‭ ‬تعيش‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الزمن‭.. ‬حياة‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان‭.. ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬قانعة‭ ‬وراضية‭ ‬ولديها‭ ‬أحلام‭ ‬بسيطة‭.. ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬النبيلة‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬رئيس‭ ‬عظيم‭ ‬دائم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬مصر‭ ‬وبمجرد‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬والدعم‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬لتغيير‭ ‬حياتها‭ ‬جذريا‭ ‬وتوفير‭ ‬سكن‭ ‬كريم‭ ‬ومصدر‭ ‬للدخل‭ ‬وخدمات‭ ‬جيدة‭.. ‬والدولة‭ ‬أيضا‭ ‬تدعو‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحف‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭.‬
لقد‭ ‬ترسخ‭ ‬فى‭ ‬عقيدتنا‭ ‬ووجداننا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬وجديدة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أبناءها‭ ‬البسطاء‭.. ‬وتقدم‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والتحية‭ ‬والدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬للكادحين‭ ‬والمكافحين‭ ‬بشرف‭ ‬الذين‭ ‬دخلوا‭ ‬إلى‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسى‭.. ‬احتراما‭ ‬وتكريما‭ ‬لعطائهم‭ ‬واصرارهم‭ ‬على‭ ‬الشرف‭.‬
لا‭ ‬تقدموا‭ ‬لنا‭ ‬نماذج‭ ‬العاريات‭ ‬والساقطات‭ ‬وأغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬والجرائم‭ ‬الشاذة‭ ‬والمريضة‭.. ‬بل‭ ‬أسرفوا‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬النماذج‭ ‬المكافحة‭ ‬والكادحة‭ ‬والشريفة‭.. ‬والعلماء‭ ‬والشرفاء‭ ‬والمجتهدين‭ ‬والذين‭ ‬ضحوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.. ‬فلدينا‭ ‬أبناء‭ ‬صغار‭ ‬يتعلمون‭ ‬ويسجلون‭ ‬فى‭ ‬عقولهم‭.. ‬فالتعليم‭ ‬فى‭ ‬الصغر‭ ‬كالنقش‭ ‬على‭ ‬الحجر‭ ‬ومن‭ ‬شب‭ ‬على‭ ‬شىء‭ ‬شاب‭ ‬عليه‭.. ‬لذلك‭ ‬انتهى‭ ‬زمن‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬للراقصات‭ ‬والمفسدين‭ ‬والآكلين‭ ‬لقوت‭ ‬الشعب‭.. ‬لقد‭ ‬انتهى‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الشرف‭ ‬والنزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬والتقدير‭ ‬والتكريم‭ ‬للشرفاء‭ ‬وأصحاب‭ ‬العطاء‭ ‬والكفاح‭.‬ هذا‭ ‬التقدير‭ ‬الرئاسى‭ ‬لكفاح‭ ‬السيدة‭ ‬بوسى‭ ‬يكشف‭ ‬بجلاء‭ ‬ووضوح‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬محترمة‭ ‬تعلى‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الكفاح‭ ‬بشرف‭ ‬وتولى‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬بالكادحين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والشريف‭.. ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬الاحترام‭ ‬والحلال‭.‬
للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬هناك‭ ‬فئات‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأثرياء‭ ‬والمقتدرين‭ ‬لكنهم‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬الانحراف‭ ‬والفساد‭ ‬والمساس‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬رشاوى‭ ‬أو‭ ‬فهلوة‭ ‬وخلط‭ ‬بين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬،‭ ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬نماذج‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬الاحتياج‭ ‬وتعانى‭ ‬العوز‭ ‬ولديها‭ ‬مسئوليات‭ ‬وأحمال‭ ‬ومعاناة‭ ‬صعبة‭.. ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تضعف‭ ‬أو‭ ‬تستسلم‭ ‬بل‭ ‬تمسكت‭ ‬بأهداب‭ ‬الكفاح‭ ‬الشريف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬عيش‭ ‬كريمة‭.. ‬ولم‭ ‬تسلك‭ ‬طرقا‭ ‬ومسارات‭ ‬أخرى‭ ‬بل‭ ‬تحملت‭ ‬قسوة‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬وأصرت‭ ‬على‭ ‬الشرف‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬تستحق‭.. ‬وهنا‭ ‬نتوقف‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬شريفة‭ ‬محترمة‭ ‬تجزل‭ ‬العطاء‭ ‬والاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬للشرفاء‭.‬
لقد‭ ‬أرسى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬منظومة‭ ‬جديدة‭ ‬للقيم‭ ‬والمبادئ‭.. ‬وأزال‭ ‬الغبار‭ ‬والصدأ‭ ‬عن‭ ‬المعانى‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬والشريفة‭.. ‬ورسخ‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬مثل‭ ‬الكفاح‭ ‬والعمل‭ ‬بتجرد‭.. ‬وقضى‭ ‬على‭ ‬قبح‭ ‬الماضى‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يهتم‭ ‬سوى‭ ‬بالتوافه‭ ‬والشكليات‭.. ‬ويتأفف‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬البسطاء‭.. ‬فقد‭ ‬ورثنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬مشاهد‭ ‬شاذة‭ ‬وغريبة‭ ‬لتكريم‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬والمصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬والفساد‭.‬ لكننا‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لدولة‭ ‬الشرف‭ ‬وتقدير‭ ‬المكافحين‭ ‬والكادحين‭.‬ تحيا مصر