"ضمن مبادرة المئة كتاب".. دار المأمون تصدر 8 إصدارات لها
أصدرت دار المأمون للترجمة والنشر التابعة وزارة الثقافة العراقية ضمن دفعة واحدة، ثمانية كتب جديدة ذات قيمة معرفية عالية في سابقة تعد الأولى في تاريخ الدار، جاءت أربعة منها ضمن مبادرة ترجمة المئة كتاب التي أعلنها وزير الثقافة العراقية العام الماضي والبقية ضمن الخطة السنوية لدار المأمون.
وتتميز هذه المجموعة الجديدة من الكتب في استقطاب الدار لمترجمين معروفين من داخل العراق وخارجه لتدشن تعاونًا من شأنه أن يصب بالنتيجة في صالح تعزيز حركة الثقافة العراقية والعربية.
ويسهم الأكاديمي العراقي المقيم في خارج العراق بسام ياسين البزاز بكتاب "تدْوِير الزّوَايَا" الذي تضمن محتواه حلقات واظب البزاز على كتابتها منذ إبريل 2019 تحت عنوان "(س) و (ج) في الترجمة" في جريدة المترجم العراقي الصادرة عن دار المأمون.
ويحمل الكتاب الثاني عنوان "متحف النوم - قصائد للشاعر عبود الجابري" ويتضمن ترجمة إسبانية لـ48 قصيدة للجابري عكف على ترجمتها إشراق عبد العادل (مدير عام دار المأمون للترجمة والنشر) والمستعرب الإسباني خايمة كولاوت كورديرو، وجاءت هذه الترجمة لتميز قصائد الجابري بمضمونها العميق وبعدها الفلسفي، وهذه هي المرة الأولى التي يترجم فيها نحو الإسبانية عمل شعري للشاعر الجابري.
وتواصل الدار تقديم سلسلة كتب الآثاري أوستن هنري لايارد بترجمة محمد حسن علاوي ليحمل الكتاب الجديد عنوان "محكمة نينوى في مكتبة كريستال بالاس"، الذي يتناول فيه الكاتب الطراز المعماري لبناية محكمة نينوى أو المحكمة الآشورية وسرداً تاريخيا فضلًا عن الأفكار التي استوحاها مصممون اجانب من العمارة الآشورية والتلوين والزخرفة التي أستخدمها الآشوريون القدَّماء.
ويسد كتاب "مدخل إلى فنّ القصة المصورة" من ترجمة هشام عمار أحمد عن الفرنسية، فراغًا في المكتبة العربية إذ يتيح الكتاب الفرصة للقارئ بالتعرف على فنّ القصّة المصورة ونشأته وتطوره ومستقبله، وتغيير النظرة السطحية لدى المتلقي العربي عن هذا الفنّ الذي تقتصر حدود معرفته له على قصص الأطفال وأفلام الرسوم المتحركة، ويتضمن الكتاب عددًا من مجموعة فصول تتناول هذا الفن من جميع جوانبه بالإضافة إلى فن القصة المصورة في العراق.
اما كتب مبادرة المئة كتاب فضمت أربعة كتب أيضًا اولها كتاب "الحُريّة القاتلة" - خمسة عشر عاماً بَيْنَ السَّماءِ والجَحِيْم في العراق" وهو من تأليف الصحفية الألمانية بيركت سيفنسون وترجمة الأكاديمي بهاء محمود علوان، يستقصي الكتاب احداث العراق قبيل الغزو الأمريكي في إبريل 2003 حتى تظاهرات أكتوبر التي كشفت عن حصول تغير كبير وتدريجي في تفكير الشباب العراقي بعد خمسة عشر عاماً على الغزو الأمريكي تمثل في أنهم أخذوا لا يحملون مسؤولية تراجع العراق على الجانب الأمريكي أو البريطاني فقط ؛ بل على قادتهم السياسيين، الذين لم يتمكَّنوا من إعادة هيكلة وبناء البلد، وضمان حياة طيبة وتهيئة فرص عمل وحياة كريمة.
ومن ترجمة سعيد الجعفر تقدم الدار كتاب "الاستشراق السويديّ" الذي يلقي الضوء على مجموعة من أهم المستشرقين والرحالة ويقدم قسمًا من نتاجاتهم المتنوعة في مجال الاستشراق السويديّ. وتكمن أهمية الكتاب في تميزه بتقديم تفاصيل جديدة عن الاستشراق السويديّ الذي ربما لم يسمع اغلب القراء به.
تقدم الدار من ترجمة لؤي خزعل جبر كتاب "سيكولوجية الانتخابات.. النظريَّات والإشكاليات والديناميَّات" وهو من تأليف ماكس فيسر، يناقش الكتاب دوافع تغير السُّلُوك الانتخابي الذي يتحكم من خلاله الفرد بشكل مباشر أو غير مباشر بمسار عمل البرلمانات والحكومات، عبر الإدلاء بصوته، وبالتالي يتحكم بالتنظيم الاجتماعي والسياسي والمادي للبلد .
ويتميز كتاب "اعترافات لصّ كتب تائب .. مقالات تقاطع ج" وهو من ترجمة جمال جمعة باحتوائه عددًا كبيرًا من المقالات الأدبية والفنية لعدد من الكُتًاب والنقاد العالميين من أجيال مختلفة لعل من أبرزهم أومبرتو إيكو والبير كامو وتروي كامبلين وتركزت أغلبها على عملية تأليف الكتب بمختلف مضامينها وصناعتها وتلقيها.
وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقية الدكتور حسن ناظم قد أطلق مبادرة لترجمة مئة كتاب تتناول الشأن العراقي خلال ندوة افتراضية نظّمها منتدى الترجمة في دار المأمون في 30 سبتمبر 2020 بمناسبة اليوم العالمي للترجمة.
وقال ناظم خلال الندوة إن "مشروع الترجمة مهم جدًا وأتمنى أن يسهم الجميع بقدراتهم الإبداعية في عالم الترجمة لنجاحه لأن العراق بلد سباق في عالم الترجمة قديمًا وحديثًا"، مضيفًا أن "الظروف التي أحاطت بالعراق في العقدين الماضيين أو أكثر انحسر فيها إبداعنا، وهذا الاعتراف بالانحسار يدفعنا إلى مزيد من العمل والمثابرة لتأسيس مثل هذه المبادرات في عالم الترجمة تحديدًا".
وتابع: "كنّا سباقين ولكن سبقنا الزمن لاحقًا وأصبحت هناك بيئات عربية ثقافية جديدة تؤسس مشاريع للترجمة، ولكن بلدنا تأخر في هذا المجال كثيرًا والعراق له قدرات كبيرة في عالم الترجمة والإبداع وكلّ ما يحتاجه هو تأسيس مشروع للترجمة والنية الخالصة للعمل"، مشيرًا إلى أن: "كثيرًا من المترجمين العراقيين كانت ابداعاتهم ومشاريعهم خارج العراق في بيروت ومصر وغيرها، قد حان الوقت لرعايتها داخل الوطن، وهذه المسؤولية تتحملها وزارة الثقافة ودوائرها المتخصصة، دار الشؤون الثقافية ودار المأمون، وأيضًا جمعية المترجمين العراقيين، وأقسام اللغات في الجامعات العراقية".
وشدد على أن: "المسألة تتعلق بالتمويل وقد ذكرت هذا في لقاءات كثيرة وفي مجلس الوزراء أيضًا ونحن نسعى إلى تأسيس مشروع ثقافي عراقي عربي من خلال الترجمة لإعادة بناء بلدنا من جديد، مبينًا "أن المبادرة جاءت لمعرفة رأي العالم بنا خاصة بعد عام 2003، ما الذي يقوله العالم عن العراق على الصعيدين الثقافي والسياسي".