رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سر الحاج محمود العربي

19-9-2021 | 10:57


إلهام أبو الفتح

لحظة صدق
 

"أنا معرفش بقيت كده إزاي، مش شطارة مني ولا حاجة، هو ربنا اللي عمل كل ده"، هذه كلمات الحاج محمود العربي، بدأ حياته في سن 5 سنوات.. يبيع البالونات والالعاب علي المصطبة أمام منزل أسرته الفقيرة، التي ألحقته بـ"كتاب القرية" لحفظ القرآن، تعلم منه الصدق والأمانة والفرق بين الحلال والحرام، فكانت أساس سمعته التي اشتهر بها في حياته على مدى 88 عاما، وانتهت وهو رائد من رواد الصناعة والتجارة في مصر تاركا 40 ألف موظف يعملون بشركاته

في كتابه "سر حياتي" أرسى اهم قواعد نجاح الشركات والأعمال.
 
يقول: "عمري ما قولت حد شغال عندي، بل شغال معايا، لأن العامل رزق ربنا باعتهولي.. وأى شركة ناسها تحب بعض ربنا بيكون معاها".

ظل العربى في كل ما يقول ويفعل سفيرا للتاجر الأمين والصانع المتقن لصنعته، فدخلت منتجاته كل المنازل وطلبها ملايين البشر في أكثر من 60 دولة.

لم يؤمن بأن "التجارة شطارة" بل أمانة ونزاهة، اتبعها حين كان طفلا يتاجر في اللعب وحين استأجر محلا صغيرا بالموسكي، وحين صار صاحب أعمال ومصانع وشركات، حتى بعد التقاعد كان نصيبا كبيرا من رزقه للسائل والمحروم، أتذكر مرة سأله الرئيس الراحل مبارك: نفسك في إيه تأنى يا حاج محمود؟ فقال له نفسي كل سنة أشغل ألف شاب جديد!.
 
وفعلا.. كل سنة كان يفتح بابا لألف شاب وكلما كان العدد يزيد.. كل ما الرزق يزيد، حتى في بيته ومع زوجته وأولاده كان يتعامل بنفس المبدأ يقول عن زوجته كانت ترسى في أولادنا قيمة الرضا، والصبر، وشكر الله على النعمة الحلال!.

فكان هذا الالتفاف والإجماع يوم رحيله تزاحم الآلاف رمزا للوفاء والاخلاص يودعونه ويدعون له، ويردون له الجميل، بينهم تلاميذ مدارس وطلاب جامعات مختلفة حول العالم وأرامل وأيتام وصنايعية، وبينهم أحفاد شريكه في أول تجارة، عملا معا لمدة يومين فقط ثم أقعده المرض وصرف ما يملك على العلاج، وبعد سنتين توفى، وظل ورثته يحصلون علي نفس نسبة أبيهم، ولما كبرت الشركة حافظ العربي على نسبتهم، و رعاهم ورباهم الأربعة، كما ربى عياله تماما!.

وهكذا.. عاش كإنسان أعطى وساعد وقدم الخير ليحصد الخيرات، إنه والكنز الذي يفتحه الله على عبده حين يحسن التجارة ويتسلح برأسمال لا ينفد اسمه الصدق والمعاملة مع ربنا وليس مع البشر، فاستحق محمود العربي شهبندر التجار أن يكون أحد رواد التجارة والصناعة والإنسانية.

هذا سر محمود العربي شهبندر التجار أنه كان إنسانا ورجل أعمال تتحدث عنه أعماله.. رحم الله محمود العربي أحد رواد التجارة والصناعة في مصر.