رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الساعة الدقاقة بمسجد محمد علي تعود للحياة بعد توقف 176 عامًا (صور)

20-9-2021 | 18:21


الساعة الدقاقة بقعلة صلاح الدين الأيوبي

آية يوسف

نجح مرممو وزارة السياحة والآثار، من فك لغز عمل الساعة الدقاقة لمسجد محمد علي بقعلة صلاح الدين الأيوبي، وإعادتها للحياة، بعد توقف دام 176 عاما، منذ  إهدائها معطلة من الملك الفرنسي لويس فيليب لمحمد على.

تقع الساعة الدقاقة، في المنطقة التي تتوسط الرواق الشمالي الغربي  لمسجد محمد على، داخل برج معدني مزخرف تزينه ألواح الزجاج الملونة، وبداخلة الساعة الدقاقة.

تاريخ الساعة الدقاقة

تم إهداء الساعة من ملك فرنسا لويس التاسع عام 1845 ميلاديا، إلى محمد على، باشا ردا على إهدائه مسلة رمسيس الثاني التي كانت أمام معبد الأقصر إلى فرنسا، وتعد هذه المسلة الآن من ممتلكات فرنسا الفريدة والنادرة، وإحدى علامات أحد أشهر ميادينها، وهو الكونكورد.

وعندما وصلت الساعة لم تركب في ماكنها وحفظت في قصر محمد علي بمنطقة شبرا، وفي عهد الخديوي سعيد جرى تدشين البرج النحاسي المخرج والمزخرف بالألوان والزجاج وركبت الساعة داخل أعلى البرج، ومنذ تركيب تلك الساعة بالمسجد فإن عقاربها لم تدر رغم محاولات مصر لإصلاحها.

وتكمن أهمية الساعة الدقاقة، في كونها أول ساعة دقاقة في تاريخ مصر، تعمل بنظام فريد، وهو النظام اليدوي، حيث كانت تدق كل ساعة، لها ثقلان الكبير فيهم يقوم بسحب الصغير، وتحتاج كل 12 ساعة لشخص يقوم بتغير اتجاه ثقل الساعة، التي لا يوجد نسخ منها في دول العالم.

محاولات ترميم الساعة

كانت المحاولة الأولى لإصلاح الساعة في عهد محمد على، ثم الخديوي إسماعيل، حتى الملك فاروق عام 1943، أمر بفك الماكينة الخاصة بالساعة ونقلها إلى قصر عابدين لصيانتها وإصلاحها، ولكن فشلت المحاولة لعدم فهم طريقه عمل تروس ومقصات الساعة، وبعد مرور 40 عاما تمكن خبير أجنبي من تركيبها وتصليحها بقرار من الحكومة المصرية، غير أنها توقفت بعد أيام قليلة.

ثم حاول المجلس الأعلى للأثار ولكن باء الأمر بالفشل في المرة الأولي، مما دفع وزارة السياحة والآثار لطلب تدخل فرنسا لإصلاحها، وهو ما استجابت له فرنسا، واستجابة لطلب مصر، قررت فرنسا إرسال فرانسوا سيمون فوستييه، الخبير في مجال تصنيع الساعات إلى مصر، لفحص إمكانية تصليح الساعة الموجودة بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

وبعد الانتهاء من المعاينة للوقوف على أسباب العطل، غادر سيمون إلى بلاده، وبعد فترة وجيزة أرسل تقريرا مطولا عن حالة الساعة والمعدات المطلوبة لتصليحها، وهو ما تعذر تنفيذه بالتزامن مع العثور على حلول مصرية.

نجاح جهود إعادة تشغيل الساعة

ثم أرسل خبير من مدينة الأقصر لوزارة الأثار المصرية، طلب فرصة لتصليح الساعة، وبعد التأكد من خبرته الجيدة ودقة الخطة التي تقدم بها بعد كشفه عن الأعطال، وانهمك سريعا في تشغيلها بمساعدة فريق وعدد من مفتشي آثار منطقة القلعة.

وبعد شهور عديدة من العمل توصلوا إلى نتائج جيدة، أعادت الساعة للعمل من جديد، وأصبح يمكن تشغيل أجراسها مرة أخرى، كما وضع الفريق فكرة من أجل إتمام الملء بطريقة ذاتية دون معاونة بشرية، لتعود بذلك الساعة إلى الحياة مرة أخرى بعد توقف دام 176 عام.